كلمات متفجعة لاستشهاد المهندس وسليماني

ثقافة 2020/01/04
...

ريان الكلداني
 
بسم الله والحق والمقاومة
فقدت فجرا أبي، روح أبي كانت فيكما. 
أنتما، معاً، كنتما أبي. 
لا الهوية ولا الاسم ولا الصّفة تفصل بين ما وحده النضال وعمدته الشهادة.
لن أخاطبك من حرقة قلب ابنٍ فقد والده.
لن أبارك لك شهادتك بلسانِ تلميذ علّمته الجهاد.
لن أرثيك من وجع حزبٍ مقاوم كنت أنت عماده.
أقف فوق عار العدو ومجدك، 
فوق ركام السيارات...
تعلو اليد على الجبين...لا أصدّق.
أنا الذي سمعك تصلّي وتدعي عشرات المرات في جبهات القتال: اللهم منّ علينا بالشهادة، وحسن العاقبة
أنا الذي يعرف أن روحك تزهو وتفرح وتتهلل في السماوات مع الأبرار والشهداء والمجاهدين
أنت تفرح في جنّات الأبدية قائداً فارساً على حصان من مجد وجبروت وشجاعة ونضال.
لكنني حزين..
حزن الكنائس التي أمسكت بسقوفها ومنعتها من الانهيار..
حزن الكهنة والرهبان والراهبات والصوامع التي صنت عرضها ورددت عنها كيد التكفيريين...
حزن اللغة الكلدانية والسريانية التي نصَرتَها، والإرث الذي قوّيتنا لنحميه ونحفظه.
أبكي بكاء كل قومي وكل أهلي وكل بلادي
أبكي عن كل عينٍ رقدت بأمان لسنوات بينما كنت في الجبهات تحميها.
 
أبكي بكاء طفلٍ تُركَ وسط الازدحام تائها.
 
يتيمك أنا، 
حين وقف على باب بيتي متطرّف ارهابي
 يحمل سيوفاً 
يقطع أعناقاً
يسبي نساء
ويغتصب بنات...جئت وصرعته انت
حملت راية التعددية، وحميت المسيحية يا ابن الحسين.
 
أتوا الى قرانا ليذبحونا، فقلت: شرفكم من شرفنا.
الجار باعَنا والأخ خاننا، فلم نجد سواك في العراء يحضن آلامنا، ويسلّحنا بالقوة والعزم.
 
ثبَّتَّ أقدامنا في وطننا يوم كان المشروع هو التهجير.
حفظت كنيستي وأختي وأمي وبيتي وبيئتي وكيف لا أبكيك وأبكي حالي فيك؟
وكيف أرثيك أنا؟ وهل نحن إلا أنت؟
 
ظنوا بأنهم قتلوك
ظنوا بأنهم أنهوك
لكنهم أيقظونا جميعاً نزأر
 
أنظر، ها هم الإخوة يتجمعون بغضبٍ يغلي في عروقهم، سيزيل الطغاة عن عروشهم
نحن هنا نستعد لنقلب مصير المنطقة، لأنك قربان مقدّس، على مذبح الحرية العراقية.
دمك سيخرج أميركا الى غير رجعة
أميركا التي ازاحت حكم استبداد واستقرت كالأفعى تحتل الشجر والحجر والبشر، لقد حان وقت قتل رأسها.
بغداد تزأر 
نينوى تقرع الأجراس
البصرة تنتفض
وكل عواصم المجاهدين تستعد
على اسمك، سوف يصبح للثأر طعم جديد، وسوف يرى العالم، من هم أبناؤك الذين تركتهم في كل بيت في العراق.