تعمل وزارة التخطيط بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني على تعزيز قدرات القطاع الخاص و توفير المزيد من فرص العمل للشباب، وسط ذلك يؤكد خبير اقتصادي على أهمية الدعم الحكومي لمجال ريادة الأعمال والاستثمار في البلد، عن طريق حاضنات أعمال توجّه الشباب بصورة صحيحة.
وبهذا الشأن قال الخبير الاقتصادي أحمد مكلف: "إن القطاع الخاص لا يستطيع النجاح من دون الدعم الحكومي وبذل جهود مشتركة لتحقيق الأهداف التي تتطلع لها الدولة، منها توفير فرص عمل والقضاء على نسب البطالة" .
طاقات شابّة
وأضاف مكلف في تصريح لـ"الصباح: "إنّ العراق يُعدُّ من البلدان الغنية بالطاقات الشابة التي نسبتها تفوق كبار السن، فيجب استثمار هذه الطاقات بالشكل الصحيح، وتوجيهها نحو سوق العمل لإنجاح عملية إعادة الحياة للقطاع الخاص في البلد" .
وبحث وزير التخطيط نوري صباح الدليمي مع ممثلي منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال في العراق سبل تعزيز قدرات القطاع الخاص وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب.
جهود حقيقية
بيّن الدليمي "اعتماد وزارة التخطيط في رؤيتها التنموية على الطاقات الشبابية والخبرات العراقية الواعدة
والقدرات المتخصصة في القطاع الخاص العراقي"، لافتاً إلى "الجهود التي حققتها الوزارة في تأسيس المجلس الأعلى لتطوير القطاع الخاص، الذي سيكون له تمثيل مستقل في مجلس الوزراء و لجنة الشؤون الاقتصادية، ليكون صوتهم مسموعا ويشاركون في صنع وتوجيه القرارات والسياسات الاقتصادية".
وأكد ان وزارته "ستوفر الظروف المناسبة للمبادرات الاجتماعية الهادفة لتشغيل الشباب و تطوير قدراتهم، منوّها بذلك إلى المساعي الحثيثة التي تبذلها وزارة التخطيط من الناحية الفنية في مشروع تشغيل الشباب بالتعاون مع الجهات الوطنية والجهات ذات العلاقة في المجتمع الدولي".
رؤية تنموية
من جهة أخرى، أشاد رجال الأعمال
وممثلو المنظمات برؤية وزارة التخطيط في تنمية القدرات الشبابية وتوفير الظروف المناسبة لها، لا سيّما في ظل المطالبات الشبابية التي يشهدها العراق، مؤكدين أهمية الإجراءات التي اعتمدتها وزارة التخطيط في زيادة فرص العمل في القطاعين العام و الخاص".
من جانبه، حثّ مكلف الجهات المختصة على وضع خطط تنموية تتضمن دمج الشباب بسوق العمل، وضرورة توجيههم لإيجاد فرص عمل في القطاع الخاص، وهذا يتحقق بالتعاون مع الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع
المدني.
وأشار الى أن هذه "العملية تتحقق بالاستثمار الصحيح في الطاقات الشابة من مخرجات الجامعات
والمعاهد والمدارس المهنية، وتدريبها لتكون عمالة ماهرة منتجة في سوق العمل، كما أن بإمكان بعض هذه الطاقات الشابة التوجه نحو ريادة الأعمال، وافتتاح مشاريعهم الخاصة" .
حاضنات الأعمال
وأكد "ضرورة توفير حاضنات الأعمال ضمن منظمات المجتمع المدني التي تجذب الشباب الراغبين بصنع أعمالهم و مشاريعهم الخاصة، وتوجيههم بالشكل الصحيح نحو الخُطى الحقيقية للمشاريع الصغيرة، والمتناهية الصغر، حيث يتطلب نجاح هذا التوجه جملة من المعطيات في مقدمتها، الدعم المالي، وهو أمر غير معقد وممكن أن ينفذه جهازنا المصرفي، فضلا عن الرقابة التقويمية من قبل الجهات المعنية، لتكون داعما حقيقيا لهذه ا
لمشاريع". ودعا مكلف الى "الإفادة من التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، حيث توجد صناعات صغيرة تقوم بها جماعات شابة في مقتبل ومتوسط العمر، داعمة لصناعات ستراتيجة كبرى، في كبريات الاقتصادات العالمية وتعد مغذيا لها".