القرى العصريَّة

اقتصادية 2020/01/04
...

ياسر المتولي 
 
تخطيط المدن يعد من اساسيات إعادة بناء وإعمار العراق .
وهذا الموضع سنتناوله من وجهة نظر متخصصة، حيث يتطلب تخطيط المدن تحديد عوامل لجذب السكان وهذا هو جوهر السياسة الاسكانية الصحيحة .
ان مشكلة السكن المستعصية في العراق وخصوصاً في العاصمة بغداد تتلخص بالزيادة السكانية المضطردة التي شهدتها بغداد بعد مرحلة التغيير .
وكانت الهجرة من الريف الى المدينة العامل الاكبر بالانفجار السكاني الذي شهدته العاصمة بغداد ومراكز المدن في المحافظات والاسباب معروفة للبحث عن فرص بعد الاهمال والتراجع الذي أصاب القطاع الزراعي في شقيه النباتي والحيواني .
السبب الاخر هو الجوانب الخدماتية سواء الصحية والتعليمية والترفيهية والحضرية اقصد السكنية والتي افتقرتها الارياف بعد التغيير.
ما الحل المطلوب لقلب المعادلة؟
المقصود بقلب المعادلة كيف نعمل على تشجيع الهجرة المعاكسة من المدينة الى الريف ومتطلبات ذلك 
قطعاً توفير العامل الجاذب والمتمثل بالسكن اللائق والخدمات الاكثر تطوراً، وذلك ببناء قرى عصرية تتوفر فيها جميع الخدمات 
المتطورة .
واختزل عمودي هذا بجزأيه القرى العصرية كونها تمثل نصف الحل لمشكلة الضغط السكاني في العاصمة ومراكز المدن في المحافظات، ومن خلالها واقصد القرى العصرية نستطيع التخفيف من نسبة الطلب والحاجة للسكن في مراكز المدن هذا على المستوى الستراتيجي لحل ازمة السكن مستقبلاً، وهذا جزء من قراءاتنا لما بعد الحراك وفي العقد القادم .
وبذلك استطعنا تنشيط وسائل التنمية الاجتماعية من خلال تطوير الريف والتي تتطلب بالتاكيد اعادة  النظر بالسياسة الزراعية ودعم الانتاج  الزراعي بالتزامن مع مرحلة التخطيط للقرى العصرية كعوامل تشجيعية وجاذبة للتركيز السكاني من خلال التشجيع 
على الهجرة المعاكسة في ظل عوامل الجذب التي ذكرناها في سياق الكلام ليكون المواطن مؤهلا نفسيا للرغبة بالعودة الى جذوره وانحداره الطبقي الاصيل.
نعم الانتاج الوطني يلاقي ترحيبا ورغبة وطنية جامحة لدعمه واحتضانه من قبل المواطنين .
هكذا تبنى المدن عبر تخطيط حضري سليم وسياسات تنموية حقيقية والامل معقود بالمسقبل القادم الذي لاحت تباشيره في الافق.