مشوار البناء والأعمار طويل، ولكنه بات حتميا، حيث الحاجة ملحة إلى بناء القطاع الصناعي وتأهيل القطاع الزراعي بأحدث التقانات المتطورة التي شهدها القطاع في ارجاء المعمورة.
بما ان حالة التراجع الاقتصادي أشرت معدلات مرتفة في عموم القطاعات الانتاجية او الخدمية، ولكن غير معيب الإفادة من التجارب الدولية الناجحة، لا سيما ان هناك دولا في مختلف القارات كانت تعيش ظروف اقسى من التي تعانيها البلاد، ولكن تمكنت خلال فترة وجيزة من تغيير الحال وباتت تسجل معدلات نمو هي الاعلى على مستوى العالم.
الجميع يدرك وجود مشكلة إدارية في البلاد، الامر الذي يتطلب ان نعمل بشكل فاعل باتجاه تقويم المفصل الإداري للدولة، وتشذيب جميع
أشكال الفساد والتوجه الفعلي لتحسين الأداء داخل المؤسسات المعنية التي يجب ان تعمل باتجاه
توفير بيئة عمل مثالية، تستقطب التقانات الدولية ورؤوس أموال كبريات الشركات العالمية المتخصصة والمصنفة على اللائحة الدولية.
طال الانتظار وواقع البلد لا يتحمل تعقيدا اكثر لمسارات العمل، الأمر الذي يتطلب ان يدرك الجميع، ان تغيير واقع حال الأداء امر حتمي، سيما ان مقومات تحقيق هكذا أهداف متوفرة في البلد من موارد طبيعية وبشرية، ولكن تفتقر الى تنظيم يقودها الى ان تجعل البلاد في موقعه الطبيعي بين اقتصادات العالم.
العراق بات يعاني من وجود بطالة بنسب عالية في البلاد، قادت الى ان يتواجد الشاب في ساحات التظاهر لإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة التي ما كان لها أن تحدث في بلد يوصف
بالغني وينظر له من الخارج على انه احد اهم كنوز الأرض.
من غير المعقول ان تتفاقم معدلات البطالة، في ظل وجود حجم عمل كبير في عموم المدن
وإمكانات تجعل العراق مركزا صناعيا عالميا بين قطبي العالم الشرقي والغربي، فضلا عن قطاع
زراعي واسع يستوعب اغلب الشباب، وكذلك سياحة متعددة يكاد ينفرد بها العراق، كل هذه الهبات
الربانية بحاجة الى تنظيم ورفع الأداء داخلها بالشكل الذي يجعلها تنمو تدريجيا وتتجه الى تحقيق التنمية المستدامة التي تعالج جميع المشكلات
الاقتصادية.