من المسلم به ان افضل الخطط والستراتيجيات لا تحقق اهدافها، الا اذا توفرت لها قيادات قادرة على التخطيط والتنفيذ وحشد الامكانيات المتوفرة، وان فشل او نجاح المؤسسات المختلفة يعود بالاساس الاول الى (كفاءة الادارة ) وان الفرق في التقدم التقني بين الولايات المتحدة واوربا وكذلك الفرق في التقدم بين الدول المتطورة الاخرى والعالم النامي يعود بالدرجة الاساس الى التطور الاداري وحسن الكفاءة والخبرة والحنكة فيها، ومن هذا البعد الذي بدأنا فيه يمكن القول منطقيا إن الهوة بين العالم المتقدم والمتطور والعالم المتخلف برغم ما يملكه من مصادر الثروات الهائلة والغزيرة والطاقات الكفوءة ليست هوة تكنولوجية بالدرجة الاولى، بل هي هوة ( ادارية)، كما ان تخلف العالم الثالث لا يعود سببه لقلة الكفاءات وامتلاك القدرات العقلية
المتميزة حسب ...
انما لسوء استغلالها ولتخلف التنظيم فيها جراء ضعف الادارة وفقدان قدرتها على الاداء المطلوب .
وقد اظهر العديد من البحوث والدراسات ان تخلف المؤسسات لم يكن بسبب النقص في رأس المال او الموارد الاولية او في العدد والآلات او في الايدي العاملة، بل يرجع التخلف في النقطة الاولى الى تخلف ( الادارة
والاداريين ) كما ونوعا .. لان الاداري الكفء قادر على تعويض كل العناصر السابقة ومن دون وجود اداري جيد ومؤهل وقدير .
ويبقى التخلف سارب العقول في الجسد الحكومي
بل يزداد سوءا .
ويؤكد ( بارلز ) وجهة النظر هذه قائلا : ان اكبر ضياع في الصناعة اليوم ربما كان الفاقد في ( المصادر البشرية ) وهذا الفاقد لا ينتج عن ان الموظفين لا يرغبون في العمل او انهم غير قادرين عليه وانما عن ان المديرين ليسوا على مستوى المسؤولية بحيث يستطيعون (استثمار ) هؤلاء الموظفين لاعطاء
افضل ما لديهم.
ان وجود قيادات ادارية ذات خبرات وتخصص وكفاءة في المجالات العامة تعمل فيه اصبح ضرورة ملحة لأن الكفاءة والتخصص صنوان لا يتباعدان وهما ان توفرا في المجالات الادارية يمكنانه من تحقيق الكثير من الانجازات
المطلوبة والمخطط لها .
واننا نسمع ان العديد من المسؤولين يتحدث عن الصناعة وتفعيلها بين حين واخر .. الا اننا ومن خلال المتابعة وجدنا ان هؤلاء يجترون اقوالهم بلا معنى سوى استهلاك عبر فضائيات او لقاءات على مستوى الصحافة والاعلام، واذ لم نجد ملموسا منذ الاحتلال العام 2003 اي تطور او تقدم على ما يصرحون به كل حين واخر به من
فراغ سياسي .