القوات الأميركية تستعد للأسوأ

بانوراما 2020/01/07
...

ترجمة : بهاء سلمان
 
 
تُعد وحداتُ الجيش الأميركي المتمركزة في العراق وسوريا نفسها لهجمات تشنها عليها إما القوات الايرانية أو الفصائل المتعاونة معها في رد على الضربة الجوية التي أدت الى مقتل قائد عسكري ايراني بارز في الاسبوع الماضي.
ليس من الواضح بعد كيف سيأتي الانتقام الايراني بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ولكن القوات الأميركية تعمل فعلياً على تعزيز وجودها في المنطقة، ضمن قواعدها البرية والجوية، فقد أصدر البنتاغون أوامره بتحرّك نحو 4500 جندي لينضموا الى ما يقارب خمسين ألفاً آخرين منتشرين بالمنطقة، لكن كيف سيكون انتشار القوات في الفترة القادمة؟.
عملت عدة حوادث على تسريع ارسال قوات جديدة، منها مقتل متعهد أميركي في العراق في الهجوم الصاروخي يوم 27 كانون الأول الماضي، والاحتجاجات أمام السفارة الأميركية ببغداد، والضربات الجوية الأميركية لقوات الحشد الشعبي، وآخرها الضربة الجوية التي استهدفت سليماني والمهندس. القوات الجديدة ستتصرف بشكل أساس كقوة دفاعية لتعزيز القواعد والمنشآت الأميركية في المنطقة والاستجابة لأي هجوم محتمل، وليست هناك مخططات لزج هذه القوات في هجوم بري كبير.
يتم نشر ما يقارب أربعة آلاف جندي من الفرقة 82 المحمولة جوا في الكويت، وهم جزء من قوة الرد العالمية للفرقة التي تبقى دوما في حالة تأهب قصوى لمواجهة حالات طوارئ معينة. ويؤكد قادة البنتاغون ان مهمة هذه القوات دفاعية يراد بها تمركز قوات اضافية في الشرق الأوسط قادرة على الانتشار بسرعة للدفاع عن السفارات الأميركية والقواعد العسكرية أو تعزيزها.
لن يكون بمقدور أفراد القوات الجديدة استخدام هواتفهم النقالة لأسباب “الأمن العملياتي”، إذ نتج خلال السنوات الأخيرة عن استخدام الاتصالات الخلوية، وخصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، أن استدل على أماكن تواجد الوحدات العسكرية، وقد نوّه مصدر في البنتاغون بأن الخطط الخاصة بنزاعات  أكبر حجما مع ايران لا تتضمن غزوا بريا واسعا، مثلما حصل في العام 1991 في حرب الخليج، أو حرب العراق سنة 2003؛ بدلا من ذلك سوف يعتمد أي صراع مطوّل أكثر على القوات الجوية والبحرية، علاوة على حرب الجيوش الالكترونية، لضرب الأهداف الايرانية أو توابع ايران.
كذلك ستنضم قوة مظلية متمركزة في ايطاليا الى القوات الأميركية الموجودة في الشرق الأوسط، يصل عدد أفرادها الى مئة، اضافة لمئة من مشاة البحرية سيتمركزون في الكويت كجزء من من قوات المهمات الخاصة، وهناك قوة من مشاة البحرية توجهت مؤخرا لتعزيز أمن السفارة الأميركية ببغداد التي تبلغ مساحتها أكثر من مئة هكتار وتضم مواقع للحرس ومناطق سكنية وقاعات للطعام ومحال تجارية صغيرة. هناك ما يتراوح بين 45 ألفاً و65 ألف جندي اميركي ينتشرون حاليا في السعودية ودول الخليج الأخرى، بضمنهم نحو 5500 جندي في العراق و600 في سوريا.
رداً على الهجمات والاستفزازات الايرانية منذ شهر آيار الماضي، نشر البنتاغون ما يقارب 14 ألف جندي إضافي ضمن منطقة الخليج، منهم 3500 فرد تمركزوا في السعودية. وتضم المعدات العسكرية طائرات الانذار المبكر وطائرات الدورية البحرية وبطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية المضادة للأهداف الجوية، وقاذفات القنابل بي 52 وطائرات درون هجومية وحاملة طائرات، اضافة الى ملاكات هندسية واسنادية اخرى. تستضيف البحرين مقر قيادة الاسطول البحري الخامس للبحرية الأميركية، التي تقود السفن البحرية الموجودة في المنطقة، وفي قطر تضم قاعدة العديد الجوية نحو عشرة آلاف جندي أميركي، وتعد القاعدة مقر قيادة العمليات الجوية الأميركية في المنطقة، وتضم اسطولا لطائرات التزوّد بالوقود في الجو، علاوة على طائرات الاستطلاع.
تؤدي القوات الأميركية في الشرق الأوسط، في أي وقت من الأوقات، دور الجهاز العصبي المركزي بالنسبة لحروب أميركا طويلة الأمد منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011.  ويدير الجنود ومشاة البحرية والملاحون وطواقم الطائرات مقرات القيادة الأساسية، ويقومون باعادة تزويد القوات الأميركية بالمؤن في افغانستان التي تتراوح أعدادها بين 12 الى 13 ألف فرد، وتنفيذ المئات من عمليات الاستطلاع في عموم المنطقة، الى جانب تدريب القوات المحلية. تتغيّر أعداد القوات في المنطقة بشكل فعلي اعتمادا على وجود حاملة الطائرات، الموجودة حاليا وهي ترومان، واذا ما كانت أعداد كبيرة من مشاة البحرية حاضرة على وجه تلك المياه. وسوف تبقى ترومان في المنطقة لغاية شباط أو آذار المقبلين، لحين استبدالها أو تعزيز حضورها بحاملة الطائرات ايزنهاور بعد وصولها من البحر الأبيض المتوسط.
* توماس جبسون / صحيفة نيويورك تايمز