التصعيد العسكري والإضرار باقتصادات المنطقة والعالم

اقتصادية 2020/01/08
...

بغداد/ الصباح
 
التصعيد الأميركي الإيراني يواصل تأثيراته في العراق والاقتصاد العالمي، لا سيما بعد الضربات الإيرانيَّة التي استهدفت قوات أميركيَّة في العراق، إذ نبه مختصون بالشأن الاقتصادي الى خطورة استمرار التصعيد على العراق ومستويات النمو الاقتصادي العالمي، بينما استمر المشهد المرتبك للأسواق العالميَّة في أغلب قطاعاته.
ووصفت أوبك أنَّ "المنشآت النفطيَّة العراقيَّة آمنة وأنَّ إنتاج االعراق مستمر".
أما الخبير الاقتصادي باسم جميل فجدد مطالبته بالعمل على فرض الاستقرار الأمني في العراق وقال: إنَّ "البلاد تتأثر في استمرار التصعيد بين أميركا وإيران، وهذا الأمر لا بدَّ أنْ يذهب باتجاه لا يسبب الخسائر على الاقتصادات العالميَّة ومستويات النمو التي قد تتأثر بأي نقص قد تشهده إمدادات الطاقة في العالم، لا سيما عبر مضيق هرمز، وإنَّ التأثير يمتد الى قطاعات أخرى يتكون من خلالها مشهد اقتصادي سلبي على العالم، حيث أشر المتتبع لواقع الاقتصاد حصول خلل في حركة الطيران وتأثيره في القطاع السياحي، وارتفاع كبير في الذهب، كما أنَّ أسعار العملات غير ثابتة، وصولاً الى التأرجح في أسعار النفط الخام داخل الأسواق العالميَّة".
 
الممرات البحريَّة
واضاف انَّ "العراق بأمس الحاجة الى أنْ تكون الممرات البحريَّة وفي مقدمتها مضيق هرمز آمنة، لا سيما أنَّ منطقة الخليج العربي تغذي الأسواق العالميَّة بأكثر من 20 بالمئة من حاجتها للنفط الخام"، لافتاً الى أنَّ "العراق وفي أكثر من مناسبة بين أنَّه ليس طرفاً بأي صراع مسلح في المنطقة ويتطلع ويعمل على المساهمة في فرض الأمن داخل المنطقة". 
 
اقتصادات المنطقة
المختص بالشأن الاقتصادي أحمد مكلف قال: إنَّ "العمل خلال الفترة المقبلة لا بدَّ أنْ يتجه الى التهدئة، إذ يحمل التصعيد المسلح تأثيرات سلبيَّة كبيرة تطال المنطقة والعالم، لوجود ترابط بين اقتصادات المنطقة والكتل الصناعيَّة الكبرى حول العالم، كما أنَّ العراق بأمس الحاجة الى تعاون دولي فاعل، بالمقابل يدرك الجهد الدولي المتخصص أهميَّة العراق على الساحة الاقتصاديَّة ويتطلع الى التواجد في هكذا سوق مهمة، ولكنَّ الأحداث الأمنيَّة المتسارعة في المنطقة تحول دون اتجاه الاستثمارات بتقاناتها ورؤوس أموالها الى العراق". 
وأشار الى أنَّ "الاقتصاد العالمي بات مرتبكاً بجميع قطاعاته، إذ تجد الارتفاع والانخفاض بالأسعار وفي سوق الأسهم غير محسوب، الأمر الذي أدخل الكثير من الأسواق في حالة قلق تحسباً للمقبل"، لافتا الى "أهميَّة التهدئة، لأنَّ الحرب لا يوجد فيها رابح بل الجميع متضرر". 
 
أسواق الخليج
الى ذلك نزلت أسهم دبي 1.2 بالمئة في التعاملات المبكرة أمس الأربعاء وتراجعت بقيَّة أسواق الخليج في رد فعل لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعدما أطلقت إيران صواريخ على أهداف أميركيَّة في العراق.
ونزل مؤشر أبوظبي 0.2 بالمئة، بينما هبطت الأسهم الكويتيَّة 1.1 بالمئة. 
وجاء الهجوم الصاروخي الإيراني على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء، وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني "افتراضنا الأساسي أنه سيستمر تبادل الهجمات بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن عند مستوى محدد بعناية لتفادي إرغام الطرف الآخر على شن عمل عسكري شامل".
 
الإنتاج مستمر
بدوره قال أمين عام أوبك محمد باركيندو أمس الأربعاء إنَّ "المنشآت النفطيَّة العراقيَّة آمنة وإنَّ إنتاج البلاد 
مستمر".
وقال باركيندو على هامش مؤتمر في أبوظبي: "من دواعي الارتياح البالغ أنَّ المنشآت تظل آمنة في العراق، والإنتاج مستمر وفعال".
وقال إنه "متفائل بأنَّ العراق سيصل إلى معدل امتثال بنسبة 100 بالمئة بتخفيضات أوبك في الوقت المناسب على الرغم من التوترات 
الحاليَّة".
وفي رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال باركيندو إنَّ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لا تستطيع وحدها تحمل مسؤوليَّة الإبقاء على سوق النفط متوازنة.
 
ارتفاع النفط
في هذه الأثناء سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعاً ملحوظاً، ليزيد الخام الأميركي نحو ثلاثة دولارات، أمس الأربعاء بعد أنْ قالت الولايات المتحدة إنَّ قواتها في العراق تعرضت لهجوم بصواريخ باليستيَّة إيرانيَّة، ما يثير احتمال اندلاع صراع إقليمي قد يعطل إمدادات النفط.
وبحلول الساعة 0029 بتوقيت غرينتش، كانت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط مرتفعة نحو ثلاثة دولارات بما يعادل نحو خمسة بالمئة إلى 65.50 دولار للبرميل. 
 
أسعار الذهب
كما صعدت أسعار الذهب أكثر من اثنين بالمئة مس الأربعاء، متجاوزة مستوى 1600 دولار للأوقية (الأونصة)، مع سعي المستثمرين للاحتماء بالمعدن الملاذ الآمن بعد أنْ أطلقت إيران صواريخ على قاعدة جويَّة عراقيَّة تستضيف قوات أميركيَّة.
وبحلول الساعة 0056 بتوقيت غرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 1.9 بالمئة إلى 1603.21 دولار للأوقية، وبلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ آذار 2013 عند 1610.90 دولار في وقت سابق من الجلسة، وزادت عقود الذهب الأميركيَّة الآجلة اثنين بالمئة إلى 1605.80 دولار للأوقية.
وفي المعادن النفيسة الأخرى، سجل البلاديوم ذروة جديدة عند 2056.01 دولار للأوقية في وقت سابق من المعاملات بفعل استمرار شح المعروض، لكنه كان منخفضاً 0.6 بالمئة في أحدث سعر فوري له عند 2040.57 دولار للأوقيَّة.
وقفزت الفضة 1.2 بالمئة إلى 18.60 دولار للأوقية، بعد أنْ سجلت أعلى مستوياتها منذ أواخر أيلول عند 18.71 دولار، في حين تقدم البلاتين 0.3 بالمئة إلى 973.75 دولار.
 
شركات الطيران
بدورها أصدرت وكالة الطيران الفيدرالي الأميركي، قيوداً على الطيران، تمنع شركات الطيران المدني الأميركيَّة من العمل في المجال الجوي فوق العراق وإيران ومياه الخليج وخليج عمان.
وأشار إلى أنه في الأيام الأخيرة واستجابة للتهديدات والإجراءات الإيرانيَّة، اتخذت وزارة الدفاع جميع التدابير المناسبة لحماية موظفيها وشركائها.
وذكرت وكالات أنباء عالميَّة وإيرانيَّة محليَّة، أنَّ قاعدة عين الأسد الجويَّة التي تضم وحدات من قوات الجيش الأميركي تعرضت لقصف بالصواريخ الباليستيَّة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن إطلاق صواريخ باليستيَّة على القواعد الأميركيَّة بالعراق محذراً واشنطن من عواقب الرد، بحسب وكالات الأنباء الإيرانيَّة.
فيما أدانت الحكومة العراقيَّة الهجوم واعتبرته اعتداءً على السيادة، بعد أنْ أعلنت خليَّة الإعلام الأمني في العراق، يوم السبت، سقوط عددٍ من الصواريخ وسط العاصمة بغداد وقاعدة بلد الجويَّة.
 
رحلات جويَّة
أما شركة طيران الإمارات فأعلنت إلغاء رحلة عودة إلى بغداد أمس الأربعاء في أعقاب هجوم صاروخي إيراني على قوات تقودها الولايات المتحدة في العراق.
وقالت الشركة، ومقرها دبي، في بيان: "نتابع التطورات بحرص ونتواصل عن كثب مع السلطات الحكوميَّة المعنيَّة في ما يتعلق بعمليات رحلاتنا وسنجري المزيد من التغييرات التشغيليَّة عند الضرورة".
وأعلنت شركة فلاي دبي الإماراتيَّة للطيران إلغاء رحلة إلى بغداد، الأربعاء بعد أنْ شنت إيران هجمات صاروخيَّة على القوات التي تقودها الولايات المتحدة في 
العراق.
وقالت شركة الطيران إنَّ رحلاتها إلى مدينتي البصرة والنجف العراقيتين ستعمل اليوم الخميس.
وأضافت "نحن على اتصال بالسلطات المعنيَّة ونواصل مراقبة الوضع عن كثب".
 
الأسواق الماليَّة
وفور إعلان إيران استهداف قوات أميركيَّة في قاعدتين عراقيتين بالصواريخ الباليستيَّة، فيما وصفته بـ"عمليات الشهيد سليماني"، هبطت الأسواق الماليَّة مع بدء تداول الأسهم في البورصات الآسيويَّة، بينما ارتفعت أسعار النفط والذهب وعملة "بيتكوين" المشفرة. في غضون ذلك، بدأ مؤشر سوق الأسهم اليابانيَّة "نيكاي" تعاملاته، صباح الأربعاء، بانخفاض بنسبة 2.6 بالمئة، كما هبطت الأسواق الماليَّة في الصين وهونغ كونغ وكوريا الجنوبيَّة، مع توقعات بانخفاض الأسواق الماليَّة الرئيسيَّة حول العالم مع بدء تعاملاتها.
في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.8 بالمئة لتصل إلى 1600 دولار للأونصة، كما ارتفع سعر عملة "بيتكوين" المشفرة بنسبة 6 بالمئة، وصعد سعر الخام الأميركي بنسبة 4 بالمئة ليصل إلى 65 دولاراً للبرميل، وارتفع خام برنت بنسبة 5 بالمئة إلى 71.75 دولار 
للبرميل.