الكتاب : الفكر العربي بعد العصر الليبرالي
المؤلفان : دجنس هانس وماكس وايس
المترجم : فؤاد عبد المطلب
الناشر : مؤسسة مؤمنون بلا حدود
كتاب (الفكر العربي بعد العصر الليبرالي.. نحو تاريخ فكري للنهضة) الذي قام بتحريره كل من دجنس هانسن من جامعة تورنتو، وماكس وايس من جامعة برينستن أول مرة، ضمن منشورات جامعة كامبردج في بداية العام 2017 ويمكن القول بداية إن هذا الكتاب يثير أسئلة جوهرية مثل: ما العلاقة بين الفكر والممارسة في مجالات اللغة والأدب والثقافة والسياسة؟ وهل الفكر هو المقياس الوحيد الذي يقاس به عادة التاريخ الفكري؟ وكيف أثر المثقفون العرب وأحدثوا تغيرات في التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين؟ ويقدم هذا الكتاب نظرة شاملة تقويمية وإحياء للتاريخ الفكري العربي الحديث. ويستند هذا العمل إلى كتاب ألبرت حوراني المعروف (الفكر العربي في العصر الليبرالي: 1798 - 1939) الصادر عن جامعة كامبردج عام 1962، بوصفه منطلقاً أساسياً في مناقشاته. ويحاول إعادة تقويم الإنتاج الثقافي والفكر السياسي العربيين في ضوء البحث العلمي الحالي، ويوسع من دائرة نقاشه لتصل إلى فترة حملة نابليون على مصر وما بعدها، وصولاً إلى أيام اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وتقدم الفصول تباعاً نظرات تاريخية موسعة لتشمل عملية بناء (العالم الإسلامي) الحديث، وبروز فكرة حكم القانون والحركة الدستورية في الإمبراطورية العثمانية، فضلاً عن الحالات الدراسية المنفردة بمفكرين عرب كل على حدة، والتي توضح التحولات التي خضع لها الفكر العربي الحديث. الكتاب يقدم مجموعة من الشخصيات التي اثرت في الفكر العربي امثال طه حسين وعبدالرحمن الكواكبي وسلامة موسي وفرح انطون ومحمد عبده وقاسم امين وكثير غيرهم.
تم بناء الكتاب على النصوص التي كتبوها والتي تعبر بشكل كبير عن الليبرالية ومعناها واهم مبادئها. إذ تمت دراسة النصوص الليبرالية وعرض بدايات الفكر الليبرالي في العالم العربي التي تمثلت في رفاعة رافع الطهطاوي وما قدمه لعصر النهضة بعد عودته من بعثته في فرنسا التي أسهمت بشكل كبير جدا في تكوين الفكر النهضوي لديه. وتصنيف النصوص على وفق المبادئ الليبرالية المتعارف عليها وهي (الحرية ، ودولة القانون ،واقتصاد السوق، والعلمانية
،والديمقراطية).
الكتاب دراسة استقصائية تامة لتيار الفكر السياسي والاجتماعي الحديث الليبرالي في الشرق الأوسط وتأثير أوروبا المتصاعد، بدءا من القرن التاسع عشر، وأسباب هذا التقدم الأوروبي وأسباب تأخر المجتمعات الإسلامية، فبحثوا في الهوية العربية والإسلامية، وفي الديمقراطية ومدى نجاحها في هذه
المجتمعات.
قام بتحرير الكتاب كل من دجنس هانسن، الذي يعمل أستاذاً مشاركاً للحضارة العربية وتاريخ الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط في جامعة تورنتو بكندا، وماكس وايس الذي يعمل أستاذاً مشاركاً للتاريخ وللدراسات الشرق أوسطية في جامعة برينستن
بأميركا.