عالية طالب
في رحاب الكلمة المبدعة تزدهر معارض الكتب وما بين "335" دار نشر تمثل "31" دولة عربية وأجنبية، أقيم معرض الكتاب في قطر تحت شعار "أفلا تتفكرون" الذي شاركنا فيه بناءً على دعوة وزارة الثقافة التي يترأسها السيد صلاح بن غانم العلي ..جاء المعرض مميزا كما دوراته السابقة التي انطلقت منذ عام 1972 بثراء منهاج ايامه الموزعة بتنوع ما بين المسرح والتشكيل ومسرح الدمى وركن مدرسة قطر التي تقدم منهاجا ثقافيا وفنيا طوال ايام
المعرض. واقيمت جلسة خاصة للثقافة والكتاب العراقي شارك فيها وفد اتحاد الادباء ممثلا بالشاعر عمر السراي والناقد علي الفواز ضمن انشطة الملتقى القطري للمؤلفين الذي تم تأسيسه لرعاية المؤلف والناشر وايجاد بيئة جامعة لهم وبإشراف الكاتبة مريم ياسين
الحمادي..
تناولت جلسة المثقف والكتاب العراقي اهتماما خاصا من قبل الحضور واستعرضت فيها الواقع الثقافي والمؤسساتي الرسمي للكتاب وجيل الشباب الذي يقود الان مجتمعا رافضا لكل اشكال الفساد وسوء الخدمات التي تشمل كل أوجه الحياة والثقافة الوجه المؤثر في نماء المجتمعات وازدهارها، واوضحنا التأثير المباشر وغير المباشر للأنشطة الثقافية والادبية والفنية على الجيل الشاب الذي لم يركن الى ثقافة التسلية بقدر ما اهتم ببناء الفكر الثوري الواعي القادر على اعادة بناء الانسان وفق الأسس السليمة الراسخة فكريا وانسانيا وسياسيا وطنيا يفهم معنى المواطنة وما يترتب عليها من حقوق وواجبات.
كما أقام المقهى الثقافي الذي يشرف عليه الاديب "جمال فايز" والشاعرة العراقية المغتربة "ضحى الحدّاد" جلسة اخرى للعراق تحدثنا فيها عن المشهد الثقافي العراقي وتأثيرات الواقع المجتمعي عليه والمتغيرات المتواترة سياسيا واجتماعيا على مجمل الحياة العامة والثقافية الادبية بوجه خاص وعلى النتاج الروائي والشعري
والنقدي.
"فرنسا" ضيف شرف المعرض أقيم لها نماذج مشيدة ترمز للشارع الثقافي الفرنسي التراثي وبما يبرز عصر التنوير في فرنسا والمؤلفات القديمة لكتابها امثال ديدرو، كانت، روسو، فولتير" وغيرهم، فضلا عن برنامج محاضرات وتوقيع وعروض فنية فرنسية، وجلسات نقاش مفتوح يقيمها المعهد الفرنسي بين طلاب عدد من المدارس مع مجموعة من المؤلفين والكتّاب.
وعكس المعرض مشاركة مميزة للمؤسسة الثقافية القطرية من خلال وزارات الثقافة والرياضة، والتعليم العالي، الأوقاف والشؤون الإسلامية، متاحف قطر، اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، منتدى العلاقات العربية والدولية.
400 ندوة وأمسية ثقافية ومحاضرات وورش عمل وتوقيعات كتب، وفي كل هذا كانت حصة الاطفال والنشء الجديد حاضرة بقوة، ولم تغب الفعاليات الفنية والمسرحية عن جلسات المعرض وبمتابعة جيدة من جمهور تنوعت اجياله بما يؤشر شغفا حقيقيا بالحياة الثقافية والفكرية والفنية، وخصصت قاعات للشباب تحمل شعار "قطر
تقرأ".
أغلب دور النشر والمثقفين العرب ينتظرون اقرار موعد معرض الكتاب في بغداد التي يترقبون رؤيتها بشغف من يعرف قيمة العراق وعاصمته وميزة الثقافة العراقية وتاريخها وتميز مبدعيها تحت اي ظرف يتواجدون فيه، وهذا ما يحمل المبدع العراقي مسؤولية لا تتوقف بأن يكون دائما على مستوى التميز الذي رافقه أبدا.
