حصاد المياه والزراعة

اقتصادية 2020/02/01
...

ياسر المتولي 
 
مع بداية موسم الأمطار، ولو أنها جاءت متأخرة هذا العام، إلا أنَّ الحاجة تقتضي أنْ نعيد الى الأذهان خطر الفيضان الذي هدد العاصمة بغداد واجتاح بعضاً من محافظاتنا.
كان موسماً فاض بالخير سواءً بحجم الأمطار أو بنتائج الموسم الزراعي للعام الماضي، إذ اقترب إنتاج العراق من الحبوب الستراتيجيَّة من نقطة الاكتفاء الذاتي.
وكنا في مقالات العام الماضي قد أشرنا الى أهميَّة الإفادة القصوى من الكميات الكبيرة التي حصل عليها العراق ودعونا الى ضرورة خزن هذه المياه الى مواسم الحاجة 
إليها.
الى الآن لم يصدر أي تصريح من وزارتي الزراعة والموارد المائيَّة عن التحضيرات للموسم الحالي وما هي التوقعات
 المحتملة.
ثم لم نلمس أي تحوطات لمواجهة الفيضانات المحتملة وأقصد أنَّ وزارة الري لم تصرح للأجهزة الإعلامية بهذا الصدد.
ثم لم نقرأ عن أي خطة زراعيَّة للعام الحالي وما هي إجراءات وزارة الزراعة.
قد تكون الأحداث التي تشهدها البلاد والحراك الشعبي المستمر قد غطت على أي نشاط إعلامي للوزارتين، إلا أننا نتطلع الى تكثيف الجهود لإيلاء القطاع الزراعي الاهتمام الأكبر في ظل هذه الأوضاع.
والسبب قطعاً هو قدرة القطاع الزراعي على استيعاب نسب كبيرة من البطالة نظراً لتنوع الأنشطة الزراعيَّة والإروائيَّة التي ترافق العمليَّة الزراعيَّة في الموسمين.
ومع فورة الدعوات لاعتماد المنتج الوطني والرغبة في مقاطعة المنتجات المستوردة من أغلب الدول خصوصاً للمنتج الذي يمكن توفره محلياً فإنها فرصة كبيرة لاستثمار عودة الثقة بالإنتاج الوطني.
ولذلك يتعين على وزارتي الزراعة والموارد المائيَّة توحيد جهوديهما من أجل الاستجابة لرغبة المواطن في منتجات بلده.
وبذلك تتصدر الوزارتان مشهد دعم المنتج الوطني والذي سيكون نقطة الانطلاق للقطاعات الأخرى، خصوصاً الصناعات الغذائيَّة المختلفة.
مضى أكثر من 16 سنة على مرحلة التغيير ولم نرَ حملات لتطهير الجداول والأنهر والمبازل، وبذلك نحقق هدفين اقتصاديين، أولهما إعادة الحياة للأراضي الزراعية المتغدقة وغسل التربة لإعادة نشاطها وتصريف مياه المبازل وتطهير الأنهر والجداول من الشنبلان والأدغال، وثانياً تشغيل أيادٍ عاملة كثيرة في معظم المحافظات وبأجور يوميَّة طيلة موسمين زراعيين وبما يكفل تقليص نسب البطالة.
وبالنسبة للزراعة عليها إعادة الاهتمام بالشقين النباتي والحيواني والعمل على إعادة تأهيل حقول الدواجن ومحطات الأبقار. وهناك تجارب قائمة وناجحة المطلوب اعتمادها وتفعيل العمليَّة الإنتاجيَّة في حقل الثروة الحيوانيَّة.. هكذا ندعم الإنتاج الوطني إذا توفرت الجديَّة والإرادة.