المركبات الترفيهية.. مؤشرٌ اقتصاديٌّ في انتخابات أميركا

من القضاء 2020/01/31
...

لاغرانج/ أ ف ب
 
تبدو المركبات الترفيهية التي
 ينتجها مصنع "ريفرسايد" في ولاية إنديانا الأميركية أقرب الى البيوت منها إلى السيارات مع الأسقف الخشبية والألياف الزجاجية العازلة ولونها الأبيض اللامع.
أيقونات الطرق الأميركية
تعدُّ المركبات الترفيهية منذ عقود أيقونات الطرق الأميركية... فهي منازل متنقلة ومزودة بأسرة وحمامات ومطابخ وحجرات مخصصة لمشاهدة التلفزيون توفر للأسر حرية التجول في الولايات المتحدة الشاسعة.
في سنة الانتخابات، تروي هذه المركبات التي تعرف اختصاراً بـ"آر في" قصة إضافية. فالمحللون يعتبرون هذه المركبات مؤشراً اقتصادياً. فإذا أنفق الاميركيون واشتروا مركبات ترفيهية فهذا يعني أنَّ الوضع الاقتصادي جيد.
ومع افتتاح موسم الانتخابات، سافر فريق من وكالة فرانس برس من واشنطن إلى ولاية أيوا التي تنظم عملية الترشح الرئاسي الأولى في الثالث من شباط، آملين بتحسس النبض الاقتصادي والسياسي للبلاد.
في المنطقة الشمالية الشرقية من ولاية إنديانا المتمركزة حول إلخارت، يبدو أنَّ الحكم الصادر عن صناعة المركبات الترفيهية هو أنَّ الاقتصاد، وهو عامل رئيس في إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب، يبدو قوياً رغم تراجعه قليلاً في الآونة الأخيرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "غراند ديزاين" لصناعة المركبات الترفيهية الفاخرة التي أنشئت في العام 2012 دون كلارك "يعتقد كثيرٌ من الأشخاص أنَّ المركبات الترفيهية مؤشر اقتصادي وهو كذلك من نواح عدة لأنَّ هذه المركبات هي منتج ثانوي وليس أساسياً".
وأوضح كلارك أن الرسوم التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم والمواد الأخرى الضرورية لعمليات التصنيع "كان لها تأثير" وشكّلت "عائقا"، لكن الصناعة رغم ذلك سجّلت نموا هائلا.
 
دورة اقتصادية
في متحف "آر في هال أوف فايم" المخصص للمركبات الترفيهية، يعرض نموذج "فورد-تي" يعود إلى العام 1913 ويتميز باحتوائه على طاولة طعام قابلة للطي وهو يعتبر أول مركبة "آر في"، وقال الخبير في هذه الصناعة شيرمان غولدنبرغ إنه يتوقع أن هناك تراجعاً 6 % في الطلبات في العام 2019 مقارنة بالعام السابق.
وأوضح غولدنبرغ ناشر مجلة "آر في بيزنس" المتخصصة أن الصناعة شهدت قفزة منذ الركود الاقتصادي الكبير في أواخر العقد الأول من القرن العشرين، و"بعد فترة نمو استمرت ثماني سنوات، فقد هدأت كما تفعل كل الصناعات".
وأضاف "إنها ليست نتائج سيّئة، لكننا لا نسجل أرقاما قياسية". ولفت إلى أن الشباب الذين يملكون شغفا في التخييم، أعادوا إحياء قطاع يهمين عليه الكبار في السن.
وقال إريك سيمز الخبير الاقتصادي في جامعة نوتردام في ساوث بند القريبة، إن الإفراط في الإنتاج في الماضي كان مشكلة لكن الصناعة قد تكون ضخّمتها.
وأضاف "هناك بعض من ذلك الامر، لكنني أعتقد أن هناك أيضا تباطؤاً عاماً في الطلب على هذه الأنواع من المركبات".
وأوضح "يمكنني أن أقول إن صناعة المركبات الترفيهية ما زالت بخير، لكن مقارنة بالأعوام القليلة الماضية، هناك بعض الركود".
 
جماعة الأميش
غالبا ما يبدأ الإنتاج في مصانع المركبات الترفيهية قبل الفجر ليتناسب مع الجدول الزمني لزراعة جماعة الأميش الذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة في هذه الصناعة رغم أنهم لا يستطيعون قيادة المركبات الآلية، ومعظمهم يغادرون على دراجات هوائية.
وقال ميرفن ليهمان المدير العام لمصنع "ريفرسايد" حيث يشكل الأميش 80 % من القوى العاملة فيه إن هؤلاء العمال أدخلوا البهجة إلى المعمل.
وأضاف "تأتي هذه الجماعة إلى العمل كل يوم ويقدم أفرادها عملا جيدا وهم ساهموا في إحضار هذه الثقافة إلى المصنع. ومن الناحية الأخرى، إنها وظيفة جيدة جدا ومربحة. فلا يمكن للأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية كسب المال الذي يمكن أن يحصل عليه هذا المجتمع في مكان آخر"، في إشارة إلى عادات الأميش المتمثلة في إنهاء المدرسة في صف الثامن ابتدائي، أي في بدايات سن المراهقة.
وبينما يحظر على الأميش شراء المركبات الترفيهية، يمنع آخرون من الحصول عليها بسبب كلفتها.
وقال أحد زوار المتحف كيث هيس من ويسكونسن الذي يخطط لشراء مركبة ترفيهية بعد خمس سنوات "نود أن نأخذ شهرا أو شهرين للسفر على طول الساحل الغربي إلى ألاسكا، ونكون قادرين على الاكتفاء الذاتي خلال الرحلة والتوقف لتناول وجبة أو استخدام الحمام".
وأضاف "نحن محظوظون جدا في أميركا الشمالية إذ يمكننا القيادة في العديد من الأماكن. يمكنك رؤية الكثير من المواقع الجميلة".