وصفَ الرئيس الإيراني حسن روحاني «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنّها أكبر مأساة في التاريخ، واصفاً إياها بالمشؤومة بالنسبة لجميع المسلمين وأحرار العالم، مؤكداً أنه «لا سبيل أمام المسلمين لمواجهة الأاعداء سوى المقاومة»، في وقت يحل الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ضيفاً على طهران في زيارة هي الأولى منذ توليه المنصب.
وخلال زيارته مرقد المرشد الأعلى الراحل آية الله الخميني بمناسبة الذكرى الـ 41 لانتصار الثورة الإسلامية أمس الاحد، ألقى روحاني كلمة تحدث فيها عن الثورة الاسلامية وانتصارها وتأسيس الجمهورية الإسلامية.
وأكد روحاني «الاهمية الفائقة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المرتقبة»، مشيرا في الوقت نفسه الى أن «الحظر الشامل المفروض منذ عامين، وبأقسى ما يمكن، ستتخطاه إيران كما تخطته خلال الاربعين عاماً الماضية، وهذا سيتم بمقاومة الشعب».
وأضاف أن «الشعب الايراني اثبت خلال مراسم التشييع المليوني للشهيد الفريق قاسم سليماني أن طريق العزة والقوة والثبات هو مقاومة الأعداء والوقوف ضد مؤامراتهم».
ممثل اوروبي
من جانب آخر أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل سيزور إيران اليوم الاثنين حيث سيجري محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وقال موسوي في بيان: “لأول مرة بعد توليه منصبه، سيزور السيد جوزيب بوريل إيران وسيلتقي وزير الخارجية وكبار المسؤولين الآخرين في بلدنا”.
وأفاد بيان صادر عن المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، عبر موقعها الإلكتروني، بأن «بوريل سيلتقي خلال الزيارة الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، وستكون هذه الاجتماعات فرصة لمناقشة التطورات الإقليمية الأخيرة، بعد أن حصل بوريل على تفويض قوي من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمباشرة حوار دبلوماسي مع الحلفاء الإقليميين، وتخفيف التوترات والبحث عن حلول سياسية للأزمات الحالية». وأضافت المفوضية، «تمثل الزيارة أيضا فرصة للتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي القوي بالحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة (الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني) ومناقشة العلاقات الثنائية والتعاون بين الاتحاد الأوروبي وإيران».
وكان بوريل قد أكد عقب مباحثات أجراها مع الوزير ظريف منتصف الشهر الماضي على هامش مؤتمر «حوار رايسينا 2020» بالعاصمة الهندية، موقف الاتحاد الأوروبي من «ضرورة بقاء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي».
وأضاف بوريل، “لقد بات الآن الاتفاق النووي الإيراني أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ضوء التصعيد الخطير في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، كما وافق الطرفان على البقاء على اتصال وثيق ومواصلة مشاركتهما في الأسابيع المقبلة».
وأعلنت إيران في الخامس من كانون الثاني الجاري خطوة خامسة وأخيرة من خطوات تخفيض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي الموقع في 2015، موضحة أنها رفعت كل القيود على عملياتها النووية، بما في ذلك ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وذلك بعد يومين من اغتيال قاسم سليماني، القائد الأبرز بالحرس الثوري الإيراني، بغارة أميركية ببغداد. وأكدت طهران أنها لم تعد ملزمة بأي اتفاقيات أو قيود بشأن عملياتها النووية، بما في ذلك قدرة التخصيب، ونسبة التخصيب، وكمية المواد المخصبة، والبحث والتطوير، كما لم تعد ملزمة بتحديد عدد أجهزة الطرد المركزي المشغلة في المفاعلات النووية في البلاد.
موقف دولي
في السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء «مهر» عن مصدر وصفته بالمسؤول قوله: إن الدول الأوروبية حظرت في أجوائها تحليق الطائرات التي اشترتها طهران بموجب الاتفاق النووي.
وأضاف المصدر، “طائراتنا الجديدة معتمدة من قبل وكالة سلامة الطيران الأوروبية، ووفقا لقوانين القارة الأوروبية، يجب مراجعة هذه الموافقة كل ثلاث سنوات لتحديث نظام الملاحة”.
وتابع: “لقد حظرت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران الرحلات الجوية للطائرات من طراز إيرباص إيه 330، من إيران إلى أوروبا».
وشدد المصدر على أن “الدول الأوروبية تتذرع بعدم مطابقة هذه الطائرات لشروط الملاحة (navigation)، لكي لا تسمح لها بالقيام برحلات جوية إلى دول الاتحاد الأوروبي”.
وأشار المصدر إلى أنه “بسبب العقوبات المفروضة على البلاد، لم تتم ترقية وتحديث النظام البرمجي للطائرات التي تم شراؤها بموجب الاتفاق النووي، ولا يسمح لها بتنفيذ رحلات إلى الخارج وقد يتم حظرها حتى في المطارات في الدول المجاورة بسبب عدم وجود شهادات سلامة الطيران».
وقال المصدر: إن “هذه الطائرات الكبيرة لن تكون مجدية اقتصاديا في حال تنفيذها رحلات جوية قصيرة، كونها ستعمل فقط في المطارات المحلية”، نظرا لهذا الحظر.
وفي مطلع كانون الثاني عام 2017، تسلمت طهران ثلاث طائرات من شركة إيرباص من أصل مئة طائرة بموجب الاتفاق النووي، لكن إيرباص توقفت بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في أيار 2018 عن تسليم باقي الطائرات التزاما بالعقوبات على إيران.