الشوارع
التي تضج بعِطر شبابها
تحتفظ بصورهم المؤطرة بشظايا الليل الطويل..
حين تمس وجوه العابرين نسمة من بقاياهم
تمر غيمة لزجة
تهمس بحكايا الشوق الأخير وعن مواعيد
قضم الدخان الأبيض
اطرافها ..
ففي أقصى الفجر
كف ثكلى
مرفوع صوب وجه الله
كلما حاول أن يرمم
صدع السماء
عاد محملا بدجلة ودمها..
فلا ذنب
للفجر
بأن يحمل شفقه ..
خطايا الليل ونجومه
لا ذنب
لأصابعنا المبتورة وهي تتلمس مسافات الفقد وسكين الغياب..
فلا حريق..
اعظم من حريقٍ التهم
قلب من لا تستطيع
النطق باسمه امامهم..
لا وجع..
أكبر من وجع قلبها
وهو يصرخ
(هو ذا حبيبي الشهيد)..