إيثار الصالح الوطني العام

آراء 2020/01/11
...

حسين الصدر
 
- 1 -
للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف نظراتها الثاقبة، وقراءاتها الصائبة للاوضاع العراقية بكلّ ما تمور به من حراك وأحداث ...وهي حين تقول كلمتها كل جمعة تضع النقاط على الحروف وفق منهج موضوعي عميق، يَتَسِمُ بالحكمة والعقلانية ويرسم طريق الخلاص من الأزمة الراهنة ..
 
- 2 -
والملاحظ أنَّ الكثيرين ممن يدّعون الالتزام بتوجيهات المرجعية يُصمون آذانهم عن الاستماع الى خطابها فكأنّها في واد وهم في واد آخر، في مؤشر واضح الدلالة على انهم ممن يقولون مالا يفعلون ...!!
 
- 3 -
إنّ تغليب المصالح العليا للعراق على المصالح الذاتية والفئوية هو مفتاح الحلّ ذلك أنّه يعني فيما يعني أنَّ حسابات الربح والخسارة قد تم تجاوزها ولم يعد هناك الاّ أمرٌ واحد وهو صيانة الوطن وسلامة المواطنين والحفاظ على سيادة البلد واستقلاله بعيداً عن كل الاختراقات والتجاوزات.
 
- 4 -
ومن الواضح : انّ تمسك كل طرف من الأطراف السياسية بمواقفه دون الاستعداد للتضحية والتنازل عن شيء منها لن يفضي بنا الاّ الى مزيدٍ من الانكفاءات والتداعيات والمشكلات، ويدفع المواطنون العراقيون جميعاً ثمن ذلك، فتزداد معاناتهم وتستمر بدلاً من الوصول الى مرافئ الاستقرار والازدهار.
 
- 5 -
إنّ المساس بالسيادة الوطنية أمرٌ لا يجوز التهاون والتراخي فيه على الاطلاق. ولم نشهد – وللاسف الشديد – ما يجعلنا نقتنع بانّ السلطة الحاليّة كانت على مستوى الاختراقات والانتهاكات لسيادتنا الوطنية، وهذا ما أثار الاستياء الشديد في الفضاء الوطني العام.
 
- 6 -
بماذا تسمّي الكتل السياسية استمرارَها في الاختلاف في وقتٍ تعنّ الحاجة فيه الى الموقف الوطني الموحّد الذي يحفظ للبلاد مصالحها وللمواطنين تفاؤلهم بالخروج من عنق الزجاجة؟
 
- 7 -
إنّ العراق الواحد الموحّد القويّ يُحْسَبُ له الحساب مِنْ قِبلِ كلّ القوى الاقليمية والدولية، بينما تعظم الاستهانة به في حالات الاختلاف والتخاصم بين كتله السياسية المتعددة والجهات النافذة الممسكة بزمام الأمور ...
 
- 8 -
لا بُدَّ من الاسراع في تسمية الشخصية الوطنية الكفوءة النزيهة القادرة على تشكيل الحكومة القوية التي بمقدورها النهوض باتخاذ القرارات والمواقف والاجراءات الكفيلة بالحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها وتوفير المناخ الملائم للانتخابات النيابية العامة المطلوبة، وانقاذ البلاد والعباد من براثن الفساد والمحاصصات، ذلك أنّ الحكومة التي لا تملك الاّ (تصريف الامور) لا يسوغ استمرار بقائها وهي مكتوفة اليدين، محدودة الصلاحيات ...وكيف نرضى بالضعف عن اتخاذ التدابير الفاعلة، للحفاظ على سيادة البلاد وسلامة العباد؟