توصلت دراسة حديثة إلى أن مركب السيلوسيبين - وهو المكون المؤثر نفسيا في الفطر السحري- آمن للاستهلاك البشري، مما جعل الباحثين على بعد خطوة واحدة من تطوير علاج قائم على هذا المركب لعلاج الاكتئاب.
ولم يشهد المتطوعون الذين تلقوا جرعات من المركب المخدر أي آثار سلبية خطيرة في المرحلة الأولى من التجارب السريرية التي أجريت في كلية الملك بالعاصمة البريطانية لندن.
وفي تقرير نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، قال الكاتب أندي غريغوري إن السيلوسيبين يعتبر علاجا محتملا رائدا لاضطرابات الصحة العقلية، ويمكن أن يحل محل مضادات الاكتئاب، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن أن يساعد أيضا أولئك الذين يتعاملون مع
الإدمان.
وحسب الباحث الرئيس في الدراسة الدكتور جيمس راكر، فإن “النتائج مطمئنة سريريا وتدعم المزيد من تطوير علاج السيلوسيبين كعلاج للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية لم تتحسن بالعلاج التقليدي، مثل الاكتئاب المقاوم
للعلاج”.
وأشار الكاتب إلى أن الأبحاث التي أجرتها شركة “كومباس باثوايز” التي تدعم هذا الاختبار حول استخدام السيلوسيبين كعلاج للاكتئاب، أعطيت لها الأولوية في الولايات المتحدة.
وتجري الشركة حاليا المرحلة الثانية من الدراسات في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية والتي تضم 216 مريضا يعانون من الاكتئاب المقاوم للعلاج (الاكتئاب الذي لا يستجيب للعلاجات
التقليدية.
ما هو الاكتئاب؟
والاكتئاب ليس مجرد يوم حزين يمر به الفرد، أو مجرد لحظات من الكآبة يمكن تخطيها، وهو ليس علامة ضعف عند الشخص أو قلة حيلة على الصعيد الشخصي أو العقلي، بل هو مرض مزمن وخطير مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، وهو بحاجة إلى رعاية طبية محترفة وعلاج ملائم.
تبدأ معظم حالات الاكتئاب من عمر 20 إلى 30 عاما، ويتم تشخيص ضعف العدد من النساء بالمرض مقارنة مع الرجال، ولا يعرف السبب هل النساء أكثر عرضة للمرض بسبب طبيعة بنيتهن البيولوجية، أم أنه عائد إلى أنهن يطلبن المساعدة الطبية لهذا المرض بشكل أكبر من الرجال الذين قد يحجمون عن مراجعة الطبيب النفسي لاعتقادهم بأن الاكتئاب دليل على ضعف الشخص وليس من صفات الرجال.
أبرز الأعراض
الشعور بالحزن،التهيج والثوران بسبب أمور صغيرة أو تافهة،الشعور بالإحباط، فقدان الاهتمام والدافعية للقيام بالأمور التي كانت ممتعة للشخص، كزيارة الأصدقاء أو ممارسة الهوايات،تراجع الرغبة الجنسية،اضطرابات النوم التي قد تشمل الأرق أو النوم الكثير،اضطرابات الشهية، فقد يفقد الشخص المكتئب شهيته ويخسر وزنه، بينما يرغب آخرون في تناول الطعام بشدة ونهم ويكسبون وزنا زائدا، نوبات من الغضب ،تباطؤ في التفكير وبطء في الكلام والحديث وحركة الجسم ،التعب،فقدان الطاقة والحيوية، فحتى المهمات الصغيرة كدفع الفواتير تبدو كبيرة وبحاجة إلى جهد كبير،احتقار الذات، استرجاع ذكريات الماضي وتوجيه اللوم الذاتي والتفكير في الانتحار.
دواعي المرض
انخفاض مستوى النواقل العصبية وخاصة السيروتونين في الدماغ والتشابكات العصبية، إذ يعتقد أن نقصه يلعب دورا أساسيا في الإصابة بالاكتئاب. ويرفع الكثير من أدوية الاكتئاب مستوياته في التشابكات
العصبية.
التغيرات الهرمونية تؤثر في مزاج الشخص، وخاصة تلك المرتبطة باضطرابات الغدة الدرقية وسن اليأس لدى النساء.
الوراثة تضطلع بدور في الاكتئاب، إذ يلاحظ أن هناك عائلات ترتفع لدى أفرادها مخاطر المرض، مما قد يشير إلى وجود جينات تلعب دورا في
المرض.
أحداث الحياة قد تحفز المرض، ويشمل ذلك فقدان شخص مقرب، والمرض، والمشاكل المالية، والتوتر الشديد.
تجارب الطفولة السيئة مثل فقدان الأب أو الأم، أو التعرض لسوء المعاملة أو الاضطهاد، قد تترك آثارا دائمة في دماغ الشخص وتجعله أكثر عرضة
للاكتئاب.