وجبات الطعام يمكن أن تحل محل دواء مرض السكري

من القضاء 2019/12/24
...

ترجمة/ نادية المختار 
وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون وخبراء في جامعة بنسلفانيا، أن وجبة الصباح الباكر المليئة بالكربوهيدرات والغنية بالنشاء، الى جانب تناول وجبة عشاء خفيف، تحسّن من نسبة السكر في الدم وتحل محل حقن الأنسولين وأدوية أخرى لمرضى السكري.عادة ما يلجأ مرضى السكري من النوع 2 الى أخذ حقن الأنسولين، وهو هرمون ينظم حركة السكر في خلايا الكبد والعضلات والدهون، ما يصل الى أربع مرات في اليوم. لكن حقن الأنسولين ترتبط بزيادة الوزن وفقدان السيطرة على مستويات السكر في الدم. 
وهذا يؤدي الى حلقة مفرغة من جرعات الأنسولين الأعلى، زيادة الوزن المستمرة، ارتفاع معدل الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المضاعفات الجانبية العديدة. ويحدد النظام الغذائي التقليدي للسكريين، تناول أما ثلاث وجبات خفيفة، أو ست وجبات صغيرة موزعة على مدار اليوم. لكن بحثنا يقترح تحويل السعرات الحرارية الغنية بالنشاء الى ساعات مبكرة من اليوم. وهذا ينتج عنه توازن في نسبة الجلوكوز وتحسين التحكم بنسبة السكر في الدم بين مرضى السكري من النوع الثاني. 
يقول البروفيسور دانييل جاكوب، أستاذ طب السكري بجامعة بنسلفانيا: “نعتقد أنه من خلال هذا النظام فأنه من الممكن لمرضى السكري تقليل أو حتى وقف حقن الأنسولين ومعظم الأدوية  المضادة للسكري، لتحقيق سيطرة ممتازة على مستويات الجلوكوز.” 
ووفقا للبحث الجديد، يتم تحسين عملية الأيض والساعة البيولوجية للمريض لتناول الطعام في الصباح والصيام أثناء المساء والليل، حيث من المفترض أن يكون نائما. لكن النظام الغذائي المعتاد الموصى به لمرض السكري من النوع الثاني يتكون من عدة وجبات صغيرة موزعة بالتساوي على مدار اليوم. على سبيل المثال، ثلاث وجبات خفيفة يوميا، بما في ذلك واحدة قبل النوم لمنع انخفاض مستويات السكر أثناء الليل. لكن نظام الست وجبات كما يطلق عليه، لم يكن فعالا في السيطرة على السكر، لذا فان المرضى يحتاجون الى الأنسولين وأدوية اضافية. وحقن الأنسولين تؤدي الى زيادة الوزن، مما يزيد من مستويات السكر في الدم.” 
 
النظام الغذائي التجريبي 
درس الباحثون مجموعة من مرضى السكري من النوع 2 وقارنوا بمن يتبعون حمية      الوجبات الثلاث التقليدية، مع من يتناولون 6 وجبات موزعة على مدار اليوم. ويشتمل النظام الغذائي التجريبي على وجبة من الخبز المحمص والفواكه والحلويات في الساعات الاولى من الصباح، مع غداء جيد وعشاء خفيف، يفتقد على وجه التحديد النشويات والحلويات والفواكه. 
وقد لاحظ الباحثون ان المجموعة الثانية لم تفقد أي وزن وكذلك لم تواجه أي تحسن في مستويات السكر، مما يتطلب زيادة في جرعات الدواء والأنسولين. لكن المجموعة التي تتبع نظام الحمية الغذائية لثلاث وجبات، فأنها لم تفقد الوزن فحسب، بل شهدت أيضا مستويات سكر محسّنة بشكل كبير.   
ويضيف جاكوب: “ان حاجتهم الى أدوية السكري، وخاصة جرعات الأنسولين، قد انخفضت الى حد كبير. حتى أن البعض تمكنوا من التوقف عن استخدامه تماما. بالاضافة الى ذلك، فان جينات حسن التعبير عن الساعة البيولوجية لهم بالاضافة الى النظام الغذائي لثلاث وجبات للمرضى كان أكثرفعالية في السيطرة على مرض السكري. ولم يقتصر الأمرعلى ذلك، بل أنه يمنع أيضا العديد من المضاعفات الأخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والشيخوخة والسرطان والتي جميعا تنظمها الجينات على مدار الساعة البيولوجية.”  
وقد تكون آلية التنظيم الناجح للتعبير الجيني على مدار الساعة البيولوجية في حمية الثلاث وجبات وراء نجاحه، لأنه يعزز افراز الأنسولين ويحسّن توصيل السكر الى العضلات، مما يخلق استقلابا متوازنا مع الجلوكوز خلال النهار والليل.  
 
اسفنج السكر 
 
يتوجب على العديد من مرضى السكري أخذ حقن الأنسولين عدة مرات في اليوم، بينما يتناول آخرون أدوية عن طريق الفم للسيطرة على نسبة السكر في الدم.  غير أن التقدم المحرز نحوعلاج مرض السكري الخالي من الأنسولين يتطلب أخذ حقن أقل وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة. اذ تتوقع الاتجاهات الحالية أن يصاب شخص واحد من بين كل ثلاثة آخرين بمرض السكري في أميركا بحلول العام 2050.  يمكن أن تشتمل الحقن على أنواع مختلفة من الأنسولين- واحدة بطيئة المفعول قبل النوم أو واحدة سريعة المفعول قبل الوجبات- والتي يمكن أن تكون مربكة، اذ يمكن أن يكون لكل من العقاقير والحقن آثار جانبية مختلفة، بما في ذلك تلف الأعصاب والالتهابات ومقاومة الأنسولين. وقد تطورت في المختبر أنظمة غير معتمدة على الأنسولين تستند على الهلاميات المائية والبوليمرات، ولكنها يمكن أن تؤدي أيضا الى حدوث مضاعفات، لذلك أراد الباحثون التوصل الى علاج يكون سهل الاستخدام وبدون آثار جانبية. 
فقد قاموا بأجراء تجربة في المعامل المختبرية أطلقوا عليها تسمية “اسفنجة السكر”. وهي عبارة عن حويصلة بوليمر مغلفة بلقاح تربط الجلوكوز عندما تكون مستوياته مرتفعة. وتصدر السكر عندما تكون تركيزاته منخفضة في الدم. كما قاموا باختبار الاسفنج في الفئران المصابة بداء السكري من النوع الأول. وفي غضون يومين، رأوا تأثيرات مضادة لمرض
 السكري. 
عن ساينس ديلي