إنَّ حكومة السيد عادل عبد المهدي شكلت بناء على اتفاق بين كتلتين كبيرتين تمت ولادتهما بعد الانتخابات النيابية الأخيرة واستمرت رئاسته لوقت محدد انفجر بالتظاهرات المطلبية التي كانت تنادي وتعلن عن نفسها تحت نار ورماد سنوات خلت، اذ ان الجماهير ظلت على الدوام تعاني من ويل الحكومات وفساد الأجهزة خلال سنوات ماضية قبل حكومة عبد المهدي التي كان من سوء حظها ان بلغ التذمر ذروته بشكل جاءت مطالب المتظاهرين كتعبير حقيقي عما يحدث بالبلاد والعباد من الم كامن جراء قائمة طويلة من الفساد والاستغلال للمناصب وخراب الوطن وهدم بنيته التحتية وانتهاء عهد المؤسسات بشكل صارخ واضح للعيان الا من ناحية توزيع الرواتب للطبقة الحاكمة التي تعد الرواتب جزءاً من غنيمة وكعكة العراق المقسمة منذ 2003 حتى اليوم ..وقد حدث ما حدث وما زال يحدث من عصيان مدني وتظاهر مستمر للناس التي تعبر عن سوء حالها الذي بلغته جراء حكم الفساد المستشري باوصال الدولة جميعها بلا استثناء فقد طفح الكيل بالناس بشكل غير قابل للتراجع دون تحقيق مكاسب ما على ارض الواقع بعد ان مل المواطنون من الوعود والامال والامنيات التي ضاعت جزافا ... بل ان قوى أخرى جديدة بدأت تشترك بالكعكة بعد كل انتخابات وكل ذلك يجري على حساب الوطن والمواطن المبتلى بطريقة أداء الحكومة والانتخابات التي أصبحت رهينة للمحاصة البغيضة ( شيعي سني كردي ) وما يلحق ذلك من توزيع للمناصب بطريقة محاصصاتية بشعة .. اما على صعيد المكونات فإن التقسيمات شملت حتى مدير المدرسة الابتدائية بل ومعاونيه لدرجة انتهى بها عهد الكفاءة الى الابد .. بصورة بدا بها المشهد وكأننا نشيع جنازة وطن ودولة ومؤسسات تم بناؤها منذ 1923 حتى الآن برغم ما اعتراها من مراحل وبمعزل عن تقييمنا لحكامها وذلك يمثل مرحلة ولت وظرفاً مضى .. الا ان ما نعانيه الان من انتهاء عهد الدولة العراقية فهو امضى على القلب والضمير وخشية على المستقبل .. العجيب الغريب هو ما يجري من تصارع على تسمية رئيس الوزراء الجديد الذي سيخلف حكومة عبد المهدي ويتحمل أعباء مرحلة، الجميع يعي انها ظرفية وقتية مرحلية مهمتها اجراء انتخابات وفقاً للقوانين الجديدة وبصورة جازمة انها ستغير الخارطة القديمة وتمزق اوصال القوى التي حكمت وانتفخت على حساب الوطن
والمواطن.
ما يعيد الامل بضرورة ولادة حكومة جديدة فعلاً، تكون قادرة على إعادة بناء الوطن والنهوض بمسؤولياته عبر العمل المؤسساتي حصراً بعيداً عن هيمنة الافراد والمجموعات وذلك لا يتم ولا يمكن النهوض به دون تكسير وتهشيم صور التعفن الماضية التي ازكمت انوف العراقيين جميعا ممن يتمنون ان تأتي البصمة البنفسجية هذه المرة بحكومة عراقية خالصة معيارها الأول العمل للوطن والمواطن بعيداً عن الشخصنة والحزبية والطائفية والقومية ... وغير ذلك من امراض عصر اعتصرنا به اكثر مما ينبغي وآن لنا ان نشعر بحرية سلبت بعد ان اعتقدنا اننا تحررنا من ربقة ما قبل 2003 لنقع بمصيدة وشباك ما بعد ذلك التاريخ ..