حسين الذكر
لا أدري ما الذي جعلني اربط بين انعقاد ملتقى المركز العراقي للتنمية الإعلامية وبين انفراج وشيك للازمة العراقية الراهنة – علما بأن العراق كان وما زال وسيبقى مصدر ازمة دائمة ومستدامة – .. على الرغم من تبرير تعطل المركز عن مهامه ثلاثة شهور كان بسبب مرض شخصي لمديرة وامور لوجستية.. الا ان الحقيقة تكمن بذروة التظاهرات وحراك الشارع الإيجابي مع مواجع بعض الصور هنا وهناك .. مما جعل ثورية وشعارية وسرعة الاحداث تعقد إمكانية انعقاد مركز نخب اعلامي يضم ويمثل – تقريبا – الفسيفساء العراقي الاجتماعي ان صحت التسمية، وما يعطيه المركز من فسحة حرية رأي قد تؤدي الى محظور وتداعيات في الأيام السابقة ... فيما اليوم وبعد تحقق عدد من مطالب الجماهير في اقالة الحكومة واصدار قانون انتخابي ومفوضية جديدان ... وغير ذلك من إصلاحات ما زالت تحبو الا انها تعد إنجازات على الميدان قد تمهد لاصلاح أوسع وواقع افضل في قابل السنوات
ان شاء الله ..
تحدث البعض عن القانون الانتخابي الجديد – الذي كان هناك شبه اتفاق بين النخب على انه ليس مثاليا مئة بالمئة ولا يخلو من العيوب لكنه يعد خطوة للامام وقد يمهد لنقطة تحول ايجابية على صعيد ديمقراطية العراق. ثم تحدث النائب حسين حربي عن التجربة المريرة السابقة وإمكانية حدوث التغيير مثنيا على الخطوات الجديدة وان كانت مشروطة بالوعي والاحساس الوطني قبل الشخصي او الحزبي.
طارق حرب بتصريحاته المدوية وصوته الجهوري المميز وكارزماه التي نتمنى ان يمد لنا الله في عمره ويبقيه صوتا رخيما قال: (ان القانون الجديد قد يأتي بمن لا يمثل القدرة على الحكم والنهوض بمهامه ..... ) قال متحدث اخر: (لا اعتقد ولا يمكن ان أرى ديمقراطية دون احزاب شريطة ان تعمل بروح المجتمع) .. عباس عبود أشار الى نقطة اراها جدا مهمة حيث قال : (يجب ان يعمل الجميع من يدعون الديمقراطية على ضرورة اعطاء فسحة بشكل افضل لتوعية المواطن في القرية والمدينة لاختيار الأفضل وطنيا وليس على أساس مذهبي او قومي او اديولوجي معين).
اتيحت لي نعمة الحديث فقلت: (هناك نقطتان أساسيتان تعلمتهما من قراءتي لمشهد التاريخ. الأولى: ان اغلب التغيرات في العالم تمت بمعونات واجندات خارجية – هذا لا يعني الغاء الحس الوطني لكنه غير فاعل وقادر على التغيير ان لم يكن مستندا الى قوة دولية ما وهذه عدت من المسلمات بلا نفاق اجتماعي – ... اما النقطة الثانية فهي حكمة راسخة تقول: (ان الثورات يقودها الفلاسفة وينفذها الشجعان ويحصل عليها الانتهازيون) .. والتاريخ الملاصق والغائر في اعماقه مليء بأنموذجية اثبات هذه الحكمة الرائعة.. من هنا اعتقد: (ان مشكلتنا لا تتعلق بديمقراطية راسخة وأخرى ناشئة.. او نظام انتخابي بحجم نوابه بقدر ما يعنينا من مدى تحلي المنتخب بحس وطني يعمل على تحقيق الإنجاز بما يتحسسه الفقير أولا قبل ان يكون مجرد شعار على المنابر او صوت بالمآذن او مصطلحات في الاكاديميات او مانشيتات على واجهات إعلامية.. دعونا نترك السياسة للسياسيين.. ونعش نحن الشعب في خيرات الوطن ومحبة المواطنين وتحقيق الحد الادنى من مصالحنا مثل الامن المجتمعي والاستقرار السياسي وتحسين الخدمات العامة وحرية الرأي بعيدا عن دهاء ومصالح السياسيين وأساليب الطاولات المستديرة وما يقال خلف الستائر والغرف المظلمة! الأهم ان يكون الشعب بخير وامن وسلام... غير ذلك يعد نوعا من البهرج الدعائي والنفاق والازدواج الذي نوه عنه المرحوم علي الوردي وقبله ابن
خلدون.