سعد الطائي
تعد العلاقات العامة أحد الجهود الاتصالية المهمة لأية مؤسسة او منظمة ربحيّة او ذات خدمة عامة؛ لما لهذه الجهود من دور كبير وفعّال في تعريف الجمهور العام بطبيعة عمل هذه المؤسسة او المنظمة وربطه بعمليتها الإنتاجية لجعله زبوناً دائماً في عملها التنافسي مع الشركات والمنظمات المناظرة لها.
ومن هنا يستوجب على الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية العراقيّة الاهتمام بالعلاقات العامة مع المجتمع لتأثيرها القوي في الجذب والاحتفاظ بالمستهلكين، لكن الملاحظ أنّ غالبية الشركات تفتقر الى جهود العلاقات العامة او ضعفها في البعض الآخر، وكأنّ هذا الاختصاص غير مهم او غير ضروري البتة، ما يتسبب بحدوث فجوة اتصالية بين هذه الشركات والمستهلكين بشكل عام ويفقدها بذلك سمة التواصل الفعّال الذي يشكّل ميزة فاصلة وحاسمة في تفعيل وتعظيم مردودات مخرجات العملية الإنتاجية.
وتتمثل جهود العلاقات العامة التي يمكن للشركات الإنتاجية المحلية القيام بها بالكثير من النشاطات الفعّالة مثل حسن التعامل مع الزبائن وفنون استقبالهم وتنظيم حملات تثقيفية بأهمية ومزايا المنتج الذي تقدمه الشركة من أجل تعريف أفراد المجتمع به، ويمكن ان يتخلل الحملات تقديم هدايا لبعض الافراد او تنظيم مسابقات متنوعة او رعايتها للأنشطة الاقتصادية والعمل على تقديم مساعدات إنسانية مادية وعينية لمختلف أنواع المؤسسات او ذوات النفع العام مثل المدارس والجامعات والمكتبات والمؤسسات التي تقدم خدمات اجتماعية لمختلف فئات المجتمع. هذا الأمر يسهم في إيجاد صلة تواصل بين الشركة وجميع افراد المجتمع ويظهرها بصورة إيجابية ومتفاعلة ومساهمة في الاعمال الخدمية التي تهم أفراد المجتمع بشكل عام.
كما أنّه يمكن لهذه الشركات المساهمة في بناء المدارس او المستشفيات او المؤسسات الثقافية والعلمية او المشاريع الخدمية، ما يسهم في تكوين دور مهم لها في كل ما يخدم المجتمع لتشكيل صورة ذهنية رفيعة عنها لدى الزبائن بكل فئاتهم.
إنّ الاهتمام بالعلاقات العامة من قبل الشركات العراقية شيء غاية في الضرورة والاهمية؛ لما له من مردودات إيجابية كثيرة وواسعة تجلب على المدى البعيد الكثير من المخرجات الربحيّة لها، ما دامت العلاقة بينها وبين الزبائن يجعل من الزبون مستهلكاً دائماً لها بفعل العلاقة الطيبة والصورة الناصعة التي تكوّنت لدى الزبون عنها ويسهم ذلك في الاحتفاظ بهذا الزبون عميلاً دائماً لها، لا سيما إذا ما كانت هذه الشركة تقدم منتجاً ذا جودة عالية مقروناً بالصورة الذهنية الإيجابية لها لدى افراد المجتمع، وهو ما يسهم في تحقيق مكاسب مالية متواصلة ومتزايدة لها آنياً ومستقبلاً بفعل هذه العلاقة الطيبة المتكونة بينهما والتي للعلاقات العامة الدور الحاسم والمفصلي في تشكلها.