س.ص
"جنه جنه" اغنية تشارك الجميع في ترديدها عاليا مع البكاء المنبعث من اقاصي الداخل الحزين ، هم يبتسمون وفي عيونهم نهران من الدموع ، يغنون وفي قلوبهم عدد كبير من الجراح النازفة ، يرقصون على ايقاع زمن ساخن كالجحيم ، ويقدمون التهاني غزلا بالموت القادم، كتبها الشاعر كريم العراقي، صانع الابداع في جسد النصوص
الغنائية.
( شمعه شمعه شمعه / كل كتر بي شمعه / والبيوت معيده / راح وكت الدمعه / بالفرح يهلنه ).
العراقيون في كل الازمنة يحملون الزينة في كفوفهم المباركة ، ويلوحون بها للاصدقاء والاعداء معا ، هكذا هم طيبون واوفياء الى حد العجب ، وطنيون الى حد
الموت.
لا يعرفون المستحيل ، وحين يقدمون على امر يواصلون المسير الى اخر الشوط ، فاما تعم السعادة في القرى والمدن والقصبات والضواحي ، واما تتجمهر الناس في الساحات احتجاجا على عصر رديء ، والشعب المفجوع يغني في الحالتين، عند ساعة الانتصار وعند اعلان
الخسارة.
( زينه زينه زينه / نحمل بادينه / عمت السعادة / القرية والمدينة / كل شعبنه غنه).
وزنيا القصيدة مكتوبة على بحر المتدارك ، والقليل من الاغاني كتبت على هذا الوزن الذي يتداخل مع الخبب والمتقارب ، وتمازج التفعيلات القريبة من بعضها ، يمنح الشاعر مساحة واسعة
للابداع .
( جنه جنه جنه / فعلن فعلن فعلن / والله ياوطنه / فعلن / فاعلن / فع / يا وطن يحبيب / فاعلن / فعلن / فع / يبو تراب الطيب / فعولن / فعلن / فع / حتى نارك جنه / فعلن فعلن فعلن ).