بالنسبة للأميركيين، يبدو موسم الكريسماس هذا العام موسماً يستحق حقاً الاحتفال بفضل التقدم الذي أُحرز مؤخراً في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت الصين والولايات المتحدة على نص اتفاق المرحلة الأولى الاقتصادي والتجاري الذي يقوم على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل، وتلاه قرار البيت الأبيض بعدم المضي قدماً في التعريفات المقررة التي تستهدف واردات صينيَّة تشمل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وزينة الكريسماس والملابس ولعب الأطفال.
اتفاق يلقى ترحيباً
لاقت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً من الأميركيين من جميع مناحي الحياة
تقريباً.
فقد صرح صحفياً كينيث كوين رئيس مؤسسة جائزة الغذاء العالمية وسفير الولايات المتحدة السابق لدى كمبوديا بأنَّ "هذا الإنجاز يؤدي إلى مزيد من
الإنجازات".
وقال كوين، الذي عمل في السلك الدبلوماسي بالولايات المتحدة لمدة 32 عاماً: "أدركت من خلال تجربتي في العمل الدبلوماسي أنَّ النجاح عادة ما يولد مزيداً من
النجاح".
حل النزاعات التجاريَّة
وذكر الدبلوماسي المخضرم، الذي قام بأول زيارة له إلى الصين في العام 1979 وسافر إلى هناك مراراً منذ ذلك الحين، أنه يأمل في أنْ يبني الجانبان على التقدم المحرز لحل النزاعات التجارية، لأنَّ ذلك "سيسهم بطريقة مهمة في ضمان استقرار النظام التجاري العالمي
ككل".
ومن جانبه، قال ستيفن روش، الباحث البارز في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل: إنَّ اتفاق المرحلة الأولى يعد "إشارة إيجابية كونه يبدد التهديد الوشيك بفرض تعريفات جمركية جديدة".
وأضاف روش أنه "يؤكد التزام الدولتين بتوفير قدرٍ من الارتياح من الضغوط المتعلقة بالتعريفات الجمركية على كلا الاقتصادين والاقتصاد العالمي الأوسع".
أما مارك هايفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار العالميين في إدارة الثروات العالمية ببنك "يو بي إس"، فذكر أنَّ الاتفاق "يمكن أن يطلق العنان لاستمرار الاتجاه الصعودي لأسواق الأسهم، مدفوعاً بتحسن في ثقة الأعمال وانتعاش في الاستثمار".
فقد سادت بورصة وول ستريت حالة ازدهار شديدة في الأيام الأخيرة بفضل التقدم الذي أُحرز في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
آلام التعريفات الجمركيَّة
رغم إلغاء بعض التعريفات الجمركية، إلا أنَّ المشترين الأميركيين دفعوا بالفعل المزيد مقابل الواردات الصينيَّة منذ تولي الإدارة الحالية مهامها.
فقد فرضت واشنطن عدة جولات من التعريفات الجمركية منذ العام الماضي. ورداً على ذلك، ردت بكين بفرض تعريفات جمركية على بضائع
أميركيَّة.
ولدى وصفه اتفاق المرحلة الأولى التجاري بأنه "إشارة جيدة"، قال جاك كلينهينز، كبير الاقتصاديين في الاتحاد الوطني الأميركي لتجارة التجزئة: إنه " لا يزال أمامنا شوطٌ طويلٌ علينا أنْ نقطعه".
وقال كلينهينز في الأسبوع الماضي أثناء حديثه عن أحوال قطاع التجزئة في الولايات المتحدة خلال مؤتمر تليكونفرانس: "ما زلنا في وضع يتعين علينا فيه مواجهة الحقائق المتمثلة في أنها ضريبة وسيتعين في النهاية على المستهلكين التعامل معها في محافظهم" بما "أننا لم نقم بإلغاء التعريفات الجمركية المفروضة على البضائع".
فقد دفع المستهلكون الأميركيون والشركات الأميركية مبلغاً إضافياً وقدره 42 مليار دولار أميركي في الفترة من شباط 2018 حتى تشرين الأول 2019 نتيجة النزاعات التجارية التي كانت واشنطن هي البادئة بها، وفقاً لما أعلنته المجموعة الأميركية القائمة بحملات مناهضة للتعريفات الجمركية وتطلق على نفسها اسم (التعريفات تضر بقلب البلاد) في وقت سابق من هذا الشهر، مستشهدة ببيانات صدرت عن وزارة التجارة
الأميركيَّة.
وحذر جوناثان جولد المتحدث باسم تحالف (أميركيون من أجل تجارة حرة) قائلاً: إنَّ الخلاف التجاري "استمر لفترة طويلة وأوقع ما يكفي من الأضرار"، مضيفاً أنَّ "الوقت قد حان لكي تتوصل الإدارة إلى اتفاق نهائي مع الصين" لإنهاء الخلافات وإلغاء جميع التعريفات الجمركيَّة
الإضافيَّة.