الحاجة الى برامج لتنمية الثروة السمكيَّة

اقتصادية 2020/01/10
...

بغداد/ عماد الامارة
 
دعا الأكاديمي الاقتصادي الدكتور أحمد الراوي الى وضع السياسات والبرامج الخاصة بتنمية الثروة السمكيَّة لأهميتها الغذائيَّة والاقتصاديَّة، بما يحقق إنتاجاً يلبي الطلب المحلي المتزايد على الأسماك.
 ستراتيجيَّة وطنيَّة
أكد الراوي لـ "الصباح" "ضرورة وضع ستراتيجيَّة وطنيَّة لتنمية قطاع الثروة السمكيَّة، لأهميته الحيويَّة في المجالين الغذائي والاقتصادي بما يحقق معدلات مقبولة في زيادة إنتاج وتصنيع الثروة السمكيَّة في البلد، بما يعزز المستوى الغذائي والصحي للفرد".
وشدد على "أهميَّة وضع السياسات والبرامج المطلوبة لتنمية إنتاج الأسماك في المياه الداخليَّة من خلال إعادة النظر بالتعليمات الخاصة بتأجير المسطحات المائيَّة، بما يلزم المستثمر تنمية الناتج السمكي وعدم استخدام طرق الصيد المحرمة التي تؤدي الى قتل جميع الأسماك وبإشراف الأجهزة المختصة".
ودعا الى "إجراء الدراسات والبحوث بشأن طبيعة المسطحات المائيَّة وإمكانيَّة تنمية الأسماك وفقاً لخصائصها الفيزياويَّة، الى جانب نشر الوعي بأهمية الثروة السمكيَّة وبضرورة استعمال أساليب الصيد الحديثة وعدم استخدام المتفجرات والصعق الكهربائي والسموم لما تؤديه هذه الأساليب من تدمير للثروة السمكيَّة في البلد".
 
طرق الصيد الحديثة
بين الراوي ضرورة "توفير أساليب الصيد الحديثة وإتاحتها أمام المنتجين والصيادين بما لا يضر الثروة السمكيَّة، وإيجاد وسائل نقل مبردة وبأحجام صغيرة لصيادي الأسماك من أجل نقل أسماكهم الى السوق من دون التعرض الى التلف السريع أو التعفن"، موضحاً "أهمية تطوير عمليَّة تسويق الأسماك من خلال إيجاد عبوات ملائمة لغرض الصيد، إذ إنَّ عمليَّة التسويق الجيد تسهم كثيراً في الحفاظ على الأسماك وتحقق أرباحاً جيدة 
للمنتجين".
 
مزارع الأسماك
أشار الراوي الى "أهمية تطوير عمل مزارع الأسماك من خلال توسيع نطاق الاستزراع السمكي، وذلك بتخصيص الحصص المائيَّة المطلوبة لزيادة عدد المزارع المنتجة للأسماك، لزيادة طاقاتها الإنتاجيَّة ودعم المنتجين والمستثمرين في الإنتاج السمكي بما يلبي حاجة المجتمع".
وتابع "من الضروري الإكثار من الاصبعيات ذات الأصناف المرغوبة وتزويدها لمزارع الإنتاج من خلال برنامج لتطوير أصناف الأسماك وإكثارها بما يلائم البيئة والذوق العراقيين، علاوة على وضع برنامج حكومي لإنتاج الأسماك في المزارع والمسطحات المائيَّة وبأسعار مخفضة كالهرمونات والمعقمات والشباك وغيرها من مستلزمات
 الإنتاج".
وجدد الراوي دعوته الى "إجراء الدراسات والبحوث الخاصَّة لتطوير الصفات الوراثيَّة للأسماك لزيادة إنتاجيتها، لأنَّ ما مُتاح من الأسماك المنتجة للاصبعيات يعدُّ من الأجيال المستوردة منذ عقود، ما يترتب عليه تراجع صفاتها الوراثيَّة لإنتاج أجيالٍ ذات صفات عالية".
 
تحذيرات ومخاطر
من جانبه حذر المهندس الزراعي الأقدم حسنين حاوي كاظم من دخول أنواع من الأسماك المفترسة الى الأسواق العراقيَّة كأسماك زينة، الأمر الذي يهددُ الثروة السمكيَّة في البلد في حال تسربها من الأحواض أو إذا حدثت الإباضة في 
الأنهار.
وأضاف كاظم "لوحظ في الآونة الأخيرة دخول هذه الأسماك إلى العراق وتداولها في الأسواق المحليَّة مثل سوق الغزل كأسماك زينة"، مؤكداً "التأثير السلبي والخطير في المخزون السمكي والتنوع الإحيائي في حالة تسربها إلى نهري دجلة والفرات ومناطق الأهوار".
وشدد على ضرورة "الحرص والحذر من رمي هذه الأسماك في أحد الأنهر والبحيرات، كما لا بدَّ من التنويه لمنع استيراد هذه الأسماك واحتواء المتوفر منها في الأسواق المحليَّة وأنْ تكون محاجرنا الحدوديَّة على أهبة الاستعداد بمنع دخول هذه الأسماك إلى العراق لحماية ثروتنا السمكيَّة وحفاظاً على البيئة والصحة
 العامة".