منذ العصر العباسي حتى الملكي

ثقافة 2020/02/14
...

بغداد/ مآب عامر
 
صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية الجزء الثاني من كتاب "التراث البغدادي" لمؤلفه طارق حرب وضمن سلسلة التراث الشعبي، وهو مجموعة من المقالات التي تناقش فترة ما بين العصر العباسي والعهد الملكي ومن عناوينها "كوكس الانكليزي حاكم بغداد باني حكم 1920، الصودا والنامليت والسيفون مرطبات أهل بغداد، هيلا يا رمانة من أغاني الاطفال في بغداد، جامع الأزبك في بغداد
، دشغلية "حفارو القبور" في مقابر بغداد، النهاية المأساوية لبعض قضاة بغداد في العهد العباسي الأول، بغداد تشهد ابداع النساء في قرنها الأول، البغداديون والشاي في ثلاثينيات القرن العشرين، سيدات بغداديات غادرن بغداد قبل قرون ومازالت آثارهن قائمة فيها، الأعمى البغدادي الذي نال اعجاب حفيد هولاكو حاكم بغداد السلطان غازان، بغداد في الشعر نهاية العهد العثماني، أول محل حلاقة ببغداد يأمر بتأسيسه الوالي جغالة زادة في مقهى الگمرك سنة 1592، وصالونات 1935، وغير 
ذلك". وفي مقال "بعض المهن التي اندثرت في بغداد"سلط  المؤلف الضوء على مهنة صبغ الأقمشة إذ كانت الأكثر والأوسع، الالبسة البغدادية  المشهورة: (دشداشة صبغ النيل/ گومي گومي 
ابطرگها). 
فالبغدادي كان مغرماً باللون الازرق وكنايته صبغ النيل ويطلب من حبيبته الدشداشة أي الجلباب فقط لكي لا تخفي مفاتنها ولكي يستمتع برؤية جمال الحبيب مع اللون الازرق، وهناك محلة – كما يشرح طارق حرب عبر كتابه- في رصافة بغداد هي محلة صبابيغ الآل التي تقع بين محلات القشلة وسراج الدين والحاج فتحي والقاطرخانة وكانت جزءا من محلة المأمونية التي نسبت للخليفة المأمون
، لأنّها نشأت من تجمع بيوت خاصته وعرفت بالعهد العثماني باسم صبابيغ الآل الذي يعني الصباغين بالأحمر، لأنّ لفظ الآل يعني الأحمر، وكان أهلها يختصون بصبغ الخشب المستعمل في البناء والصناديق بصبغة حمراء تحميها من الآفات وتكسبها لوناً 
مقبولاً.  أما في مقال "المخطوطات القديمة في بغداد"، فيقول حرب: إنّ ما بقي في بغداد من مخطوطات قديمة هو غيض من فيض، وتوزع الكثير من المخطوطات البغدادية بين أرجاء العالم، والمخطوط هو كل ما كتب بالمداد على الورق والمخطوطات البغدادية هي موروثنا الحضاري الكبير الذي يعكس الخلق والابداع في الماضي، ذلك أنّ انتشار صناعة الورق في بغداد عام (323هـ/936م) قضى على القرطاس وصناعته حتى وصل الأمر أن الورق الذي صنع في بغداد كان الأفضل على غيره من أنواع 
الورق..  كما تحدث المؤلف في هذا المقال عن مكتبات بغداد وتناول مدارس بغداد كالمستنصرية والنظامية والبشيرية والعصمتية وكيف أنّها كانت تحتوي على خزائن من المخطوطات وأن أول محاولة فهرسة خزائن الكتب في بغداد هو ما قام به عالم بغداد نعمان خير الدين. ويسرد طارق حرب في "مقابر كنائس ساحة الطيران في بغداد" أو ساحة يونس السبعاوي بالاسم الجديد، قائلاً: إنّ هذه الكنائس والاديرة والكاتدرائيات تمّ انشاؤها في منطقة صغيرة هي ساحة الطيران فكانت متقاربة من حيث المكان وقد اشتهرت منها كنيسة القديس گريگور المنور أو كاتدرائية الأرمن وبعد أن ضاقت محلة عگد النصارى والشورجة وقلب بغداد لوجود مقابر للمسيحيين منذ عهد طويل، تم انشاء بيوت دين جديدة للمسيحيين وقد اشتهرت هذه المنطقة بأنها ضمت رفات "المس بيل" معاون الحاكم الانگليزي في 
بغداد.
  جاء الكتاب في "392" صفحة من القطع الكبير.