خطة فرض التعليم

آراء 2020/01/13
...

د. حسين القاصد 
 
شاعَ مؤخرا وانتشر اسم لمجموعة من المندسين في التظاهرات يسمون أنفسهم (جماعة مكافحة الدوام) ويركّزون في عملهم على منع استئناف العام الدراسي الجديد؛ عجبا، هل صار الدوام واستئناف الدراسة آفة يجب مكافحتها؟ الغريب في الأمر أن بعض الأساتذة الجامعيين يدعون إلى عدم استئناف العام الدراسي، والأغرب من هذا أن بعض المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، لا تستأنف الدوام بينما لم ينقطع كوادرها عن التدريس الخصوصي!! فهم يتظاهرون ويرفضون عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة لكنهم لاينقطعون عن التدريس الخصوصي.
انتهى نصف العام الدراسي بالتمام والكمال ومازالت الجهات الحكومية تتفرّج على حملة التجهيل المنظمة، فحين ندعو لعودة الطلبة لمقاعد الدراسة نفاجأ بردود عاصفة من جماعة مكافحة العلم وشعارهم (ماكو وطن ماكو دوام)!!؛ وبقيت الجهات الحكومية في مرحلة المحاولات، وحين حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي موعدا لاستئناف العام الدراسي، تعرّضت بعض الجامعات إلى الاعتداء والحرق ولم ينج الاساتذة من الاعتداءات؛ هذا فضلا عن تجمهّر بعض جماعة مكافحة التعليم في باب أغلب جامعات الوسط والجنوب وباب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
كل هذا يحدث على مرأى ومسمع الجهات المعنية ومنها الجهات الأمنية التي اشترطت أماكن خاصة للتظاهر ومن يتظاهر في غيرها يعامل معاملة الإرهاب لكي يتم الفرز بين المندسين المخربين وبين التظاهرات المطلبية؛ وسار الأمر وفق هذا الحال، وتمت حماية البنوك وبعض المؤسسات الحكومية.
الآن، وبعد تصعيد المندسين من قادة حملة التجهيل، وأغلبهم ممن فشل دراسيا، ويريد القفز على حقوق الناس لأجل مآربه الضيقة أو مآرب مموليه، صار لزاما على وزارة التعليم أن تلزم ملاكاتها بجدول يلتزم به جميع الأساتذة ويتواجدون في القاعات حتى وإن كانت فارغة، وتسجيل أسماء الغياب وفصل جميع المستمرين بالانقطاع واعتبارهم راسبين بالغياب لهذا العام مع التشديد على الأساتذة لتجنب الخوض في حديث التظاهرات داخل الحرم الجامعي؛ وهذا الأمر لا تستطيع وزارة التعليم وحدها القيام به، كذلك لا تستطيع وزارة التربية وحدها؛ فعلى الجهات الأمنية توفير كل سبل الحماية لملاكات التربية والتعليم، لكي يتم الرد على شعار جماعة مكافحة التعليم، بشعار وطني حريص، هو: ماكو علم ماكو وطن وماكو شعب، فالأمم ترتقي بعلمائها لا بالذين يقطعون الطريق إلى العلم ويحرقون الجامعات، كما حدث في جامعة واسط مؤخرا.  
أعذار واهية وأسباب بعضها مضحكة يرفعها جماعة مكافحة التعليم، فحين تطالبهم باستئناف الدراسة يكون ردهم، نريد مدارس جديدة وبنايات حديثة وخدمات، وهي احتياجات مقنعة جدا، لكن الانقطاع عن الدوام لا يسهم بتوفيرها، كما أن توفير بعض هذه الاحتياجات لوقت ليس بالقصير ولنقل سنة على أقل تقدير، اذا استقر وضع البلاد، فهل نؤجل الحياة العلمية في الوسط والجنوب لسنوات بينما تستمر الدراسة في بقية محافظات العراق. 
لا نريد سنة دراسية عرجاء، لذلك على الحكومة الاسراع بتوفير كل سبل عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة، مادام في الوقت متسع.