في الوقت الذي تشهد فيه صناعة الادوية حضورا ضعيفا ادى الى ادخال ادوية مستوردة ومهرّبة غير خاضعة للفحوصات المختبرية ومناشئ مقلّدة، أكد قسم الصناعة الدوائية في وزارة الصناعة امكانية تلبية طلب السوق خلال العام الحالي بنسبة 50 بالمئة من الادوية الخاضعة للفحوصات المختبرية، ما يدعو الى توجيه دعم حكومي لهذا القطاع الحيوي.

النافذة الواحدة

أكد معاون مدير عام الدائرة الفنية قسم الصناعة الدوائية في وزارة الصناعة، رئيس المهندسين الاقدم رافد عبد الجليل جبار ضرورة "وجود النافذة الواحدة لاستيراد المواد ذات الاستخدام المزدوج سواء كانت كيمياوية او تلك التي تدخل في صناعة الادوية".

وشدد في حديث لـ "الصباح" على أهمية ان "لا تستورد وزارة الصحة اي دواء إلّا بعد اعتذار وزارة الصناعة عن تغطية الطلب"، داعياً "بقية الوزارات ان تعطي احتياجاتها الى وزارة التخطيط وان تعمم الأخيرة في بداية كل عام احتياجاتها ليس للدواء فقط بل للمستلزمات الطبية ايضا كونها لاتقل أهمية عن الادوية والعلاجات".

 

حاجة السوق

ولفت جبار الى ان "انتاج الدواء كان لا يغطي اكثر من 25 بالمئة من الحاجة المحلية ونأمل في نهاية العام 2020 ان نغطي 50 بالمئة من حاجة السوق برغم وجود الكثير من المعوقات خاصة بعد دمج الشركات مع بعضها في وزارة الصناعة".

وتابع "بمقارنة اسعار الاحالات بين اسعار ادوية شركة سامراء وبين الاسعار التي تشتريها الوزارة من الخارج نجد ان اسعار الدواء من الخارج اضعاف اسعار ادوية سامراء".

 

الدعم التشريعي

واستطرد "لذا بدأت تظهر ضرورة الفصل في التشريعات إذ يجب ان تعطى وفق خصوصية عمل كل شركة"، موضحا ان "وزارة الصحة لا تشتري كل المنتج من الادوية العراقية ولكن من الضروري إلزامها وفق تنفيذ تشريع موجود، ولكن ما زال العمل متلكئا".

 

الادارات التخصصيّة

اقترح جبار ضرورة "العمل والتوجه للادارات التخصصية ليس فقط في صناعة الدواء بل ان تكون الدوائر المعنية في وزارة الصناعة لها رأي في الاختيار، في ضوء المؤشرات الانتاجية والاقتصادية وقربها من السياقات الصناعية الصحيحة" .

وبيّن ان "الوزارة حققت في العام 2019 نتائج كبيرة في مجال الصناعة الدوائيّة اذ بلغت مبيعاتها 19 مليار دينار وتم شراء المواد الاولية بمبلغ 10 مليارات دينار"، لافتا الى ان "مصانع أدوية سامراء استمرت بالعمل بمواصفاتها النوعية حتى الان، وان صناعة الادوية تتغيّر دائما وبشكل مستمر، وهذا ما يعرف بدساتير الصناعة الدوائية وتختلف بمرور الزمن عند ظهور ادوية جديدة".

 

الأدوية السرطانيَّة

أوضح جبار أنّ "أدوية سامراء تنتج مختلف انواع الشراب والمراهم الطبية، وان الادارة الجديدة للشركة احدثت طفرة نوعية خلال الاشهر القليلة الماضية، اذ قامت بانتاج الادوية التي كانت تستورد من الخارج وخاصة الادوية السرطانيّة حيث يعد استهلاك مثل هذا الدواء عاليا وان اسعاره مرتفعة واحيانا المستورد من الادوية السرطانيّة قد يكون من مناشئ رديئة غير خاضعة للفحص المختبري".

وأضاف "أقيمت في شركة سامراء قاعتان لانتاج ادوية (المضادات الحيوية) ودخل انتاجها للعمل، والان تم التعاقد في الشركة على انشاء قاعة ثالثة ضمن عقدين مشاركة لانتاج انواع جديدة من الدواء".

يذكر أنّ الادارة الجديدة لشركة أدوية سامراء اكدت ان زبونها الكبير هو وزارة الصحة ما جعلها تؤسس شعبة خاصة في الشركة لهذا الموضوع، وهو توجه عملي اذ ان هناك مجموعة من المهندسين والصيادلة يتابعون العمل والتنسيق مع شركة كيماديا بحيث لا يتأخر.