إشادة بخطط العراق في إصلاح القطاع الكهربائي

اقتصادية 2019/12/29
...

ترجمة: شيماء ميران
 
 
أشادت الوكالة الدوليَّة للطاقة بخطط الحكومة العراقيَّة لإجرائها إصلاحات مهمة في قطاع الكهرباء ومواجهة التحديات الكبيرة التي تجابهه. ويتزايد الطلب على الكهرباء في العراق على نحو أسرع من التجهيز، ما أسهم بحدوث نقص في توفير الطاقة وأجبر الدولة على استيراد الكهرباء رغم ما تملكه من وفرة بمصادر الطاقة.

وفي نيسان الماضي، قدمت الوكالة في تقريرها الرئيس عن قطاع الطاقة في العراق، خارطة طريق خاصة ضمت إجراءات فوريَّة وتدابير متوسطة المدى لمعالجة المشكلات الموجودة في القطاع الكهربائي.
وكانت وزارة الكهرباء العراقيَّة وتحت إشراف مباشر من وزيرها لؤي الخطيب قد أطلقت مبادرة واسعة لتحسين عمل هذا القطاع في عموم البلاد.
قال المدير التنفيذي لوكالة الدوليَّة للطاقة الدكتور فاتح بيرول: "أنا في منتهى السعادة، كون الحكومة تتحرك لتنفيذ إصلاحات صعبة لكنها ضروريَّة، لتساعد على جعل القطاع الكهربائي في العراق أكثر مصداقيَّة وضماناً وبتكاليف معقولة، وحسب الخبرة الواسعة التي تتمتع بها الوكالة الدوليَّة للطاقة في التعامل مع إصلاح القطاع الكهربائي في جميع أنحاء العالم، فلا يوجد هناك بديلٌ للنهج الشامل في العراق".
كما ضمت الإجراءات التي أوصت بها وكالة الطاقة إصلاح رسوم الكهرباء ورفع الدعم عنه من أجل زيادة الإيرادات. ويمكن إعادة استثمار هذا الدخل المتزايد في تشغيل شبكة توليد وتوزيع لخفض الكميَّة الضخمة من الطاقة الكهربائيَّة المهدرة حالياً من خلال أوجه قصور متعددة في النظام الكهربائي.
 
حلول وتوصيات
وسيرفع هذا النهج بعضاً من أعباء الميزانيات الحكوميَّة من خلال تحفيز استثمار القطاع الخاص الضروري، الذي يمكنه أنْ يدفع بالقطاع الكهربائي الى المستوى المطلوب. وسيكون لإجراءات رفع الدعم عن الكهرباء أيضاً أثرٌ مهمٌ أيضاً في التحفيز على المزيد من الاستخدام العقلاني للكهرباء وخفض الهدر في الاستهلاك.
ويجب ايضا أنْ يقترن إصلاح الرسوم لشبكة التزويد بالكهرباء الحكوميَّة بتنظيم صارم لعمل المولدات في الأحياء السكنيَّة، التي دُفع لها مقابل خدماتها في العام الماضي ما يقارب أربعة مليارات دولار أميركي، أي ما يعادل أكثر من ضعف ما أنفقته وزارة الكهرباء على المشاريع الأساسيَّة للعام ذاته.
أدرجت وكالة الطاقة في تقريرها لشهر نيسان الماضي بضعة توصيات لتوفير تجهيز إضافي للعراق بسرعة وكفاءة على أقل حساب، لأنَّ تلبية الاحتياجات اللازمة للعراقيين هو أمرٌ حتميٌّ، وكان أحد الإجراءات المقترحة بحث إمكانيَّة ربط العراق بالدول المجاورة لتحفيز تجارة الكهرباء الإقليميَّة.
يقول الدكتور بيرول: "أنا واثقٌ بأنَّ التنفيذ الناجح للتغييرات الموضحة في تقريرنا ستقود الى قطاع كهربائي في العراق أفضل بكثير عما هو عليه اليوم. لقد ساعدت الوكالة الدوليَّة للطاقة في السابق بلداناً أخرى بإصلاحات مشابهة، ونحن مستعدون لمواصلة دعم أصدقائنا العراقيين في هذا النهج المهم الذي وضعوه لأنفسهم".
وجاءت تصريحات الدكتور بيرول هذه خلال اجتماعات منتدى الطاقة العراقي في بغداد، الذي نظمه معهد العراق للطاقة، وهو مؤسسة مستقلة. وأعلن المعهد بهذه المناسبة تكريم الدكتور بيرول بجائزتها للطاقة العراقيَّة لمساهماته في قطاع الطاقة للبلاد، ليكون أول شخصيَّة غير عراقيَّة تتسلم هذه الجائزة، لكنه لم يتمكن من حضور المنتدى والتكريم بنفسه، وذلك لضرورة بقائه في مقر الوكالة لإدارة أي استجابة محتملة للوكالة تجاه اضطراب تجهيز النفط في السعوديَّة.
عن الوكالة الدوليَّة للطاقة