الأزمة الحالية سوف تعود على طهران بأكبر المكاسب

بانوراما 2020/01/10
...

ترجمة وإعداد الصباح                       
يقول كوكبرن: ان اغتيال سليماني كان صدمة واضحة لطهران وأنه قد هز تلك القناعة بأن ترامب لن يجازف بدخول حرب تحت أي ظرف من الظروف. بيد أن إيران قادرة الان على استغلال عملية الاغتيال لتحقيق مكاسب سياسية أهمها زيادة حضورها في العراق والعمل عبر اطراف ثالثة. إيران سوف تنتظر موقف الحكومة العراقية والبرلمان والاحزاب السياسية ازاء مطالبة القوة الأميركية، المؤلفة من 5200 جندي، بالخروج من العراق. هذه القوة متواجدة في العراق منذ العام 2014 بهدف مساعدة القوات العراقية في قتال “داعش” ولكن هدفها الجديد، من لحظة اغتيال الجنرال سليماني، أصبح الدفاع عن نفسها.
لقد كان تنظيم “داعش” يناضل جاهداً للعودة الى الحياة بعد الضربات المدمرة التي نزلت بما كان يسميه “دولته”، وهذا التنظيم سيكون احد المستفيدين الحتميين من اغتيال سليماني.
ولكن حتى لو نجحت القوات الأميركية في البقاء داخل العراق الى حين فإنها سوف تبقى بوضع اقرب الى وضع الرهائن لأنها سترابط في مساحات محددة من الأرض يصعب الدفاع عنها وسط القواعد العسكرية
 العراقية. 
إيران سوف تحصد مغانم كبيرة من هذه الازمة طالما حرصت على ابقاء تحركاتها منضبطة وتجنبت المبالغة في محاولة اذلال أميركا. من ذا كان يتوقع، بعد الاحتجاجات التي شهدتها إيران بسبب ارتفاع اسعار الوقود في شهر تشرين الثاني، أن الحدث الكبير التالي في شوارع المدن الإيرانية سيكون خروج جموع مليونية من المواطنين لتشييع ثاني أبرز شخصية في الحكومة؟ لقد خرج هؤلاء للتشييع وابداء حزنهم، ولكنهم اكثر من هذا كانوا يطالبون بالثأر من الولايات المتحدة. بذا استعادت الحكومة الإيرانية اليوم الكثير من مصداقيتها وقوة موقفها داخلياً، الأمر الذي سيجعلها أكثر استعداداً وصلابة لتحمل المرحلة الصعبة المقبلة بسبب العقوبات الأميركية من دون خشية من حدوث ثورة شعبية.
لقد قدم سليماني بموته لبلده اكثر مما تمكن من تحقيقه على مدى عقدين من الزمن عمل خلالهما قائداً لقوات القدس وذراعاً لعمليات حرس الثورة الإيرانية في الخارج. اغتياله أضر بمن خطط للعملية لأنه جعل الحكومة الإيرانية وحلفاءها في المنطقة اكثر قوة مما كانوا.
باتريك كوكبرن/عن موقع “كاونتر بانتش” للصحافة الالكترونية