أكد المختص بالشأن الاقتصادي باسم انطوان ضرورة أنْ يعمل العراق على تنويع مصادر الدخل وتشغيل القطاعات الاقتصاديَّة كافة منها الصناعة، الزراعة والسياحة التي تعدُّ مورداً مهماً للبلد إذا ما وظف المقومات السياحيَّة في شتى المجالات كالدينيَّة والأثريَّة والتراثيَّة والعلاجيَّة.
مزايا السياحة
يلفت انطوان في حديثه لـ»الصباح» الى أنَّ «من مزايا السياحة أنها تشغل الكثير من العمالة المحليَّة، ما يقلص نسبة البطالة التي تتجاوز الـ20 بالمئة، ونسبة الفقر التي يبلغ معدلها 23 بالمئة و10 بالمئة فقر مدقع».
وتابع «العراق يعدُّ بلداً غنياً، لذا يجب التركيز على السياحة، إذ نمتلك في مجال السياحة الدينيَّة مواقع متفردة للأديان الثلاثة الى جانب الكنائس والجوامع والأديرة التي تلاقي الإعجاب والقبول من كل الزوار، لا سيما أنَّ المناسبات الدينيَّة تتكرر سنوياً وبشكل متواصل، ما يجعلها مورداً دائماً، لذا علينا القيام بعمليَّة تنظيم لهذا المورد الأساس».
السياحة الدينيَّة
أضاف انطوان «يزور النجف الأشرف سنويا (50) مليون زائر - حسب محافظها-، ما يبعث على الثقة لتطوير هذا القطاع وتنظيمه، وفي تركيا يزورها سنويا (40) مليون سائح ومعدل الصرف لكل سائح (1000) دولار، أي إنها تحقق (84) مليار دولار، لنجعل صرف سائحنا (200) دولار مع العلم انه يحتاج الى خدمات متواصلة وعلينا أنْ نغطي الحد الأدنى منها».
واستدرك «إننا لا نمتلك كادراً سياحياً رغم وجود معاهد تخصصيَّة وكليَّة للسياحة، لكنها ليست بالمستوى المطلوب رغم أنها تعدُّ خطوة للأمام»، مؤكداً «بدأت هيئة السياحة بملاكها الجديد بتحويل السياحة من قطاع تقليدي الى قطاع علمي والإفادة من منظمة السياحة العالميَّة، إذ إنَّ العراق نائب الرئيس فيها».
مكامن سياحيَّة
رأى انطوان «لدينا مكامن سياحيَّة متعددة، إذ يذكرعلماء الآثار في العراق أنَّ المكتشف منها حتى الآن (12) ألف موقعٍ سياحيٍ وهذه ثروة كبيرة – وبحسب الآثاري الكبير الراحل بهنام ابو الصوف لدينا (250) ألف موقع سياحي - ما يعني وجود ثروة آثاريَّة كامنة لكنها تحتاج الى ترميم وإدامة بشكل علمي ودقيق».
وشدد على «أهميَّة زيادة التخصيصات ضمن الموازنة الاتحاديَّة للوزارة لكونها قليلة ولم تذكر حتى في الخطة الخمسيَّة»، داعياً «الآثاريين وهيئة السياحة الى الإسهام بفاعليَّة في الخطة الخمسيَّة كونها تعطي الوارد المقبول».
وتابع «يفترض أنْ تكون الزقورة في أور ومعها بيت النبي إبراهيم الخليل (ع) مزاراً آخر وحجاً آخر، وكذلك شجرة آدم، وندعو رجال الدين والبابا لزيارتها، لكننا نحتاج الى بنى تحتيَّة وفنادق درجة أولى وهذه المواقع ممكن أنْ تتحول الى ثروات والى دخل دائم لكي ننهي الاعتماد على الريع النفطي وتحقيق انتعاش اقتصادي، أما في بغداد فما زلنا لم نمتلك سياحة فيها مع وجود المدرسة المستنصريَّة وسور بغداد الى جانب الجوامع والكنائس القديمة لكنها لا تمتلك البنى التحتيَّة».
الحلول
ويوضح انطوان «الحاجة الى ستراتيجيَّة سياحيَّة، إذ عقدت قبل أيام ندوة في بيت الحكمة وضعت شروطاً لتطويرالقطاع السياحي والترويج له وانه سينقل العراق نقلة كبيرة بعد وضع البرامج والتنسيق مع سفاراتنا في الخارج وملحقياتنا التجاريَّة التي يجب أنْ تلعب دوراً في تفويج الأعداد الكبيرة من السياح».
وأشار الى «الاهتمام بالثقافة والتعليم وأنْ يكون في كل محافظة معهد سياحي أو كليَّة سياحة تأخذ على عاتقها رفع المستوى الفكري والثقافي وإيجاد فرص عمل للخريجين من هذه الكليات والمعاهد والإفادة من تجارب العالم».
وقال: إنَّ «اليونسكو وضعت خدماتها أمامنا ولدينا برنامج معهم يتضمن التدريب والتعليم المهني للقطاع السياحي، كما يجب الاهتمام بالسياحة الداخليَّة لتحقيق دخل إضافي للموازنة».
ودعا انطوان الى»تشجيع الاستثمار الدولي والإفادة من تجارب الشعوب الأخرى لغرض تطوير المباني السياحيَّة والمنشآت وتأسيس بيئة جيدة للاستثمار، لا سيما بعد تطوير النظام المصرفي لخدمة السائح، وتطوير الصناعات الفولكلوريَّة والتراثيَّة التي تستهوي السائح ولكي تعود الصناعات اليدويَّة الى الريف لتقلل أيضا من البطالة».