الحرس الثوري الإيراني يضرب قواعد عسكرية أميركية في العراق

بانوراما 2020/01/08
...

ترجمة وإعداد: انيس الصفار                               
 
أعلن مسؤولون في البنتاغون وفي جهاز المخابرات العراقي أن قاعدة عين الأسد الجوية ومواقع أخرى من محافظة أربيل في اقليم كردستان قد تعرضت للضرب يوم الثلاثاء بصواريخ كروز وصواريخ أخرى قصيرة المدى اطلقت من داخل إيران. ولم تفد التقارير حتى الان بوقوع اصابات. 
اصدر الحرس الثوري الإيراني بياناً ادعى فيه المسؤولية عن تلك الهجمات التي وصفها بأنها عمل انتقامي رداً على “الاغتيال الوحشي” لقائد قوات القدس اللواء قاسم سليماني بضربة وجهتها طائرة مسيرة بلا طيار يوم الخميس قرب مطار بغداد الدولي. زعمت الولايات المتحدة أن القائد الإيراني المذكور كان بصدد التخطيط لهجمات على عناصر تابعة للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن يبقى على المسؤولين ابراز الدليل على تلك المزاعم.
أعطى المتحدث باسم البنتاغون “جوناثان هوفمان” تفاصيل عن وقت الضربة والمواقع التي اصابتها مؤكداً أنها اطلقت من إيران وأضاف أن الجانب الأميركي يعمل على تقييم الأضرار الأولية جراء العملية. أما السكرتيرة الاعلامية للبيت الأبيض “ستيفاني غريشام” فقد قالت ان الرئيس الأميركي أبلغ بأمر الهجوم وهو يتابع الوضع عن كثب ويتشاور مع فريقه للأمن القومي.
ترامب نفسه نشر تغريدة قال فيها ان الأمور على ما يرام مؤكداً أن الولايات المتحدة تبقى أقوى قوة وانها تمتلك افضل المعدات العسكرية في العالم، وأنهى تغريدته بأنه سيدلي بتصريح في صباح اليوم التالي.
ما ان هدأ الغبار يوم الثلاثاء حتى نشر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة قال فيها ان إيران نفذت وأتمت اجراءات دفاعية متناسبة تحت الفقرة 51 من ميثاق الأمم المتحدة باستهدافها القاعدة التي انطلق منها الهجوم الجبان على مواطنيها وكبار مسؤوليها. الفقرة المذكورة تعطي الدول حق الدفاع عن النفس، منفردة أو مجتمعة، في حالة تعرض اية دولة عضو في الأمم المتحدة لهجوم مسلح لحين اتخاذ مجلس الأمن الاجراءات اللازمة لاستعادة السلام والأمن العالميين. أضاف ظريف أن بلاده لا تسعى للتصعيد أو لدخول حرب ولكنها مستعدة للدفاع عن نفسها ازاء أي اعتداء يقع عليها.
للولايات المتحدة عشرات الألوف من الجنود منتشرين في مختلف مناطق الشرق الأوسط وأفغانستان، وكثير من تلك المناطق لا تبعد عن إيران في وقت يقترب فيه البلدان من المجابهة الشاملة. وفي ما يلي قائمة بالبلدان التي تتواجد فيها القوات الأميركية:
 
أفغانستان
للولايات المتحدة نحو 14 ألف جندي في أفغانستان ولكن تقارير نشرت في شهر آب الماضي كشفت عن أنها تدرس خفض ذلك العدد الى أقل من النصف والابقاء على ما يقارب 6000 جندي فقط، بيد أن المحادثات انهارت في الشهر التالي بسبب تواصل أعمال العنف.
 
البحرين
تحافظ الولايات المتحدة على تواجد عسكري في هذه الجزيرة الصغيرة منذ الحرب العالمية الثانية، عندما ارسلت قواتها الى هناك لمساندة القوات البريطانية التي كانت تتعرض لغارات الطيران الإيطالي. أما اليوم فثمة مقر عام في هذه الدولة يشترك فيه الأسطول الخامس الأميركي والقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية موقعه المنامة. توجد في البحرين قوة يصل تعدادها الى 7000جندي يتمركزون في انحاء شتى من تلك الدولة. وقد صرح مسؤولون عسكريون لمجلة نيوزويك يوم الجمعة الماضي أن منظومة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي وضعت في حالة تأهب في البحرين في ظل تأزم الأوضاع مؤخراً.
 
العراق
فرض الجيش الأميركي منطقة حظر للطيران فوق العراق ابان حرب الخليج في العام 1991 كما أسس البنتاغون حضوراً على الأرض هناك عقب الغزو الذي أطاح بحكومة الرئيس صدام حسين في العام 2003.
في العام 2011 انسحبت الولايات المتحدة من العراق ولكنها أعادت نشر ألوف الجنود في العام 2014 بعد استيلاء تنظيم “داعش” الارهابي على اجزاء من اراضي العراق. 
استهدفت القواعد العسكرية الأميركية مراراً بهجمات بالصواريخ لم يعترف بالمسؤولية عنها احد ولكن واشنطن كانت تلقي باللوم فيها على الجماعات الشيعية المدعومة من إيران. للولايات المتحدة حالياً نحو 6000 جندي في العراق وقد هدد الرئيس ترامب بتوجيه عقوبات الى العراق في حالة إصراره على
إخراجهم.
الاردن
كان الاردن على مدى عقود صديقاً مقرباً وشريكاً للغرب وهو يفاخر باستضافته نحو 3000 جندي أميركي كجزء من العمليات ضد تنظيم “داعش” على الحدود مع العراق مباشرة. بيد أن هذه الدولة أخذت تبدي شيئاً من القلق مؤخراً بسبب تنامي عدم الاستقرار في المنطقة.
 
الكويت
بعد دحر القوات العراقية المحتلة واخراجها من الكويت في العام 1991 دخلت الولايات المتحدة في اتفاق عسكري مع الكويت التي تحولت الى أحد أهم ركائز البنتاغون في الشرق الأوسط منذ ذلك الحين.وسط تأجج التوترات بين الولايات المتحدة وإيران استقبلت الكويت، كما افادت التقارير، ثلاثة آلاف جندي اضافيين، وبذلك ناهز مجموع الجنود الاميركيين في هذا البلد 13 ألف جندي بالارتباط مع قطر. 
 
عمان
لعمان علاقات دبلوماسية مع إيران وقد عملت في كثير من الاحيان كقناة خلفية للتفاهم بينها وبين الولايات المتحدة. جهدت السلطنة للبقاء على الحياد خلال مختلف الظروف التي مرت بها المنطقة، ولكنها سمحت رغم هذا للولايات المتحدة باستخدام منشآتها العسكرية منذ العام 1980 وهي السنة نفسها التي احتل فيها العراق إيران وأطلق حرباً دموية دامت ثماني سنوات.
تتمتع عمان بموقع ستراتيجي مهم قرب مضيق هرمز وهي تستضيف حالياً نحو 606 جنود أميركيين.
قطر
تمثل قطر موقع اكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط وهي قاعدة العديد الجوية التي أسست بعد حرب الخليج الأولى. هذه المنشأة الضخمة تضم اليوم ما يقدر بـ 13 ألف جندي بالارتباط مع مقر القيادة الوسطى في الكويت.
 
السعودية
استقبلت السعودية اعداداً كبيرة من الكوادر العسكرية الأميركية خلال حرب الخليج وبقي قسم من هؤلاء حتى بعد انتهاء ذلك الصراع. في اواخر نيسان 2003 سحبت الولايات المتحدة عناصرها من السعودية، أي قبل شهر من غزوها العراق، ولكنهم عادوا اليها في الصيف الماضي عندما ارتأت إدارة ترامب ضرورة تعزيز قوة البنتاغون ازاء ما تعتبره عدواناً إيرانياً في منطقة الخليج.
من المعتقد أن هناك حالياً ما يقارب 3000 جندي في السعودية كما ارسل البنتاغون معدات دفاعية الى هناك في اعقاب استهداف المنشآت النفطية في شهر أيلول بالصواريخ والطائرات المسيرة، وهو هجوم ادعت المسؤولية عنه جماعة أنصار الله في اليمن، أو الحوثيون كما يطلق عليهم، في حين ألقت الرياض وواشنطن باللوم فيه على طهران.
 
سوريا
دعم الأميركيون الانتفاضة ضد الحكومة السورية في العام 2011 ولكنهم لم يتدخلوا بشكل مباشر إلا عندما قرروا شن عمليات ضد تنظيم “داعش” في حزيران 2014. جاء هذا التحرك بعد وقت قصير من تباهي طهران بتقديمها الدعم لحليفها العربي القديم.
كان ترامب يعلن منذ سنوات رغبته في سحب القوات الأميركية من سوريا، وفي شهر تشرين الأول باشر ذلك تاركاً نحو 800 جندي يتمركز معظمهم في المناطق الشرقية الغنية
 بالنفط. 
 
تركيا
يوجد على الاراضي التركية ما يقارب 2500 جندي يتمركزون في قاعدة انجرليك الجوية، التي تقوم مقام مقر قيادة أميركي أوروبي وتؤوي ايضاً أسلحة نووية. كانت تركيا عضواً في التحالف العسكري الغربي المسمى حلف الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، منذ العام 1952، بيد أن حربها ضد المقاتلين الكرد الذين تدعمهم الولايات المتحدة في سوريا وتقاربها المتزايد من موسكو جعلاها في تقاطع مع 
واشنطن.
 
الامارات العربية المتحدة
تستضيف دولة الامارات العربية ما يقارب 5000 جندي أميركي يقفون على جبهة توترات تزداد سخونة مع إيران. وقد وقعت الولايات المتحدة أول اتفاقية للدفاع والتعاون مع دولة الإمارات في العام 1994 وبقيت الدولتان تعملان بتقارب معاً منذ ذلك الحين.
توم أوكونر وجيفري مارتن وناويد جمالي وجيمس لابورتا/عن مجلة نيوزويك