بغداد/ حسين ثغب
شكران الفتلاوي
أجمعَ خبراءٌ ومختصون شاركوا في المؤتمر الثاني للجمعيَّة العراقيَّة الإحصائيَّة تحت شعار (التعداد السكاني.. مسارات إنمائيَّة)، على دور التعداد في رسم خطط تنمويَّة مستقبليَّة تتناغمُ وحاجة المجتمع الفعليَّة من المشاريع التي تنهض بواقع الحياة.
وعقد المؤتمر بمشاركة بحوثٍ من عدة دول في مقدمتها الجزائز ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وسوريا وماليزيا، بالتعاون ما بين مؤسسة الحوكمة للمدراء وجامعة تشك.
دور محوري
وزير التخطيط وممثل رئيس الوزراء نوري صباح الدليمي قال إنَّ "المؤتمر يمثل دعماً كبيراً لمشروع التعداد السكاني الذي ينفذ في نهاية العام الحالي، وقرار التعداد إلكترونيا مهمٌ ويؤدي دوراً محورياً في إعادة رسم الخطط في المجالات الاقتصاديَّة والعمرانيَّة والاجتماعيَّة وفق البيانات الإحصائيَّة الدقيقة".
يذكر أنَّ التعداد السكاني كان ينظم بشكل دوري كل عشر سنوات، ولكنْ لم يستمر بعد العام 2003 بسبب التجاذبات السياسيَّة. وقال إنَّ "الفترة التي لم تشهد التعداد نتج عنها تراجعٌ في مفاصل البنى التحتيَّة وغيرها، ومن هنا تأتي أهمية التعداد الذي ينفذ بالأجهزة الذكيَّة وبجهودٍ مخفضة ماديَّة وبشريَّة".
واقع التنمية
رئيس الجمعية العراقيَّة للإحصاء الدكتور مهدي العلاق قال إنَّ "المؤتمر يأتي بهدف بيان مدى أهمية التعداد السكاني على واقع التنمية الاقتصاديَّة التي تنشدها البلاد، إذ يمكن الإفادة من التجارب الدوليَّة الناجحة في هذا المجال، لا سيما أنَّ عدداً من دول العالم لها مشاركة قيمة في هذا المؤتمر من خلال عدة بحوث تخصصيَّة، إذ امتدت الاستعدادات لهذا المؤتمر لفترة عام كامل".
ودعا العلاق "جميع الإحصائيين الى تقديم المساعدة في تنفيد التعداد"، وعرج على دور صندوق الأمم المتحدة للسكان في تطوير الملاكات المحليَّة والاطلاع على تجارب الدول بهدف تنفيذ تعداد سكاني آمن وفق المعايير الدوليَّة".
وبين أنَّ "الجهات المعنيَّة تتخذ خطوات مهمة وسليمة من أجل إتمام عمليَّة التعداد بالشكل الأمثل، لا سيما أنَّ التعداد يعدُّ من أولويات عمل الوزارة".
السياسات التنمويَّة
بدوره أكد رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية وديع الحنظل "الدور المهم للتعداد السكاني في رسم السياسات التنمويَّة للعراق خلال الفترة المقبلة".
وأضاف خلال كلمته في المؤتمر: "تنظيم مؤتمر خاص بالتعداد السكاني، لأهمية المسألة والنتائج التي ستتبعها على مصير العراق ومن هذا المنطلق تم تنظيم مؤتمر بخصوص ذلك من قبل (الجمعيَّة العراقيَّة للعلوم الإحصائيَّة بالتعاون مع جامعة تشك الدولية الأهلية وكلية الرافدين الجامعة وصندوق الأمم المتحدة
للإسكان)".
بالرغم من التحديات فقد تطور القطاع المصرفي العراقي بنيوياً وهيكلياً وتقنياً خلال الخمس سنوات الماضية من خلال مساهمته في النشاطات الاقتصادية ذات الأثر التنموي المباشر على تحقيق التنمية المستدامة كما ورد في خطة التنمية الوطنية (2018 ‐ 2022) ورؤية العراق 2030 ومنهج الحد من الفقر وانطلاقاً من حرصنا كقطاع خاص مصرفي يشكل الحلقة الأساسيَّة الأولى في الاقتصاد وتاكيداً على حرصنا على هذا المنهج نشارك اليوم في هذه الحلقة النقاشيَّة والتي تُنظم بالمشاركة مع البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف ومؤسسة الحوكمة للمدراء وجامعات أكاديميَّة راعية وداعمة وجهات علميَّة متخصصة في موضوع مهم وحيوي تستند إليه جميع القطاعات الاقتصاديَّة وهو التعداد العام للسكان وانعكاسات نجاح التعداد على نجاح الخطط التنمويَّة المشار إليها سابقاً".
حياة آمنة
وكانت ممثلة مؤسسة الحوكمة للمدراء سازان عماد بينت أنَّ "أهميَّة إعداد مؤتمرٍ خاصٍ بالتعداد السكاني تنبعُ من أهميَّة المسألة والنتائج التي ستتبعها على مصير العراق ومن هذا المنطلق تم تنظيم المؤتمر الذي يسهمُ في وضع السياسات الصحيحة ورسم الستراتيجيات التي تضمن حماية حقوق الجميع من أبنائنا من أجل حياة آمنة وسعيدة، لا بدَّ من معرفة التعداد السكاني الصحيح للمجتمع العراقي الذي ستبنى على أساسه قرارات مصيريَّة من، إذ خلق فرص عمل للشباب ورسم السياسات الضروريَّة للحد من مشكلة البطالة والفقر والمشكلات الاجتماعية التابعة لها، ولضمان حقهم في فرص التعيين أو بناء المشاريع الخاصة بهم التي ستسهم بشكل مباشر على التنمية الاقتصاديَّة للبلد كونه عنصراً منتجاً وفعالا وليس مستهلكاً".