قائد إيراني: تعمدنا عدم إيقاع إصابات

بانوراما 2020/01/10
...

ترجمة وإعداد الصباح                                             
في أحدث اشارة الى سعي إيران لتجنب مزيد من تصعيد اجواء العداء مع الولايات المتحدة صرح قائد عسكري إيراني يوم الخميس بأن الصواريخ التي أطلقت على قواعد تستخدمها القوات الأميركية في العراق لم يكن القصد منها إيقاع اصابات. فبعد ان سقطت اكثر من عشرة صواريخ على تلك القواعد في وقت مبكر من يوم الاربعاء بالتوقيت المحلي يبدو أن كلا الجانبين أخذا يجنحان الان الى التراجع من دون توسيع هوّة المجابهة في ما بينهما. 
نقلت اوساط الاعلام الرسمي الإيراني عن العميد أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجو فضائية في الحرس الثوري الإيراني قوله: “لم نقصد قتل أحد بل تعمدنا ضرب الآلة العسكرية للعدو.” بيد أنه عاد فردد الادعاء الحكومي بأن عشرات الاشخاص قد قتلوا أو أصيبوا، في حين يقول المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن الضربات لم تسفر عن اصابات.
تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران أثارت قلق المسؤولين في العراق، الذي كان المسرح الرئيس للمواجهة بينهما، كما حركت الهواجس لدى الحكومات في مختلف انحاء المنطقة. بعد ذلك جاءت هجمات الصواريخ في بغداد في وقت متأخر من ليلة الاربعاء لتكشف عن أن خطر التصعيد باق. 
تلك الضربات رفعت مستوى القلق من ان تقدم الجماعات العراقية على الانتقام لمصرع احد قادتها في الهجوم الذي قتل فيه سليماني، حيث اصاب صاروخان المنطقة الخضراء في بغداد التي تقع فيها السفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية اجنبية أخرى ولكنهما لم يسببا اصابات، كما تقول السلطات العراقية.
على اثر ذلك نفى جواد الطليباوي، المتحدث باسم الحشد الشعبي العراقي، في تصريح لوكالة الانباء العراقية مسؤولية الحشد عن ذلك الهجوم. قال الطليباوي: “ربما كان قصف المنطقة الخضراء تصرفاً فردياً، أو لعلها محاولة من بعض الأطراف لتشويه صورة الحشد وخلط الأوراق، ونحن ندعو الذين يقفون خلف الهجوم الى التوقف عن هذه الأفعال لأنها تسيء الى سمعة الحشد الشعبي.”
هذا التصريح كان جزءاً من مسعى أوسع لخفض التوترات، ولكن عالمة السياسة في مؤسسة راند “أريان طباطبائي” بثت رسالة الكترونية قالت فيها ان من المبكر الاحتفال الآن، فرغم خفوت اصوات العنف ها هي إدارة ترامب تسارع الى تشديد حملة ضغطها الأقصى على إيران، تلك الحملة التي اوصلتنا الى هذا الموقف من الاساس.” في اشارة الى العقوبات الأميركية والاجراءات الأخرى الهادفة الى عزل إيران.
تقول طباطبائي مضيفة أن إيران قد تقدم أيضاً على اجراءات أخرى من جانبها. فالتغريدة التي بثها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تنص على ان إيران قد “أتمت” ردها العسكري، على حد تعبيره، وهذا يمكن تفسيره على عدة وجوه. فهو قد يعني أن إيران ستكتفي بهذا الحد حالياً، وهو التفسير الذي يميل كثيرون الى تقبله، بيد أنه قد يعني ايضاً ان هذه العملية بالتحديد قد انتهت، وهناك المزيد في جعبة إيران.   
كريم فاهم وساره دادوش
عن صحيفة واشنطن بوست