لوكسمبورغ.. أولُ دولة أوروبيَّة تحظر المبيدات الكيمياويَّة

اقتصادية 2020/02/11
...

بروكسل/ كاظم الحناوي
 

هناك الكثير من الأسمدة والمبيدات الكيمياويَّة التي تستخدم في الزراعة لحماية المحاصيل من مضار الحشرات والأعشاب الضارة، ويعدُّ الغليفوسات من المواد التي تستخدم بشكلٍ واسعٍ في المبيدات، وهي مادة يعتقد الخبراء أنها تسبب السرطان. بدأت دوقيَّة لوكسمبورغ حظر استخدام مبيد الأعشاب غليفوسات بصورة تامّة، إذ ستبدأ المرحلة الأولى في الأول من هذا الشهر وبذلك تصبح لوكسمبورغ أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحظر مبيدات الأعشاب المثيرة للجدل حيث ستكتمل مراحل الحظر خلال العام 2020.

وأعربت لوكسمبورغ من خلال ممثلها في الاتحاد الأوروبي عن أملها في أنْ تحذو دول الاتحاد الأوروبي حذوها وأنْ يتم حظر هذا المبيد الأكثر استخداماً في لوكسمبورغ والعالم، والذي صنّفته منظّمة الصحّة العالميَّة عام 2015 على أنّه مادّة مسرطنة.
وأعربت السلطات والبلديات عن قلقها حيال نوعيَّة التربة، ونسبة الغليفوسات التي تمّ العثور عليها في المأكولات وفي مجاري المياه وقد اتّخذت البلديات قرارها من باب الاحتياط، لا سيّما أنّ لاستخدام الغليفوسات آثارا ولا يزال الكثير من الجدل في الاتحاد الأوروبي والعالم بشأن مضارّه على صحّة الإنسان.
ما هو الغليفوسات
الغليفوسات عدُّ من أكثر المواد الفعالة المستخدمة في مبيدات الأعشاب الضارة، وهو عبارة عن مادة كيمياويَّة تدخل في تركيب المبيدات التي تقضي على الأعشاب الضارة فقط من دون التأثير في المحاصيل. ولهذا يتم استخدامها بشكل واسع منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنْ مع الاستخدام المكثف تقل فعاليته ضد بعض الأعشاب التي تصبح مقاومة له ولا تتأثر به، ما يدفع المزارعين إلى زيادة كميَّة المبيد، وهو ما يزيد من مخاطره الصحيَّة.
ويحتّم حظر استخدام الغليفوسات في لوكسمبورغ على المنتجين الزراعيّين ونوادي الغولف والحدائق العامة، أنْ تبحث عن حلولٍ وبدائل أخرى لمكافحة الأعشاب الضارّة.
وقد أجرت لوكسمبورغ تعديلاً على القواعد المتعلّقة باستخدام المبيدات ليكون حظر استخدام الغليفوسات شاملاً، كما هي الحال بالنسبة لحظر المبيدات من نوع نيونيكوتينويد، مبيدات الحشرات المسمّاة قاتلة النحل لأنّها ضارّة على النحل وسواه من الحشرات الملقّحة حسبما أظهرته العديد من
 الدراسات.
ونظرا للاستخدام الواسع لهذه المادة فإنها يمكن أن تصل إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب والمواد الغذائيَّة أو العمل في الزراعة. وقد تبين نتيجة دراسة نشرتها صحيفة "لوكسمبورغ تايمز" أنَّ أغلب المواطنين لديهم كميَّة كبيرة من هذه المادة في جسمهم. حيث اكتشف أن في بول 75 بالمئة من الذين أجريت عليهم الدراسة والتحاليل المخبريَّة، 0,5 ميكروغرام من مادة الغليفوسات في ليتر من البول، وهي كميَّة تعادل خمسة أضعاف الكميَّة المسموح بها في مياه الشرب التي يجب ألا تتجاوز 0,1 ميكروغرام في كل ليتر ماء، وتشير الدراسة إلى 99,6 من الذين خضعوا للدراسة اكتشف وجود هذه المادة في جسمهم، حسب ما نشرته الصحيفة على موقعها
 الالكتروني.
 
قاتل الأعشاب
وقال وزير الزراعة في لوكسمبورغ رومان شنايدر في تصريح نقلته صحيفة لوكسمبورغ تايمز: إنَّ "المزارعين الذين يستخدمون المنتج قد سجلوا للحصول على إعانة لإنهاء قاتل الأعشاب بعد أنْ أعلنت الحكومة في العام 2018 أنها ستمضي قدماً بفرض الحظر الكامل بعد نهاية مراحل التخلص من المبيدات عام 2020".
قبل عامين من الموعد الذي حدده الاتحاد الأوربي بأنْ تنتهي صلاحيَّة موافقة المنتج عبر الاتحاد الأوروبي في كانون الأول 2022 بعد تصويت البرلمان الأوروبي لعام 2017 بالسعي إلى فرض حظر كامل.
حيث يتم استخدام نحو 13.6 طنا من المبيدات كل عام في الزراعة في لوكسمبورغ 
وحدها.
واضاف شنايدر إنَّ قرار حظر الغليفوسات يتماشى مع الجهود المبذولة لزيادة الزراعة العضويَّة من نحو 4 بالمئة إلى 20 بالمئة بحلول العام 2025 ولكنْ أيضا خطة وطنيَّة للحد من استخدام المبيدات الحشريَّة بنسبة 50 بالمئة بحلول عام
 2030.
وبين شنايدر أنَّ لوكسمبورغ ستكون أول دولة أوروبيَّة تصدر حظراً كاملاً، مبينا أنه يأمل أنْ يتم تشجيع المزيد من الدول على أنْ تحذو حذوها وأنه سيتم إجراء عمليات تفتيش للتأكد من التزام المزارعين بالحظر. ومع ذلك، لا ينطبق هذا إلا على الحقول الموجودة في لوكسمبورغ ولن تطبق العقوبات المفروضة على استخدام الغليفوسات على الحقول التي يملكها مزارعو لوكسمبورغ في بلدان الاتحاد الأوروبي 
المجاورة.