بغداد/ مآب عامر
صدر حديثاً كتاب عن مركز «باليت» للطباعة والنشر بعنوان “أوراق فنية” لعبد العليم البناء ومن تقديم الدكتور عقيل مهدي
يوسف، وقسم إلى ثلاثة فصول، ومن موضوعاته “في الإصدارات، في الراحلين، في المبادرات والابداع”. وقد تضمن كل قسم العديد من المقالات والدراسات التي تعنى بالمسرح والسينما والبيليوغرافيا وكذلك السرديات والكتب والمجلات والموسيقى وغير ذلك من رواد الحركة الفنية والثقافية
بالعراق.
ويقول الدكتور عقيل مهدي يوسف في بعض من مقالته التقديمية: « يفيد هذا الكتاب، القارئ، الباحث عن موضوعات مختلفة، أو ما يستبطنه من أفكار محورية، تعزز من بحثه عن الحقيقة، والكرامة الانسانية، فالكتاب جدير بالاقتناء لسعة (الانطولوجيا)، وتضافر الأزمنة والامكنة، والذوات المبدعة، وتفاعلاتها، وبدرجات واضحة التميز، في معيارها، ومحاكاتها الموضوعية”..
ويشير البناء في بداية الفصل الأول إلى تنوع الحصيلة المعرفية حسب اختلاف الاهتمامات والثقافة، وهي مؤشر جيد في بناء الشخصية وتتحصل عادة عن طريق القراءة وحب الاطلاع ومعرفة الجديد، فقد كان الكاتب الوسيلة الاساسية لزيادة الثقافة العامة عند الاشخاص الراغبين بذلك “ ومن بين الشخصيات التي ضمها هذا الفصل الدكتور سامي عبد الحميد، الدكتور عقيل مهدي، الدكتور يوسف رشيد، الدكتور جبار جودي.
أما في الفصل الثاني، فقد توقف الباحث عند نخبة من القامات الإبداعية المتنوعة في مختلف فنون الابداع، والتي شكلت بحضورها الباذخ وعطائها المثمر، أغصانا ذهبية في شجرة الابداع الوارفة التي تفيأنا بظلالها لعقود عدة، كما يسرد، ومنهم:
( شيخ فناني المسرح العراقي أسعد عبد الرزاق ، فنان الشعب وتلوحة الوداع الأخير يوسف العاني، رمز وعميد الابداع
العراقي الدكتور سامي عبد الحميد، فنان الشعب المعطاء خليل شوقي، رائد المسرح اللامعقول طه سالم، د. شفيق المهدي، منتهى محمد رحيم، نزيهة رشيد، وغيرهم
الكثير).
وفي مقالته عن محمد جواد أموري- رحيل نشيد الحزن العراقي، يقول المؤلف :
( لقب الموسيقار الراحل بصانع النجوم واستطاع أن يمنح الأغنية العراقية خصوصيتها وشجنها وهويتها، وظل مهتماً باكتشاف الأصوات الغنائية الكبيرة، وقدم للساحة الغنائية أكثر من 33 مطرباً صار غالبيتهم نجوماً، وابرزهم، ياس خضر، انوار عبد الوهاب، فاضل عواد، حميد منصور، صباح السهل، سعد الحلي، كريم
منصور ...).
وفي غلاف الكتاب الاخير يقول الدكتور عقيل مهدي يوسف “استطاع عبد العليم البناء أن يركز سعة معلوماته الاستقصائية سواء في تحليله واستنتاجاته أم بأسلوب الصحافة الفنية الجذابة في نقل الخبر ورسم الحدث، وهو يدون مقالاته التي توثق رجالات وتيارات في ضروب من الابداع المختلفة، وتارة يأخذنا إلى دقائق الحياة اليومية، وأخرى تابعة، في وحدات كلية، وجزئية، في عصر الميديا، والعولمة، وصراعاتها المتواترة والغرائبية، ما بين طرفى التوثيق المنطقي العقلاني لجغرافية الواقع، وفعل التخيل والتخييل الابداعي الحر، لذلك اجتمعت في اوراق هذا الكتاب (موتيفات) مواضيع فروض ومناهج تتفاوت في علاقاتها الترابطية تبعا، لخصوصية الذين تناولهم المباحث المتنوعة وخصوصية بعض التجارب الفردية وما تركوه من أثر في البيئة المحيطة ومواكبة المتغيرات واعادة بناء مواقفهم ازاء قيم الحق والخير والجمال.
جاء الكتاب في (295) صفحة من القطع الكبير.