تعد الصين المستورد الرئيس للنفط، لكنها خفضت مؤخرا من الطلب على الذهب الاسود بنسبة 20 % ولم يكن فيروس كورونا سوى عامل ثانوي لهذا التراجع – كما صرح هوانغ شياو يونغ / مدير المركز الصيني لأمن الطاقة الدولي في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية لموقع سبوتنك، اذ لم تكن الاصابة بوباء فيروس كورونا سببا رئيسا لتراجع الطلب الصيني على النفط على الرغم من التأثير الواضح للمرض على مجمل الاقتصاد العالمي ..

وتنشغل الصين حاليا باصلاح هيكلة صناعتها عن طريق زيادة استهلاكها للغاز مما يؤثر ايضا على الطلب على النفط – كما اشار هوانغ - ، وكانت الصين التي تفوقت على الولايات المتحدة في عام 2016 من حيث استهلاك النفط قد خفضت الطلب عليه مؤخرا بنسبة 20 % اي مايعادل ثلاثة ملايين برميل يوميا، ووفقا لتقنية المصافي الصينية، انخفض الانتاج الى 15 % في الايام الاخيرة، وسرعان ما انسحب ذلك على الاسواق العالمية .

وذكرت تقارير وسائل الاعلام ان الدول المصدرة للنفط في منظمة اوبك والمؤلفة من 14 دولة، فضلا عن 10 دول منتجة أخرى، بما في ذلك روسيا والمكسيك وكازاخستان كانت قد عقدت اجتماعا غير عادي لخفض الانتاج.. ويتوقع هوانغ أن استهلاك النفط سيعود الى طبيعته في النصف الثاني من عام 2020، ومع ذلك لايستبعد الخبير النفطي امكانية حدوث انخفاض في المستقبل بسبب اعادة هيكلة الاقتصاد الصيني بقوله :" اتوقع أن يستقر الوضع عندما تتغلّب الصين على وباء فيروس كورونا في النصف الثاني من العام الحالي، لكن هذا لايعني عدم وجود بعض التغييرات الممكنة ..

ووفقا لوكالة بلومبيرغ الدولية، لايزال الاقتصاد الصيني يمتلك امكانيات كبيرة، لكن وباء فيروس كورونا سيؤدي الى ابطاء معدلات نموه في الربع الاول من العام الحالي، ولكن يمكننا بعد ذلك توقع نمو سنوي يبلغ 5،7 % ..

وفي هذا السياق، تعمل الحكومة الصينية من أجل الانتقال الى مصادر الطاقة 

النظيفة.. ففي عام 2018، زاد الطلب الصيني على الغاز المستورد بمقدار الثلث – حسب وزارة الجمارك الصينية الرئيسة – اذ اشترت الصين 124,75 مليار متر مكعب من الغاز في عام 2018، ففي كانون الاول، قامت روسيا والصين بتكليف خط انابيب الغاز التابع لسيبيريا، وفي عام 2019، اعلنت بكين انها ستستثمر 2,5 تريليون يوان اي مايعادل (323,5) مليار يورو في مجال الطاقة المتجددة لاسيما في بناء مزارع الرياح ومحطات الطاقة الكهرومائية والطاقة النووية والطاقة 

الشمسية ..

 

 عن موقع سبوتنك فرانس الاقتصادي