إذا سقطت إيران فقد تبعث {داعش} من جديد

بانوراما 2020/02/07
...

توم أوكونر 
ترجمة: انيس الصفار  
على مدى أربعة عقود لم تكن الولايات المتحدة تتردد عن إعلان رغبتها في رؤية الجمهورية الثورية الشيعية في إيران تخيب وتفشل، وهو أمر لو تحقق اليوم لعدّ مكسباً كبيراً لصالح واشنطن في منطقة غدت النكسات والاخفاقات المتتالية هي السمة المميزة فيها للسياسات الأميركية مؤخراً.
أي تصعيد جدي للتظاهرات التي هزت إيران، أو أي تدخل خارجي واسع النطاق، قد لا ينتهيان الى احلال السلام في الشرق الأوسط، بل الى تقوية عضد عدو أخطر، هو تلك الجماعة المتشددة المسماة “الدولة الاسلامية”. هذا التنظيم، الذي يعرف أكثر باسم “داعش”، نهض قبل سنوات من تحت ركام الموت والخراب اللذين اجتاحا العراق وسوريا. منذ ذلك الحين يسعى هؤلاء الارهابيون المتعصبون الى استغلال الحركات التي تقاوم الحكومة الإيرانية من الداخل علاوة على كونهم يجيدون استغلال القوى الخارجية لدفع هذا البلد نحو الانهيار.
القلق ازاء أي اضطراب
 للأوضاع في إيران
يقول عباس أصلاني، وهو باحث زائر من مركز الشرق الأوسط للدراسات الستراتيجية، الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له، ورئيس تحرير موقع “إيران الصفحة الأولى” الاخباري الالكتروني المملوك للقطاع الخاص: “في الماضي حاولت جماعات عديدة مختلفة معادية للحكومة الإيرانية، مثل داعش والانفصاليين وسواهم، وسوف تبقى تحاول، اغتنام الفرصة كلما وقع اضطراب في البلد. 
بيد أن أي انهيار أو ضعف يصيب احدى دول الشرق الاوسط سوف يصب الزيت على الأوضاع المضطربة في المنطقة برمتها ويزيدها استعاراً. هذا القلق يشعر به حتى اعداء إيران، لأنهم لا يعلمون على وجه اليقين من الذي سيحل محل النظام القائم في حالة انهياره والى ماذا ستؤول الأوضاع.”
بالنسبة لإيران كانت المعركة ضد “داعش” على طول الخط معركة وجود. فمثلما بدأ البنتاغون سنة 2014 بالتنسيق والاعداد تمهيداً للزج بقواته كانت إيران تستنفر جماعات مسلحة في العراق وسوريا، ومعظمها شيعية، بهدف كسر الموجة واستعادة المكاسب الخاطفة التي أحرزها المتطرفون السنة الذين أوغلوا في ارتكاب المجازر الجماعية بحق كل من اعتبروه خارجاً على فكرهم 
المشتط. 
ومن الثابت أن الموقف الإيراني احدث انقلاباً جوهرياً في صد الموجة الطاغية التي جاء بها الإرهابيون الذين انكفأوا على اعقابهم مهزومين خلال السنوات الأخيرة. 
يقول “روجر شاناهان”، وهو زميل باحث في برنامج غرب آسيا التابع لمعهد “لاوي” ومدير سابق لمركز “دراسات الحرب البرية” التابع للجيش الاسترالي: “لقد كانت إيران عاملاً حاسماً بتوفير الدعم اللوجستي والاستشاري للقوات العراقية شبه النظامية التي نازلت داعش في العراق، خصوصاً خلال الايام الأولى 
للحملة.” 
أما بالنسبة لسوريا، كما يقول شاناهان، فإن دعمها للرئيس بشار الاسد كان يعني ايضاً المساهمة في الحملة ضد “داعش”.
 
رغم الهزيمة
منذ ذلك الحين قضي على ما كان يسمى “خلافة داعش”، ولكن “جيمس جيفري”، مبعوث الرئيس الخاص لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش”، قدّر خلال آب 2019 أن هنالك ما يناهز 15000 عنصر من الجماعة الارهابية لا يزالون متواجدين في العراق وسوريا. 
الأرقام هنا قد تكون مشوشة لأن بعض أعضاء التنظيم قد التحقوا بجماعات أخرى، كما يعتقد، أو تواروا عن الأنظار أو لاذوا بالفرار 
كلياً. 
حتى جيفري نفسه اعترف بأن الرقم يتضمن معامل خطأ قد يصل الى بضعة آلاف زيادة أو نقصاناً.
برغم خسائرها على ارض المعركة تمكنت الجماعة الارهابية من البقاء والاستمرار بواسطة خلاياها النائمة الفتاكة وعملياتها المعقدة عبر وسائل الاعلام التي لم تتوقف عن بث دعاية التنظيم. الى جانب دورها المذكور انشأت طهران منظومة فعالة ونشطة من اللاعبين المستقلين الذين يكنون العداء لاسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، وقد أثبتت هذه المنظومة التي اطلق عليها اسم “محور المقاومة” انها نصر ستراتيجي كبير رغم إنه نصر باهظ الثمن.
الحملات الإيرانية مكلفة من الناحيتين المادية والبشرية، وعندما جاءت العقوبات الأميركية الصارمة المتصاعدة ضيقت على طهران سبل الحصول على المال. 
من المعتقد أن الحكومة الإيرانية لا تزال تمتلك القدرة على تحقيق موارد كبيرة تمكنها من مواصلة عملياتها، رغم هذا تضافرت تأثيرات الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة على التجارة مع سوء الادارة الداخلية فزادت حياة المواطن الايراني العادي شقاء، لأنه لم يعد بوسعه الاعتماد على الاصلاحات الاقتصادية التي وعده بها الرئيس الإيراني حسن روحاني.
كان قرار ادارة روحاني خلال تشرين الثاني من العام الماضي برفع الدعم عن البنزين وإحالته الى منظومة الرعاية الاجتماعية رهن الاعداد منذ مدة، وكان موضع تأييد صندوق النقد الدولي أيضاً، رغم ذلك بدا وكأن هذا التحول المفاجئ قد أوقع صدمة قوية على كثير من الإيرانيين الذين اعتادوا شراء الوقود بسعر منخفض فجعل المواطنين ينتفضون بردة فعل قل نظيرها. 
بيد أن اجراءات الحكومة على الارض كانت سريعة ونجم عنها مقتل اعداد من متظاهرين. 
قدرت منظمة العفو الدولي عدد قتلى تلك الاضطرابات بأكثر من 200 إيراني، في حين قدّر ممثل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون الإيرانية “برايان هوك” عدد الاصابات بعدة مئات ربما تربو على الألف، وهذه ارقام تتخطى بكثير تقديرات اخرى وضعها مراقبو حقوق 
الانسان. 
لم تتوفر حتى الان احصائيات نهائية، ولكن الحكومة الإيرانية طعنت في دقة هذه 
الارقام.
 
الحركات الانفصالية
جاءت المعارضة الأشد للاجراءات القاسية من اقليم خوزستان غربي إيران، حيث اعلنت الجماعات العربية الانفصالية عن وقوع مصادمات عنيفة بين المواطنين ومن وصفتهم بـ”قوات الاحتلال والمليشيات”. 
وبينما كان المحتجون يعبرون عن شعورهم بالاحباط من الوضع الاقتصادي الصعب داخل هذا الاقليم ايضاً لاح لدى الدولة خطر مستقبلي جدي متمثل بالجماعات الانفصالية في المناطق الحدودية الرئيسية.
قالت “أريان طباطبائي”، الباحثة السياسية من مؤسسة راند الأميركية، خلال حديث لها مع مجلة نيوزويك، إن تلك الجماعات هي التهديد الأكبر الذي تواجهه إيران اليوم من مصدر خارج إطار الدولة. 
وأشد المناطق الحدودية تأزماً هي أقاليم سيستان- بلوشستان وخوزستان وكردستان، وينتاب المراقبين قلق من أن يؤدي أي تصعيد في انتفاضات هذه الاقاليم الى قذف إيران في دوامة صراع طائفي كالذي شهدته سوريا، وتضيف طباطبائي: “هذا جزء من السبب الذي يجعل كثير من الإيرانيين يحجمون عن الضغط باتجاه إسقاط النظام، لأن الدرس السوري لا يزال شاخصاً أمامهم بكل 
جسامته.”
كانت المليشيات الانفصالية، العربية والبلوشية والكردية، تواصل شن التمردات منذ عقود. فقد بدأ ذلك قبل ظهور “داعش” والقاعدة، وحتى قبل قيام الثورة الاسلامية مطلع العام 1979 التي اطاحت بنظام الشاه الموالي للغرب والذي تنعم زمناً طويلاً بحماية وكالة المخابرات المركزية كي يبقى على سدّة الحكم. 
ووفقت الجمهورية الاسلامية الى حد كبير في ابقاء هذه الشرائح المتململة ضمن خط الانضباط ولكن الهجمات القاتلة استمرت، مثل تفجير السيارة المفخخة خلال شباط من العام والذي دمر حافلة عسكرية وادى الى مقتل 27 عنصراً من الحرس الثوري بين مدينتي كاش وزاهدان في اقليم سيستان- 
بلوشستان.
ادعت المسؤولية عن تلك العملية جماعة تطلق على نفسها اسم “جيش العدل” التي حاولت، بالتعاون مع نظيرتها “أنصار الفرقان”، استغلال فترة الاضطراب الماضية لتقويض وضع الحكومة الإيرانية. 
وسرعان ما تحرك تنظيم “داعش”، المعروف بقدرته على مد جسوره من دولة الى أخرى لاستغلال الصراعات الداخلية مثلما فعل مع بلدان بعضها بعيد كل البعد مثل الفلبين.
تقول “دينا اسفندياري”، من مؤسسة “سينتشوري” التقدمية للبحوث في نيويورك: “تجاهر داعش بلا مواربة بأن قتال الشيعة هدف رئيس بالنسبة لها، وهذ يجعل من إيران هدفاً من الدرجة الأولى، ومن المحتمل ان يعمد التنظيم الى استثارة مشاعر الاستياء والتذمر في مناطق الأقليات الاثنية الأصغر حجماً. 
هذا الاسلوب سيرتد أثره مثلما ارتد إعلان الولايات المتحدة عن مساندتها لحركة الاحتجاج، إذ أعطى الحكومة الإيرانية العذر لطرح خطاب مفاده أن أيد اجنبية هي التي عملت على تهييج التظاهرات. عندئذ ستتخذ منه حجة لقمعها.”
قدرات “داعش” على العمل داخل إيران لا تزال ضئيلة جداً ولا وزن لها يعتد به، بحسب طباطبائي، بيد أنها تمضي مبينة أن “داعش” تسلط جل تركيزها على المناطق التي تؤلف الأقليتان الكردية والعربية نسبة ملحوظة من سكانها نظراً لأن هاتين الشريحتين بالتحديد قد عانتا تاريخياً من الاهمال أو حتى القمع على يد السلطة المركزية.
يقول شاناهان ان إيران كانت قلقة منذ البداية من التهديد الذي يمكن أن تمثله “داعش” واحتمالات دعم التنظيم لحركات التمرد الضئيلة الشدة بين اوساط الجماعات العربية والبلوشية. ويستطرد: “الدعم الذي تحظى به داعش داخل إيران محدود ولكنهم قد يحاولون استغلال انشغال اجهزة الأمن بالتظاهرات للقيام ببعض التحركات التكتيكية المحلية.” 
بيد أنه يستدرك موضحاً أن التظاهرات الأخيرة كان سببها امتعاض الإيرانيين من نظام الحكم برمته، ورفع الدعم عن البنزين لم يكن أكثر من عامل تحريك، أي أن المسألة لا علاقة لها بحقوق
 الأقليات.
لكن “داعش”، رغم محدودية قدرتها على التغلغل داخل إيران، تمكنت من توجيه ضربة الى عمق الجمهورية الاسلامية في حزيران 2017. 
فبعد مرور أقل من شهرين على بث التنظيم مقطع فيديو باللغة الفارسية شن متطرفون من الكرد السنة المتحالفين مع الجماعة الارهابية هجوماً مزدوجاً على البرلمان الإيراني وضريح الامام الراحل آية الله روح الله الخميني، تسبب بمقتل 18 
شخصاً.
خلال شهر أيلول تجددت احداث الفوضى مرة أخرى بمشاهد لمدنيين يحاولون الاحتماء وجنود يحملون اطفالاً ينزفون في مدينة 
الأهواز. 
حدث ذلك عندما فتح مسلحون النار على مسيرة للحرس الثوري بذكرى الحرب بين العراق وإيران (التي حاول صدام ايضاً من خلالها اذكاء نزعة الانفصال لدى اقليم خوزستان العربي) وأدى الكمين الى مصرع اكثر من عشرين شخصاً نصفهم من الجنود. وادعت “داعش” المسؤولية عن الهجوم، كما ادعاها الانفصاليون الاهوازيون لأنفسهم.
بعد ذلك باسبوع أنار سماء الليل فوق اقليمي كرمنشاه وكردستان الإيرانيين لهب صواريخ “ذو الفقار” و”قيام” وهي في طريقها لقطع مئات الكيلومترات عبر سماء العراق متوجهة الى اقليم دير الزور شرق سوريا، التي كانت خلال تلك الأيام من معاقل “داعش” وتتعرض للهجوم من قبل القوات التي تدعمها واشنطن وطهران. تلك الضربة غير المسبوقة لم ينظر اليها على انها رسالة الى “داعش” وحدها، بل شاهداً أيضاً على قدرات إيران الصاروخية قصد به اعداء إيران الثلاثة بصفقة 
واحدة.
 
إيران وخصومها
والأمن الداخلي
كثيراً ما تتهم إيران الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية بمحاولات زرع الفتنة والشقاق داخل البلد لأجل الاطاحة بحكومة يعتبرونها مصدراً لزعزعة استقرار المنطقة. 
لم تبرز الى اليوم أدلة قاطعة تثبت وجود مثل هذه المؤامرة فيما يتعلق بالتظاهرات الأخيرة، لكن شخصيات أميركية كبيرة، مثل داعية الحرب ومستشار الأمن القومي السابق “جون بولتون”، كانت تتودد علناً الى قوى المعارضة، مثل منظمة “مجاهدين خلق” الإيرانية والانفصاليين العرب الأهوازيين.
يقول الصحفي الايراني رضا خاست أنه لا يعتقد أن المتظاهرين متفقون مع مثل هذه الايديولوجيات الانفصالية، ولا بد أنهم خائفون ايضاً من ان تستغل هذه الجماعات مطالبهم المشروعة التي يرفعونها بوجه الحكومة. 
أما كياراش، وهو طالب جامعي، فيرى إن الأذى الذي سببه هجوم “داعش” السابق على إيران لا يزال ماثلاً في الأذهان، ويضيف: “سواء أدت هذه التظاهرات الى زعزعة الأوضاع أم لم تؤد، وسواء كانت داعش هي السبب أم الجماعات الانفصالية، فإن الخوف باق لدى الناس، واغلب الإيرانيين يقلقهم أنه إذا ما وقع صدام عسكري مع الولايات المتحدة او السعودية، أو اضطرابات جدية على المستوى الداخلي، فإن الوضع قد يسفر عن فقدان الاستقرار أو ربما حتى وقوع هجوم من قبل داعش أو الجماعات الأخرى.”
رغم تعزيز إيران أمن حدودها طيلة السنوات السابقة فإن أي خلخلة للاستقرار الى الحد الذي يجبر الحكومة على التقهقر قد يتيح لـ”داعش” فرصة استدعاء المزيد من قواتها التي في الخارج. 
يقول سيموس مالك أفضلي، وهو محلل على موقع “انترناشنال ريفيو” الالكتروني أنه لا يداخله ادنى شك بأن “داعش” ستبادر بسرعة لاستغلال الوضع في حالة حدوث حرب، سواء دولية أم أهلية، لكي تثب الى الداخل.
يمضي مالك أفضلي قائلاً: “لم أكن في حياتي موقناً من شيء مثل يقيني من هذا الأمر.” ويضيف أن “داعش” إذا ما تمكنت من الحصول على موطئ قدم في المناطق الجبلية الوعرة التي لا يمكن احكام منافذها بين إيران وجيرانها فلن تستطيع حتى أميركا اقتلاعها من هناك، على حد تعبيره.
الاشخاص الذين التقت بهم مجلة “نيوزويك” جميعاً، وعددهم سبعة، قالوا انهم يعتقدون أن انهيار الحكومة الإيرانية أمر مستبعد خلال المستقبل القريب، رغم حملة “الضغط الأقصى” التي تمارسها الولايات المتحدة ضدها. وهذا قد لا يكون أمراً سيئاً حتى بالنسبة لواشنطن التي تعلمت مرة تلو مرة أن فقدان الحكومات المعادية سلطتها، غالبا ما تكون له تداعيات أبعد اثراً تظهر على شكل موجات هجرة جماعية او بروز أعداء جدد أشدّ عتواً وما يتبع ذلك من تدخلات عسكرية باهظة التكاليف ل
محاربتهم.
خلال مرحلة الاعداد لغزو العراق مطلع العام 2003، ذلك المثال الكبير الذي يضرب مع كل مناسبة، حذر “كولن باول”، وكان وزيراً للخارجية حينها، الرئيس “جورج بوش” بمقولته سيئة الصيت: “إذا كسرتها وجب عليك تحمل ثمنها!”، وبعد ذلك بعام كانت الولايات المتحدة تسيطر من الناحية الفنية على شعب يناهز تعداده 25 مليوناً، ومعه ورثت أمة مزقتها الحروب لم يلبث حطامها أن تمخض فولد عصابة “داعش”. ثم جاءت الادارة التالية فواصلت ركوب مغامرات جديدة مع بلدين أجنبيين هما ليبيا وسوريا.
لو حدث وسقطت إيران، وهي أمة يعادل سكانها تعداد سكان الدول الثلاث المشار اليها مجتمعة، فإن الاثار الجانبية ستكون أكثر وبالاً وتمنح “داعش”، وقوى اخرى خفية، فرصاً جديدة للعمل.
يبدو أن خطر “داعش” لا يزال تحت السيطرة في الوقت الحاضر، ولكن النذر الاقتصادية المتفاقمة الناجمة عن العقوبات الاميركية والمنازعات الداخلية بين المتشددين والمعتدلين في إيران قد تكفل للجماعة الارهابية مواصلة مد جذورها، إن لم نقل السعي جدياً، في محاولة لتركيع إيران.