شكرا لعودتكم لمقاعد الدراسة

آراء 2020/01/15
...

د. حسين القاصد
مفرحٌ جداً أنْ تلقى من يتابعك ويجد في ما تكتبه ما يمثله ويمثل مستقبله، وهذا الأمر يعيد للكلمة تأثيرها؛ لذلك سأستهل مقالي لهذا اليوم بهذا الخبر كي أدحض شعار المغرضين بأن الإضراب عن الدراسة وفاء لشهداء التظاهرات حيث أثبت ذوو الشهداء أن الدراسة والنجاح هما أعلى درجات الوفاء لدماء الشهداء ، تغمدهم الله بواسع رحمته ، والخبر يقول: عائلة شهيد التظاهرات أستاذ اللغة الإنكليزية أمجد الدهامات تشارك تلاميذ ميسان عودتهم إلى مقاعد الدراسة. انتهى الخبر وهو من صفحة التواصل الاجتماعي للصديق عقيل الازرقي ؛ والآن بعد بشائر استئناف الدوام في الجامعات ، لا سيما جامعة بغداد ، والجامعة المستنصرية التي شهدت إقبالا على الدوام ، لنا أن نشكر التسهيلات التي قامت بها الجامعات، ولنا أن نشكر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، شكرا مشروطا بالافادة مما افرزته التظاهرات من أمور جعلت الاستاذ الجامعي يدخل كالغريب على عميد كليته أو رئيسه المباشر أو حتى موظف اداري بسيط في جامعته، وهو الأمر الذي أفقده هيبته وقيمته العلمية في عيون طلبته ، لا سيما حين يجد نفسه في منتهى الهوان وهو يستعين بأحد طلبته لإنجاز معاملته بحكم سعة علاقات ذلك الطالب. 
لنا أن نشكر الوزارة والجامعات لأنها أدركت الخطر المحدق بالبلاد، مع التشديد  على مسؤولية الجامعات في معالجة قضايا الطلبة ومراعاة ظروفهم ، كي لا نعود للأزمة ، والا كيف نطلب عودة طالب إلى مقعده الدراسي ، ثم يواجه الاسباب نفسها التي جعلته ينفر من الجامعة إلى ساحات التظاهر أو الاكتفاء بالجلوس في البيت والإفادة من عملية التعطيل الاجباري. 
الاستاذ الجامعي قيمة عليا، والطالب الجامعي ثروة كبرى، وهو القيمة العليا المنتظرة ، لذلك نحتاج إلى دورات توعوية لكل موظفي التربية والتعليم توجب لغة الحوار الجامعي بعيدا عن الألقاب الاجتماعية من مثل (حجي) و (عمي) فالمكانة العلمية والقيمة العليا اذا فقدتا ميزتهما في مقر هيبتهما فأين 
تجدهما؟
بعد مقالنا في هذه الصفحة من جريدة الصباح الغراء في الثلاثاء الماضي، وصلتنا أخبار مفرحة عن عودة الطلبة لمقاعد الدراسة ، وهذه ثمار ثمينة، على الجامعات أن تستقبلها ولا تسهم مرة أخرى بدفعها إلى ساحات الرفض حين لا يجد الجامعي متنفسا غير التظاهر وقد يكون سببه خطأ إدارياً أو تلكؤاً أسهم بتأزم الوضع.
ما على طلبة الوسط والجنوب انهم سارعوا بالاستجابة للعودة للدراسة، أما الجهات الحاضنة فعليها مراجعة نفسها وخططها كي لا تعود طاردة للشاب الذي عاد لمقعده الدراسي وعاد أساتذته من أجله.