مذكرات مواطن!!

آراء 2019/12/30
...

د. حسين القاصد
رحم الله الشاعر الذي قال:
قومي رؤوس كلّهم
أرأيت مزرعة البصل
نعم، ليس كل الرؤوس شامخة، وهناك رؤوس تسحق مثل (رأس الشارع) كما هو شائع عند العراقيين. 
لكنّ رؤوسا خالدة مازالت تشكل هويتنا كأحرار، فهل ننسى رأس الحسين العظيم كمصباح لكل طالب حق؟ 
ثم ماذا عن رأس العراق الذي يمثل جمجمة العرب؟
في آخر يوم من هذا العام الذي كان ملوّناً بدماء الشهداء وعناد الساسة، وأمزجة الخط الثاني من الجيوش الالكترونية؛ وأقول: الخط الثاني، لأنّ الخط الأول تمتع باجازة ترفيهية مشروطة بالرمي بعيد المدى!!. 
مع بدء التظاهرات وهيمنة التوتر على مدن الوسط والجنوب، يبدو أن ايعازا للاسماء المهيمنة على السوشال ميديا، صدر من الممول الرئيس بالاختفاء تماما، وغلق المنشورات التي قد تتعارض مع المواقف المخطط لهم أن يتخذوها؛ وبحسب هذا التوجيه اختفت منشورات هؤلاء، لا سيما تلك التي دعموا بها الحشد الشعبي في نصره على الظلام الصحراوي المتمثل بداعش، ولأنّ كاتب هذه السطور لم يكن وليس له أن يكون جنديا الكترونيا يعمل بتوجيهات اي سياسي لاتهمه مصلحة البلاد والعباد، لأنّي لا أملك صفحة مموّلة على نفقة الجهة المستفيدة، أبقيت على منشوراتي الداعمة لكل قضايا العراق ضد كل أعدائه، مهما تغيّرت الاصطفافات وتغيّرت المحاور.
 نزل الخط الالكتروني الثاني بكلّ صبيانيته ليتهم كلّ من ساند الحشد الشعبي بأنّه (ذيل) وعميل، متناسيا ان الخط الذي سبقه كان يصفق للحشد الشعبي حين كان لا منقذ البلاد سواه، وأخذ أطيفال الخط الثاني يتهمون كلّ من نصر الحشد بأنه ذيل 
وعميل.
أنا ومن معي من (الذيول) لم نتخلَّ عن مطالب الشعب ولم نقف متفرجين على الدماء التي سالت؛ لكننا حين نرثي شهيدا أو نمدح سلمية التظاهرات، أو نطالب باستئناف الدراسة أو توقفها في جميع البلاد لكي لا يضطرب المشهد الدراسي، نواجه بأنّنا ذيول وأنّنا ضد التظاهرات ومع قمع المتظاهرين!.
وقد حدث أن استشهد أحد المتظاهرين ورثيناه جميعا، أحرارا، ومدوّنين مأجورين، لكن ماهي إلّا ساعات حتى اتضح أن الشهيد هو الإعلامي أحمد المهنا، مصوّر الاعلام الحربي في الحشد الشعبي؛ عندها اختفت صوره وكلمات رثائه من صفحات جيوش الخط الثاني أو مدوني الطرف الرابع، لأنّ الطرف الثالث صار تهمة مشتركة للطرفين.
إنّي أسجّل موقفي في نهاية هذا العام وأقول: أنا المناصر لقضايا البلد والمساند لحشده، لستُ مستعداً أن أبيع مواقفي ولن أتشرف بإجازة في تركيا او غيرها مقابل راتب مغرٍ، ولستُ مستعدا أن أكون رأساً يباع ويشترى، لأنّ أول العفونة تبدأ من الرأس وينسون انه اصحبهم إلى كل الاماكن التي حررها الحشد من سامراء إلى سبايكر إلى بيجي؛ فإذا كانت صفة الذيل تنتقي عامة الناس الذين لم يصفقوا للرؤوس العفنة وجيوش الساسة وعمال المحافظين السابقين، الذين تحولوا إلى وطنيين بعد غياب أسيادهم ووزائهم عن المشهد. 
في نهاية هذا العام، أقول: نعم أنا تابع لرأس العراق الأشم، لكن كيف بمن لم يتمكن أن يخلص للعراق، ولم يجد له مكانا ليسير خلف رأس العراق لا خلف مموّلين مشبوهين. 
حفظ الله العراق وأهله وكلّ عام وأنتم بألف بخير.