منتجنا الوطني

اقتصادية 2020/01/18
...

ياسر المتولي
 
قصة قصيرة لا بل ومضة إيجابيَّة عشتها في معرض بغداد الدولي وبطلها سفير اليابان في العراق، حدث ذلك بين عامي 2016 - 2017 بينما كنت أغطي وقائع أعمال معرض بغداد الدولي لصحيفة "الصباح" ضمن فريق عمل كان يمثل القسم الاقتصادي وصادف ذلك اليوم ضمن فعاليات وبرنامج المعرض تخصيص يوم وطني لكل دولة 
مشاركة.
والومضة حصلت في اليوم المخصص لدولة اليابان - إحدى أهم كبريات دول - العالم وتتلخص الفعالية برفع علم الدولة ومن ثم حفل استقبال يتقدم فية سفير اليابان، لاستقبال الضيوف من المسؤولين وزائري جناح اليابان.
وقد تجولنا في أروقة جناح اليابان، وقد صادف أنْ اقتربنا من سعادة السفير ووفقاً للاتيكيت المعروف لا بدَّ من مصافحة سعادة السفير للتهنئة، قدم لنا السفير ضمن نظام الضيافة عصيراً طبيعياً، كُتب عليه "صنع في اليابان"، دفعني فضولي الصحفي  كي أسأل السفير عن هذا النوع وتاريخ صناعته فتحدث كثيراً وهو يتغنى بهذا المنتج فقال: "مضى أكثر من نصف قرن وجرت العادة على تقديمه للضيوف المميزين هناك في اليابان".
ما أنْ انتهت مراسم الاحتفال خرجتُ أدمدمُ مع نفسي "معقولة دولة بعظمة اليابان يفتخر سفيرها بعصير بهذه 
الصورة".
أيقنت لحظتها أنَّ الاهتمام بالصناعة الوطنيَّة مهما تكن صغيرة في محتواها لكنها كبيرة 
بمعانيها.
نعم أغلب دول العالم تتغنى بإنتاجها الوطني والى فترة ليست ببعيدة كنا هنا نتمسك بـ"صنع في العراق"، ولكن سرعان ما غاب المنتوج الوطني فغادرتنا الماركة العراقيَّة وشواهدها 
كثيرة.
اليوم وقد عادت نغمة "منتج من بلادي" الى الواجهة وهي فعلاً نغمة تثلج الصدر، فما علينا إلا أنْ نستثمر هذا الشعار لعودة إنتاجنا، توجهٌ جادٌّ من قبل المواطن المستهلك لاحتواء وإحياء المنتج الوطني، وهي فرصة للقطاع الصناعي والزراعي  الخاص والعام لاستثمارها.
ومطلوب من الدولة العمل على دعم هذا التوجه عبر تفعيل القوانين الداعمة من أجل الإسهام بحل مشكلة البطالة من جانب وتنويع مصادر الدخل من جانب آخر.
بينما تقع على عاتق الأجهزة الإعلاميَّة والصحفيَّة مسؤوليَّة تكريس ثقافة اقتناء المنتوج الوطني، إذ لا بد من أنْ نتغنى بمنتوجنا الوطني مع تعالي الأصوات بالدعوات لمقاطعة المنتوجات المستوردة من مختلف دول العالم وخصوصاً تلك التي تنتج في البلاد، وها هي الحملة بدأت وبانتظار نتائجها 
الطيبة.