تقاليد غريبة لأعياد الميلاد حول العالم

بانوراما 2020/01/11
...

ديفيد فارلي
ترجمة: مي اسماعيل
 
 
يمارس الناس حول العالم تقاليد متنوعة خلال موسم الأعياد؛ ويمكن القول أن القاسم المشترك لأغلب مظاهرها هو التسوق وإقامة المآدب وتقديم الهدايا. لكن بعض تقاليد الاعياد تتسم بالغرابة؛ فهناك العديد منها تتجاوز الاسلوب التقليدي البسيط.
كاتالونيا
لعل سكان كاتالونيا يمارسون التقليد الأغرب؛ فهم يستعدون لموسم الاعياد منذ بدء شهر كانون الاول بإحضار جذع مجوف يدعى "جذع المخلفات"!، ويبدؤون "بتغذيته" بالحلوى والفواكه والمكسرات. وبحلول يوم العيد يوضع الجذع في النار ويُضرب بالعصي حتى ينفجر؛ ناثرا محتوياته ليلتقطها المجتمعون. وهناك أيضا تقليد كاتالوني (ومناطق اخرى من اسبانيا) يعود للقرن الثامن عشر، أصبح جزءا من ديكور العيد؛ يضع بموجبه السكان تمثالا خزفيا لشخصية معروفة (سياسي، رياضي، شخصية خيالية، ممثلين، أدباء..) في ركن بعيد من الغرفة؛ خلافا لشخصيات مشهد ولادة السيد المسيح التقليدية. كان التقليد السابق يقضي باخفاء الشخصية الجديدة بين الشخصيات التقليدية ودعوة الضيوف للبحث عنها. 
 
أواسط أوروبا
في بعض مناطق جنوب ألمانيا والنمسا وسلوفينيا تعتبر أمسية السادس من كانون الاول وقتا مرعبا؛ لأنه الوقت الذي يأتي فيه وحش "كرامباس-Krampus" الاسطوري الى المدينة! وغالبا تكون تلك الليلة ليلة الاحتفال بالقديس نيكولاس (بابا نؤيل). تقول الاسطورة أن الوحش ينزل الى المدن ليرعب الناس ويعيق الاحتفال، بحثا عن الاطفال المشاغبين؛ وخلال تلك الليلة يسير أحد الاشخاص مرتديا زي الوحش ليمثل الاسطورة القديمة. 
 
جمهورية التشيك
يحتفل مواطنو التشيك (كما هو حال العديد من دول أواسط أوروبا) بعيد الميلاد المجيد ليلة الرابع والعشرين من كانون الاول؛ بتناول وجبة طعام تقليدية. والغريب في هذه الوجبة أن طبقها الرئيس يتكون من  سلطة البطاطا وسمك الكارب. فينتعش صيد سمك الكارب في جمهورية التشيك عند موسم أعياد الميلاد بالطرق التقليدية؛ وخاصة من بحيرات جنوب بوهيميا. يشتري العديد من المواطنين أسماكهم وهي حية قبل بضعة أيام من الاحتفال، ويتركونها لتسبح في حوض الاستحمام حتى يحين موعد الطهي! يبدأ الاحتفال بقرع جرس في أرجاء المنزل دلالة على وصول الطفل "عيسى"؛ ليبدأ توزيع الهدايا وتناول الطعام.
 
غرين لاند
لعل ترامب كان سيتردد في طلبه العلني لشراء غرين لاند من الدنمارك لو عرف محتوى وليمة عيد الميلاد التقليدية في تلك الجزيرة. طبق "ماتاك- Mattak" أحد الوجبات الشهية التي تؤكل خلال أعياد الميلاد؛ وهي تتألف من جلد الحوت النيء وشحمه.. يعتبر البعض هذا الطبق مثل طبق "سوشي" (طبق السمك النيئ وعشب البحر الياباني) عند سكان غرين لاند. وهناك طبق "لذيذ" آخر يسمى "كيفياك- kiviak"؛ وهو طائر صغير يلف بجلد الفقمة ويدفن في الأرض حتى يتحلل.. ثم ماذا؟ يؤكل بالطبع!! 
 
اليابان
يتناول بعض سكان العالم الغربي لحم الطيور مثل الديك الرومي أو الإوزة  في وجبة عيد الميلاد التقليدية. لكن اليابانيين يفضلون لحم الدجاج؛ وعلى وجه التحديد: "الدجاج الكنتاكي المقلي". لقد صارت وجبة الدجاج الكنتاكي السريعة امراً مرادفا لاحتفال عيد الميلاد في اليابان منذ السبعينيات؛ حينما قدمتها سلسلة المطاعم الشهيرة بنشاط كبير وربطتها بالثقافة الاميركية عموما وولاية كنتاكي على وجه التحديد. باتت مطاعم الدجاج الكنتاكي مكتظة بشدة خلال موسم الاعياد بحيث يتحتم اجراء حجوزات مسبقة للراغبين بتناول وجبة هناك. 
اسكندنافيا
يجتمع المحتفلون بأعياد الميلاد في المناطق الاسكندنافية شمال أوروبا حول عنزة "يول-yule" المحترقة، ومن حسن حظ العنز هناك أنهم لا يحرقون حيوانات حية؛ بل تمثال مصنوع من التبن على شكل عنزة؛ وهو تقليد يعود غالبا لأساطير منذ زمن الوثنية قبل المسيحية. تنتشر تماثيل العنزة "يول" في أغلب المدن الاسكندنافية، وقد تقيم بعضها تماثيل عملاقة في ساحتها الرئيسة ترقبا لأعياد الميلاد. 
فنزويلا
لا توجد سوى وسيلة واحدة لذهاب الناس الى الكنيسة صبيحة يوم عيد الميلاد في العاصمة كاراكاس: وهي عبارة عن لوح التزلج ذي العجلات "roller skate".. ولا يتفق الناس على أصل ذلك التقليد الغريب والطريف! 
 
مجلة نيوزويك الأميركية