المبخرة .. حاضرة في تقاليدنا

ثقافة شعبية 2020/02/08
...

آمال محسن توفيق 
منذ القدم كانت هذه الآنية محط اهتمام الصناع والملوك وكل القدماء الذين استخدموها في طقوسهم  وعاداتهم .. واصبحت لها رمزية كبيرة في العديد من المناسبات والاعياد لتكون حاضرة فيها 
صناعتها 
تفرغ الصناع لانجاز مباخر من الفخار والجص والخشب والنحاس الاحمر والاصفر كما صنعت من الخيزران ثم البرونز بعدة اشكال هندسية ونماذج بديعة وكانت تصنع من خلال اختيار نوع التربة وتنظيفها  واضافة الماء وتدويرها عبر الحرق بالنار، اذ يحتاج تصميم المبخرة اكثر من ساعتين في العمل  لكن التطور الذي مرت به المبخرة منذ نحو 3000 عام حتى يومنا هذا 
فهي تصنع من مواد معدنية مطورة او المنيوم معالج وتستخدم الطاقة الكهربائية او الغاز دون الحاجة الى مجمر ماجعل عملية التصميم تتطلب دقة في عمل التشكيلات والقوالب قبل وضعها في فرن حراري حتى تجف سواء كانت المباخر فخارية او نحاسية او معدنية.
 
 استخدامات متنوعة 
اما من حيث الشكل فهي تشبه جسداً بشرياً  له قدمان وقاعدة وخصر نحيل يساعد على امساكها منه وراس بحيث يميل شكلها الى الطول 
فبعض حضارات الشعوب القديمة كالصين التي تتقاطع بعص العادات والتقاليد فيها مع بعض العادات الموروثة، كانوا يضعون داخل المباخر زهوراً عطرية واعشاباً وبخوراً مستخرجة من جذوع الاشجار وذلك احتفاء بالاعراس او بالحصاد الوفير او الانتصار. 
كما اشتهر الاغريق بصناعة مباخر من الجمر والمرمر بعضها على هيئة تماثيل بشرية او حيوانات او طيور ايا يكن نوعها وشكلها او حجمها. 
اما المصريون القدماء وكذلك اليهود استخدموا المبخرة في طقوسهم الدينية كما استخدمها المسيحيون في كنائسهم خلال القداس والاحتفالات الدينية ولها رمزية خاصة عندهم وتسمى ايضا المدخنة وكذلك استخدمتها المدينة المنورة .
 
اشكال وعادات 
واهتم الفاطميون بتبخير المساجد خاصة يوم الجمعة الذي يلقي فيه الخليفة الخطبة طول شهر رمضان. 
اما في الامارات فكانت تصنع باشكال ونماذج مختلفة فمن عادتهم يستقبل الضيف بالطعام والفاكهة والتمر ثم تقدم له القهوة وتاتي بعد ذلك المبخرة لينسم منه اليه بحركة من يده ويقوم بهذه المهمة شخص هو نفسه ساقي 
القهوة.
اما في مجلس النساء فتقوم مديرة المنزل او احدى الفتيات بالمهمة ويراعي ان تكون كمية البخور والمواد العطرية ضعف كمية 
الجمر. 
لايخلو بلد او بيت عربي من وجود هذه الفاتنة الفارعة فيه اذ يكون  في  باطنها مزيج من العطور والبخور والخشب فتنشر العطر في ارجاء المنزل وتعطر الثياب والجسد واثاث وزوايا المنزل على حد سواء.