أحيتْ جمهورية أذربيجان الأسبوع الماضي، ذكرى مجزرة «السبت الأسود» التي تصادف العشرين من كانون الثاني كل عام، والتي راح ضحيتها أكثر من 137 شخصا وإصابة واعتقال المئات منهم، في واقعة تعد نقطة تحول في تاريخ تلك البلاد التي نالت استقلالها بعد كفاح طويل ضد الاتحاد السوفيتي.
في عام 1990 هبت رياح التغيير على شرق أوروبا ووسط آسيا، وبدأت تتفكك منظومة القبضة الحديدية السوفيتية عن رقاب شعوب وسط آسيا، ومع حلول الساعة التاسعة ليلا من ليلة 20 كانون الثاني،إذ دخلت القوات السوفيتية الى باكو عاصمة أذربيجان وقامت بهجوم دموي وحشي ضد الثوار من حركة «التحرير الوطني» العزل المطالبين بالحرية والاستقلال عن الاتحاد السوفيتي في ساحة الحرية، وشمل القتل الوحشي جميع المارة من المدنيين العزل سحقتهم الدبابات السوفيتية المنهارة بفضل سياسة الكبت والاستبداد التي اتبعها زعماء الكرملين ضد السكان الذين شملهم الحكم الشيوعي منذ عام 1917.على الرغم من مرور سنين طويلة على تلك المجزرة، إلا أن شعب أذربيجان يستذكر تلك المأساة بـ «يوم حداد شعبي» عام أعلن من قبل الرئيس الراحل حيدر علييف في عام 1990، كما استطاع ذلك الزعيم القومي أن يكشف للعالم تلك المجزرة التي قام بها الجيش السوفيتي ضد المدنيين العزل من أبناء أذربيجان من خلال مؤتمر صحفي عقد في العاصمة السوفيتية موسكو، رغم أنه في ذلك الوقت كان أحد كبار قادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي والمكتب السياسي الذي يحكم الاتحاد السوفيتي، مما اضطره الى العودة الى وطنه ليقف الى جانب إخوته في تلك المحنة.