تقدم ملحوظ لساندرز ووضع حرج لبايدن

قضايا عربية ودولية 2020/02/12
...

واشنطن / نافع الناجي
 
شددَ عضوُ مجلسِ الشيوخِ عن ولاية فيرمونت «بيرني ساندرز» قبضته على الجناح الليبرالي للحزب الديمقراطي ، حيث تقدم السيناتور الأشتراكي بفارق ضئيل في الانتخابات التمهيدية في نيوهامشاير وهي المحطة الثانية بعد ولاية آيوا التي تدشن كل سباق انتخابي للرئاسة الامريكية منذ سبعينات القرن الماضي.
وحصل ساندرز 78 عاماً على حوالي 28 في المئة من الأصوات مع فرز أكثر من 80 في المئة من الأصوات ، في حين احتل العمدة السابق بيت بوتيجيج من ساوث بيند «إنديانا» المركز الثاني،تلته السيناتور آمي كلوبوشار من ولاية مينيسوتا بينما احتلت السناتور إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس ، المنافس التقدمي لساندرز المركز الرابع في ولايتها المجاورة ، وفي ضربة قوية لترشيحه ، احتل نائب الرئيس السابق جوزيف ر. بايدن جونيور المرتبة الخامسة مما وضعه تحت ضغط هائل حول قدرته على الاستمرار في السباق الانتخابي والمحافظة على ترشيحه.
 
 نجاح ساندرز
استفاد بيرني ساندرز من نقاط القوة التي يعتمد عليها كمنظر لأجندة ليبرالية في ظل لحظة من الاضطراب في الجناح الأكثر اعتدالًا في الحزب الديمقراطي تزامناً مع تراجع بايدن ،لتقفز حظوظ كل من بوتيجيج وكلوبشار اللذين جاهدا 
ليحلا محل بايدن .
وبرغم ان ساندرز نال اقل من 30% من الاصوات في كلتا الولايتين، بالإضافة إلى الصعود المفاجئ لبوتيجيج وكلوبوشار ، فقد أكد نجاحه المتواضع وسط حالة عدم اليقين المزعجة في عملية الترشيح التي يمكن أن تستمر خلال فصل الربيع. واوضح السياسي العجوز لمؤيديه المبتهجين في مانشستر ( نيو هامشاير)،ان «هذا النصر هنا هو بداية النهاية لدونالد ترامب» ، مدعيا «انتصارا كبيرا» حتى قبل اكتمال النتائج النهائية.    وبات يتطلع نحو نيفادا وساوث كارولينا ، وهما الولايتان التاليتان للتصويت ، وتعهد بأنه «سيفوز
 في تلك الولايات».
ولايزال ساندرز ، وهو اشتراكي ديمقراطي من فيرمونت مستقلا سياسيا ، وقد أزعج نجاحه العديد من الوسطاء والليبراليين التقليديين في وقت كان فيه الناخبون الديمقراطيون متحدين بدافع الرغبة الشديدة بهزيمة الرئيس ترامب. لاسيما مع تبرئة هذا الاخير من التهم ، لكن بعد فرز الأصوات في ولاية آيوا  يبدو الديمقراطيون قلقين ، ويشعر الكثيرون في الحزب بالخشية من تعريض فرصتهم للفوز بالبيت 
الأبيض للخطر.
وعلى الرغم من أنه لم يثبت قدرته على توسيع نطاق جاذبيته للديمقراطيين المعتدلين ، فإن ساندرز يستفيد من شيء افتقده في العام 2016، وهو مجال المعارضين الذين يقسمون الناخبين المعتدلين.حيث لم يتمكن المرشحون الوسطيون ، حتى الآن ، من تعزيز الدعم بهذا المجال.
 
 قوة التمويل
ويكاد يكون ساندرز هو المرشح الوحيد الذي جمع ما يكفي من المال لتمويل جهود إعلانات حملته، فضلاً عن جولة قوية في نيفادا وكارولينا الجنوبية ، والتي ستصوت في وقت لاحق من هذا الشهر ، وكذلك في الولايات الخمس عشرة والمناطق الاخرى التي تصوت جميعها 
في 3 آذار/مارس المقبل.
وأعلنت حملته أنها جمعت 25 مليون دولار في كانون الثاني/يناير ، وحتى قبل إغلاق صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء المنصرم قالت إنها تلقت بالفعل 600 ألف مساهمة في الأيام التسعة الأولى من شهر 
شباط / فبراير الجاري.
وبرغم كل ذلك،فلا يزال بيرني ساندرز يواجه عقبات هائلة من أبرزها أنه لم يثبت بعد قدرته على بناء ائتلاف أوسع يتجاوز فصيله المخلص من التقدميين. فقد كان تصويته بنسبة 28 في المئة من الأصوات في نيو هامشاير أقل من نصف الأصوات التي حصل عليها هنا في العام 2016 ، ولم يتلق سوى أكثر قليلاً من ربع 
الأصوات في أيوا. 
حتى إذا استمر خصومه من يسار الوسط في تقسيم الناخبين ، فلا يزال بإمكانهم حرمانه من أغلبية المندوبين التي يحتاجها للمطالبة بالترشيح .
 الانتصار مقبل!
كما فعل في ولاية أيوا ، ألقى المرشح (المثلي) بوتيجيج خطابا اعتبر فيه نفسه منتصرا ، على الرغم من أن ساندرز كان لا يزال متقدما بحوالي 4000 صوت عندما احتل بوتيج زمام الأمور مع منافسة جادة من كلوبوشار، مدفوعا بدعم ساحق من الناخبين الشباب ، إنه المرشح الساحق للديمقراطيين الأصغر سنا والأكثر تقدمية ، في حين أن خصومه يجتذبون الناخبين الأكبر سنا والأكثر اعتدالا.
وقال بوتيجيج،: إن ناخبي نيو هامشاير قد خلصوا إلى أن «عمدة من الطبقة الوسطى وخبيرا من الغرب الأوسط الصناعي كان الخيار الصحيح لتولي هذا المنصب، انه الانتصار المقبل }.
وبدون تسمية ساندرز ، حض بوتيجيج الناخبين على رفض النهج السياسي الذي طالب بالثورة أو لا شيء، كما أشار الى عمق الفجوة بين الأجيال و خصمه ، والتي يمكن أن تصبح موضوعا رئيسا للتنافس.
 
  ترنح بايدن
وكانت الليلة أكثر ضررا لنائب الرئيس السابق جو بايدن ، الذي كان مترنحاً بالفعل من المركز الرابع في أيوا. وتوقعا لضعف الأداء ، غادر بايدن نيو هامشاير وتوجه إلى ولاية كارولينا الجنوبية ، وهي ولاية يأمل أن تنقذ ترشيحه قبل التوجه الى المحطة اللاحقة 
في نيفادا.
وظهر بايدن في تجمع حاشد في كولومبيا ،وسعى إلى مقارنة الناخبين البيض ذوي الكثافة العالية في أيوا ونيو هامشاير مع الناخبين الأكثر تنوعا في نيفادا وساوث كارولينا ، وقال :»لم نسمع من أكثر الدوائر الانتخابية التزاما في الحزب الديمقراطي ، والجالية الأمريكية الإفريقية ، وأسرع قطاعات المجتمع نموا ، مثل 
المجتمع اللاتيني». 
مع ورود دلائل تشير إلى أن بعض الناخبين السود يستكشفون خيارات أخرى ، أهمها المياردير بلومبرج وتوم شتاير ، الملياردير الآخر ذو التمويل الذاتي الذي ركز الكثير من جهوده على ساوث كارولينا.
وكان جو بايدن يتصدر الاستطلاعات على المستوى الوطني لأشهر لكنه احتل المركز الخامس بـ9 بالمئة، ما يثير الشكوك حول قدرته على المحافظة على ترشيحه بعد هزيمتين في ايوا ونيوهامشاير.
والسؤال الرئيس للديمقراطيين من يسار الوسط هو ما إذا كان بايدن قادراً على أن يستعيد قوته في السباق أو ما إذا كان من المحتمل أن ينهار دعمه بعد عرض فقير آخر مثلما حصل في ايوا ونيو هامشاير ، وما إذا كان أي من المعتدلين الباقين يمكنه اكتساح الجزء الأكبر من تلك الأصوات.
وكانت وسائل إعلام أميركية تحدثت عن الضغوط الهائلة التي يتعرض لها بايدن لإحداث تغييرات في حملته الانتخابية المتعثرة بعد تعرّضه للهزيمة ، واعترافه غير المألوف بأنه سيخسر على الأرجح في الانتخابات التمهيدية المرتقبة في نيوهامشير قبل انطلاقها.
 
انسحابان
أعلن رجل الأعمال أندرو يانغ، تعليق حملته الانتخابية بعد فشله في إحداث التأثير المطلوب في نيوهامشير.ولم يتمكن يانغ البالغ 45 عاما من تجاوز نسبة 3 بالمئة في الاستطلاعات، وهو كان بعيدا عن المنافسة في نيوهامشير.
كما أعلن عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كولورادو مايكل بينيت (55 عاما) تخليه عن ترشيحه الرئاسي بعدما أظهرت النتائج الأولية في نيوهامشير احتلاله 
المركز العاشر.