خامنئي: نواجه جبهات واسعة والانتصار حليفنا

قضايا عربية ودولية 2020/01/08
...

طهران / وكالات
في وقتٍ أكدَ فيه المرشد الاعلى في إيران علي خامنئي،   ان "إيران تواجه جبهة واسعة وسيكون الانتصار حليفها" أبدت واشنطن قلقها بعد آخر استهداف لقواعدها العسكرية في المنطقة اذ منع أفراد الفرقة 82 المجوقلة الاميركية من اصطحاب هواتفهم الخلوية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والحواسيب اللوحية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، إلى الشرق الأوسط، اثر التوتر الامني في المنطقة وتخوف من استهداف القواعد الاميركية.
وقال مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي:  إن "إيران تواجه جبهة واسعة وسيكون الانتصار حليفها"، مشيرا الى أن سليماني كان شجاعا ومقداما، وكان يضع نفسه في الصف الأول ويتحدى المخاطر.
وأضاف خامنئي أن سليماني تمكن من إحباط جميع المؤامرات الأميركية في الشرق الاوسط، وهزم مخططات أميركا في لبنان ودول اخرى.
وقال خامنئي: إن "حزب الله" اللبناني يصبح أقوى كل يوم وبات يد لبنان وعينه، وسليماني لعب دورا مؤثرا في ذلك.
ولفت الى إن أميركا سعت لإدخال قضية فلسطين طي النسيان، لكن سليماني ساهم في دعم القضية الفلسطينية، مضيفا أن انتصارات غزة وصمودها، وتوسل إسرائيل لوقف إطلاق النار بعد كل مواجهة هو بفضل دور قاسم سليماني، مشيرا الى ان "استشهاد سليماني بث روحا جديدة في الثورة الإسلامية أمام العالم، فالأعداء خضعوا لإرادة الشعب الإيراني وعظمته".  
وتابع خامنئي قائلا: "وجهنا صفعة قوية للأميركيين   لكن الانتقام لسليماني قضية أخرى، العمل العسكري لا يكفي وينبغي إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة".
وشدد خامنئي على أنه ينبغي على الإيرانيين أن يكونوا أقوياء على جميع الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية كي لا يتمكن العدو من توجيه ضربات .  
بدوره قال  الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن الولايات المتحدة الأمريكية قطعت يد قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونحن سنقطع أرجلها من هذه المنطقة. 
وتوعد الرئيس الإيراني، الولايات المتحدة بإنهاء وجودها في المنطقة ردا على اغتيالها القائد السابق بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ورفاقه.
وأكد روحاني، خلال اجتماع الحكومة، موجها حديثه للولايات المتحدة "لقد قطعتم يد سليماني من الجزع، ونحن سنقطع أرجلكم من هذه المنطقة".   
 
الحرس الثوري
في الوقت نفسه هدّد الحرس الثوري الإيراني بضرب "إسرائيل" و"حكومات حليفة" للولايات المتحدة في المنطقة. 
وقال الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام الإيراني، في بيان "ننصح الشعب الأميركي بسحب القوات الأميركية من المنطقة منعاً لوقوع المزيد من الخسائر ولعدم السماح بتهديد حياة المزيد من العسكريين الأميركيين بسبب الكراهية المتزايدة للنظام" الأميركي .
وكان محسن رضائي، رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري، هدّد الأحد الماضي بتحويل تل أبيب وحيفا "إلى رماد" إذا ما نفّذت الولايات المتّحدة وعيدها بقصف 52 هدفاً في ايران إذا ما ردّت طهران على اغتيال سليماني. 
بدورها كشفت الحكومة الإيرانية، عن احتمال استهداف قواتها القواعد الأميركية في دول الجوار، بما في ذلك القواعد الكائنة في السعودية والإمارات، وليس هذه الدول بعينها. 
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في تصريحات صحفية نقلها التلفزيون الرسمي، "لن نستهدف دول الجوار بذاتها، بل سنستهدف القواعد الأميركية في هذه الدول فقط".
وأكد ربيعي أن "تورط إسرائيل في مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني"، قائلا: "إسرائيل نأت بنفسها ونحن متأكدين أنها لم تكن بعيدة عن هذه الجريمة". 
وتابع: "أمريكا لن تتمكن من تحقيق مصالحها في المنطقة بعد اليوم، وسوف نتبع كل السبل في الأوساط الدولية لملاحقة واشنطن  ، وأول نتائج هذه الخطوة أن حلفاءها في المنطقة لن يبقوا إلى جانبها". 
 
قوات أميركية
في المقابل منع أفراد الفرقة 82 المجوقلة الاميركية من اصطحاب هواتفهم الخلوية وأجهزة الكومبيوتر المحمولة والحواسيب اللوحية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، إلى الشرق الأوسط  .
واتخذ هذا الإجراء لضمان الحفاظ على أمن العمليات خلال عملية الانتشار الطارئة، التي شهدت إرسال 3,500 مظلي من فريق اللواء الأول من فورت براغ، بولاية نورث كارولينا، إلى قاعدة علي السالم الجوية في الكويت، خلال الاسبوع الاول من هذا الشهر. 
وقال الكولونيل مايك بيرنز المتحدث باسم القسم، لموقع "أرمي تايمز": إن المنع طال جميع الأجهزة الإلكترونية الشخصية، مشيرا إلى أن "الإجراء، رغم أنه قاس، إلا أنه اتخذ كي لا يتعرض الجنود للخطر".
وأكد بيرنز أن الهدف من القرار هو ضمان عدم نشر أي معلومات حساسة تتعلق بالانتشار والبعثة خارج القنوات الرسمية، وكذلك منع أي هجمات الكترونية محتملة ضد الجنود.
وتعد الفرقة 82 المحمولة جوا قوة ضاربة تعكس التنوع في أميركا وتحتضنها قاعدة فورت براغ في ولاية نورث كارولاينا، ويخدم في القاعدة مظليون من 50 ولاية وأكثر من 120 جنسية.
وفي بيان أمني، نشر مطلع الاسبوع الجاري  حذرت وزارة الأمن الداخلي من أن "إيران لديها برنامج إلكتروني قوي، وقادرة، كحد أدني، على تنفيذ هجمات بتأثيرات تخريبية مؤقتة".
وركز البيان في المقام الأول على التهديدات التي طالت البنية التحتية الأميركية والشركات الخاصة.
وكان البنتاغون أعلن أن كتيبة من فرقة الـ 82 المجوقلة، (والكتيبة تراوح ما بين 3000 إلى 4000 عنصر) ستتجه في الساعات المقبلة إلى الشرق الاوسط، وستنتشر في الكويت لرفع قدرات القوات الأميركية وجهوزيتها اثر التوتر بين واشنطن وطهران. 
 
تأشيرة دخول
من جانب آخر طالبت الخارجية الصينية بإصدار تأشيرة دخول لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من أجل المشاركة في اجتماعات مجلس الأمن التي ستعقد على خلفية اغتيال قاسم سليماني.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الصينية، كونغ شوانغ، في تصريح له، على ضرورة أن تكون أميركا على قدر المسؤولية إزاء تعهداتها الدولية،معتبرا أنّ المسؤولية تقع على واشنطن بصفتها الدولة المستضيفة لاجتماعات الأمم المتحدة ممثلة بمنظمتها.
وأضاف المسؤول الصيني أن على أميركا توفير الظروف المناسبة لممثلي الدول الأخرى لحضور الاجتماعات وتمثيل بلدانهم، وإصدار تأشيرات الدخول من أجل المشاركة في هذه الاجتماعات.  
ولفت شوانغ الى إن تفاقم التوترات في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أحد، مضيفا أنه يتعين على الأطراف المعنية حل الصراعات على نحو ملائم وعبر الحوار. 
وكانت واشنطن قررت، عدم إصدار تأشيرة دخول لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من أجل المشاركة في اجتماعات مجلس الأمن الدولي على خلفية اغتيال قاسم سليماني.
 
معدات عسكرية 
الى ذلك وكالة أنباء الحرس الثوري الإيراني، بأن "حزب الله" اللبناني ينقل معدات عسكرية نحو الحدود اللبنانية مع إسرائيل. 
يأتي ذلك في وقت، قال فيه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي،  إن "حزب الله" اللبناني يصبح أقوى كل يوم وبات يد لبنان وعينه، وسليماني لعب دورا مؤثرا في ذلك.
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله توعد الجيش الأمريكي، بأنه سيدفع ثمن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وقال نصر الله: "القواعد العسكرية الأمريكية، البوارج العسكرية الأمريكية، كل ضابط أميركي في منطقتنا، الجيش الأميركي هو من قتل هؤلاء، وهو الذي ينبغي أن يدفع الثمن" حسب تعبيره.   
 
موقف روسي
بدوره قال قسطنطين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، إنه لا يجوز لإيران والولايات المتحدة، تفويت الفرصة لكسر الحلقة المفرغة للعنف المتبادل في هذه المرحلة.
وأضاف السيناتور الروسي:"نحن نأمل، أن يسود الفكر السليم الآن في واشنطن، "ظهرت الآن فرصة ثمينة لكسر حلقة العنف المفرغة، ولا يجوز تفويتها بتاتا، مهما كانت أفكار الانتقام التي يحملها الأمريكيون والإيرانيون" على حد تعبيره. 
 
ما قالته الصحافة
الى ذلك هيمنت تبعات مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني والتوتر المتزايد بين واشنطن وطهران إثر اغتياله على الصحف البريطانية الصادرة امس الأربعاء.
البداية من فاينانشال تايمز وتقرير لكاترينا مانسون وجيمس بولتي من واشنطن وأندرو إنغلاند من لندن بعنوان "خلاف بين ترامب والبنتاغون".
ويقول التقرير إن تعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع تبعات الضربة التي شنها لاستهداف الجنرال الإيراني قاسم سليماني أحدثت شقاقا وتوترا مع مسؤولي وزارة الدفاع الذين يتعاملون مع المخاوف من طرد القوات الأمريكية والتهديد بقصف المواقع الأثرية في إيران.
واتضح التوتر والقلق داخل وزارة البنتاغون، حسبما تقول الصحيفة، يوم الاثنين الماضي عندما ناقض وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، دعوة ترامب للهجوم على المواقع الأثرية في إيران ردا على أي إجراء انتقامي تتخذه طهران ردا على مقتل سليماني.
وقال إسبر إن الولايات المتحدة ستلتزم بقوانين الصراع المسلح التي تحظر الهجوم على مثل هذه المواقع ذات الأهمية الحضارية.  
وقال مايكل روبن، الأستاذ في معهد الدراسات الأمريكية للأعمال، وهو مركز بحثي محافظ، للصحيفة "ما نراه هو قدر كبير من الإحباط والتوتر لأن ترامب لا يلتزم بالقواعد والإجراءات".".
وتقول الصحيفة إن التوتر بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع تزايد، وذلك وفقا لأربعة مسؤولين سابقين على اتصال مع القيادة العليا في وزارة الدفاع. بل أن البعض فوجئوا بالهجوم الذي استهدف سليماني في المقام الأول.
وتقول الصحيفة إن تهديد ترامب بالهجوم على مواقع ثقافية في إيران أثار قلق البنتاغون لأنه ينذر بخرق القواعد الدولية للصراع المسلح، التي تعهدت الولايات المتحدة بالالتزام بها. كما أن بعض مسؤولي البنتاغون يرون أنه لم يتم التفكير بترو في الهجوم الذي تم شنه على سليماني. 
وفي إطار القضية ذاتها، نشرت صحيفة الغارديان مقالا لدينا إصفاندياري بعنوان "ترامب نجح في تحقيق المستحيل...توحيد إيران".
وتقول الكاتبة إنه بالنسبة للإيرانيين فإن اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، كان سببا للغضب العميق، فقد كان واحدا من أقوى الشخصيات في إيران وأكثرها نفوذا. وتضيف أنه كان له من النفوذ والتأثير ما يزيد على تأثير الرئيس الإيراني، كما أنه كان على صلة بجميع الجهات، وعلى اتصال شخصي بالمرشد الأعلى الإيراني.
وتقول الكاتبة إن الأهم من ذلك كله هو أنه كان يحظى بشعبية واسعة، حيث أوضح استطلاع للرأي، أجري أثناء القتال ضد "داعش" ، أن 73 في المئة من الإيرانيين يؤيدونه.
وترى الكاتبة أن الحشود الضخمة التي خرجت للمشاركة في جنازة سليماني في شتى مدن إيران فاقت التوقعات.
وتقول الكاتبة إن إظهار هذه الوحدة بين الإيرانيين إزاء مقتل سليماني ليس بالأمر المفاجئ. وتضيف أن إيران، كغيرها من الدول، دولة ذات كرامة ووطنية، ونحى الإيرانيون خلافاتهم عندما تعرضت بلادهم لهجوم من عدو خارجي.
وتضيف أن سليماني أشرف على السياسة الإقليمية لإيران، ولذا يُنظر إليه على أنه أمضى حياته في الدفاع عن بلاده.
وتقول إنه عندما اقترب تنظيم "داعش" الارهابي من الحدود الإيرانية،  كان فيلق القدس في صدارة التصدي له، وجعل من إيران أول دولة تشارك بقوات للتصدي للتنظيم الارهابي.
وتقول الكاتبة إنه في الداخل تتخطى شعبية سليماني جميع الخلافات السياسية، فكونه بطل حرب أكسبه الكثير من الشعبية والمشروعية.