إلّا البنى التحتية

آراء 2020/01/19
...

حمزة مصطفى
 
فاجأنا المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح، بقوله إنّ العراق فاتحَ ثلاث دول هي: الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية، لعقد اتفاق مشابه لاتفاقه مع الصين. "شوية شوية دكتور على كيفك ويانا احنه هم اخوتك" هل انتهينا من إقناع المحللين والخبراء والمتخابرين فضلا عن السياسيين والمتسيسيين بجدوى وأهمية وضرورة وشفافية وشرعية وإيجابية الإتفاق مع الصين حتى نفاتح ثلاث دول "وينها وينها"؟ أليس الاخوة المعترضون أو المتعارضون أو الموافقون والمتوافقون- لكن كل على طريقته- قالوا في ما وقعناه مع الصين سواء كان مذكرة تفاهم أم اتفاقية أم اتفاق ما لم يقله مالك في الخمرة. ألم يرفع من يرفع خطيئة ما عملته الحكومة مع الصين عبر رهن  النفط العراقي عشرات السنين الى الأمام الى مستوى الكبائر التي تؤدي كل واحدة منها الى النار؟
ثم كيف نفاتح أميركا، وبلغة حسني مبارك الله يذكره بالخير "دي أميركا يابه"، باتفاق مشابه مع الصين وهي التي يقول من يقول إنها فتحت باب جهنم والمجهول علينا منذ الأول من تشرين الأول الماضي حتى اليوم؟ كيف نفاتح أميركا و"فوكاها" ترحب حسب تصريح دكتور مظهر بينما هناك من يقول إنها هي التي حرضت الجماهير للخروج بتظاهرات ضد حكومة عادل عبد المهدي والعمل على إسقاطها لأنها سحبت كل البسط من تحت أقدام أميركا وشركاتها لكي تحل الصين محلها "حتة وحدة" بينما يقول الخبراء المعنيون إن الشركات الأميركية، بل أيّة شركات عالمية أخرى سوف تكون حاضرة بالإتفاق الصيني ـ العراقي؟
من يفك لنا هذا الاشتباك بشأن اتفاقية اقتصادية مع الصين، لشركات أميركا وغيرها حصة فيها لأغراض التنفيذ، تحولت الى لغز سياسي يجري تسويقه عبر منابر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أن العراق "ضرب أميركا بوري" التي دفعت نحو 7 ترليون دولار منذ احتلالها العراق فضلا عن خسائرها البشرية التي تزيد عن 6000 قتيل وأكثر من 25 الف جريح حسب إحصائياتها الرسمية هي وليس أحدا غيرها؟ ليس هذا فقط، لماذا فاتحنا أميركا واليابان وكوريا الجنوبية الآن وليس قبل اتفاقنا مع الصين أو أثنائه؟ بل الأهم من ذلك: لماذا لم نعمل مثل هذه الإتفاقية التي سوف تحل  لنا إشكالية البنى التحتية في البلاد قبل عام أو اثنين أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة أو عشرة أو أحد عشر عاما أو ثلاثة عشر أو أربعة عشر عند بدء سريان النفط بعد سقوط النظام  في شريان الميزانية السنوية؟ ألم تكن بنانا التحتية "جرك" منذ زمن طويل؟ لماذا اتبعنا في كل تلك السنوات سياسة "التركيع والتلزيك" قبل أن نفكر بحل جذري لهذه البنى مع الصين بحيث يصبح العراق في غضون سنوات "كمرة وربيع" بل يمكن أن تظهر في غضون سنة واحدة من بدء سريان هذا الاتفاق أولى بوادر المشاريع العملاقة؟ أين كنتم يا اخوان؟ ربما هناك من يجيب من الاخوان الا البنى التحتية؟ بالجلفي الفصيح "يعني شنو"؟ يجيب أحد الإخوان مبتسما حين يصل الأمر للبنى التحتية نكون قد دسنا على الجني والشيطان وإبليس دفعة واحدة. المطلوب أن تبقى بنانا فوقية ودون ذلك خرط القتاد.