في وقتٍ عد الرئيس الإيراني حسن روحاني حادثة اسقاط الطائرة الاوكرانية “خطأ لا يغتفر”، أعلن قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة، أن قواته “تتحمل مسؤولية إسقاط الطائرة الأوكرانية بالكامل”، وأكد استعداد القوات الجوية لتنفيذ أي قرار يتخذه المسؤولون.
وقال حاجي زادة: إن “ظروف المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت خطيرة للغاية، واحتمال المواجهة مع الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي كان الأكبر منذ عقود”.
وأضاف، أن “الأميركيين كانوا على أهبة الاستعداد، وقواتنا المسلحة كانت مستعدة بنسبة 100 بالمئة، والأميركيون هددوا باستهداف 52 موقعا داخل البلاد”، وأوضح أنه “تم إبلاغ المنظومات الدفاعية بالاستعداد لأي احتمال، كما تمت إضافة دفاعات صاروخية إلى العاصمة طهران.”
وأشار قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني، أن “العدو أطلق صواريخ كروز نحو أهداف في إيران بعد الهجوم الصاروخي”، وأكد أن قواته طلبت “وقف جميع الرحلات الجوية في أجواء البلاد، وأن الدفاعات الجوية اعتقدت أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز معادي على بعد 19 كيلومترا”.
الرئيس روحاني
من جانبه، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن “أسفه الشديد” لتسبب بلاده في عملية إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصا.
وقال روحاني في تغريدة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “خلص تحقيق للقوات المسلحة إلى أنه، لسوء الحظ، أدت الصواريخ التي أطلقت بسبب خطأ بشري إلى كارثة مروعة للطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصا بريئا، وسيستمر التحقيق في أسباب هذه المأساة الكبيرة والخطأ الذي لا يغتفر”، وأضاف، أن “إيران تأسف بشدة لهذا الخطأ الكارثي”، مقدما تعازيه لأسر الضحايا.
بدوره، أعرب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، عن أسفه واعتذاره عن إسقاط الطائرة الأوكرانية غير المتعمد، وأشار إلى أن “النزعة الأميركية للمغامرة” حسب وصفه، كانت سبب الكارثة. وقال ظريف في تغريدة على “تويتر”: “يوم حزين. نتائج التحقيق الداخلي الذي أجرته القوات المسلحة تشير إلى أن خطأ بشريا، أثناء أزمة نجمت عن نزعة الولايات المتحدة للمغامرة، أدى لهذه الكارثة”.
موقف اوكراني
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن بلاده تنتظر اعتذارا رسميا من إيران وعبر قنوات دبلوماسية وتعويضات عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصا.
وقال زيلينسكي على حسابه في “تيليغرام” بعد اعتراف طهران بإسقاط الطائرة الأوكرانية بشكل غير متعمد: “لم يكن جيداً، لكن ظهرت الحقيقة، إيران اعترفت بذنبها، بأنها أسقطت الطائرة الأوكرانية، حتى قبل انتهاء أعمال اللجنة الدولية للتحقيق”.
وأكد زيلينسكي، أن بلاده تنتظر من إيران “ضمانات لاستعدادها الكامل لتحقيق صريح، ومقاضاة المسؤولين، وإعادة جثث القتلى ودفع تعويضات، واعتذارا رسميا عبر قنوات دبلوماسية”.
تعاون ثنائي
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: إن حكومته تسعى لتحقيق كامل والتعاون الكامل من السلطات الإيرانية، بعد إعلان طهران أن قواتها المسلحة هي من أسقطت الطائرة الأوكرانية المنكوبة عن طريق “الخطأ”.
وقال ترودو، في بيان أصدره مكتبه: إن “إيران اعترفت بأن الطائرة أسقطتها قواتها المسلحة”، وأضاف، “ما زال تركيزنا هو المساءلة والشفافية والعدالة للأسر وأحباء الضحايا. هذه مأساة وطنية”.
وأوضح رئيس الوزراء الكندي: “سنواصل العمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لضمان تحقيق كامل وشامل، وتتوقع الحكومة الكندية التعاون الكامل من السلطات الإيرانية”.