يرى خبراء ومختصون في الشأن المالي والمصرفي العراقي، ضرورة تشجيع المواطنين على ايداع اموالهم في المصارف العراقية للمساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية في البلد، مؤكدين اهمية اتخاذ الاجراءات الادارية لضمان حقوق المودعين وتشديد الرقابة على عمل البنوك المحليّة.

ويقول الخبير المصرفي عبد العزيز حسون في تصريح لـ "الصباح": ان الجهاز المصرفي في العراق يعمل تحت بيئة مضطربة ومن ثمّ لم يكن قادرا على القيام بمهامه الطبيعية، مبيّنا أنّ الموضوع المالي عادة مرتبط بالأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وهذه كلها مضطربة في العراق، فضلا عن عدم وجود مناهج اقتصادية حكومية.

واضاف، ان الانصراف الى انفاق العوائد المالية على الاستيراد فقط، يعد سببا كبيرا في تأخر وتردي العمل المصرفي، لافتا الى أن أكثر المصارف حاليا تقوم بمهام وأعمال هي لا تصب بالعمل المصرفي.

واوضح، أن المصارف عادة لا تعمل بالصيرفة ولا تقوم التعامل بالعملات الاجنبية ببيع وشراء العملات، مبيّنا ان طبيعة عمل المصارف تستقطب الودائع وتستثمرها بطريقة آمنة وتحقق عوائد ونموا وهذا لا يتوفر في البيئة المصرفية العراقية، لان جميع المصارف منشغلة بالتعامل بالعملة الاجنبية أي ببيع وشراء العملات الصعبة.

وشدد على ضرورة اتخاذ البنك المركزي اجراءات تؤمن للمواطن حقوقه وتشديد الرقابة على عمل المصارف وألّا يكون البنك متفرجا أمام الانفلات الحاصل لبعض المصارف التي لا تعطي للمواطنين حقوقهم.

ولفت الى ان تطوير الجهاز المصرفي يحتاج الى اجراءات ادارية وتشديد رقابة البنك المركزي لأنه هو المسؤول الاول عن عمل المصارف وهو من منحهم اجازات الاستثمار، ولا يحتاج الى تشريعات قانونية لان القوانين موجودة .

وتابع: يجب وضع برامج تشجع المواطنين على ايداع اموالهم في المصارف للاسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية في البلد.

بدوره، أكد الخبير المالي محسن عبد الجليل ان تخلف النظام المصرفي العراقي سبب رئيسي لعزوف الشركات الاجنبية من الاستثمار في العراق.

وقال عبد الجليل في تصريح لـ "الصباح": إنّه يجب ان تكون هناك برامج تطويرية للجهاز الصرفي العراقي ليواكب التطورات الحاصلة في البنوك العالمية ليكون عاملا جاذبا للشركات الاجنبية للعراق.

واضاف، ان تشجيع المواطنين على ايداع اموالهم في المصارف بدلا من تكدسها في البيوت واستثمارها في مشاريع تنموية تدر أرباحا كبيرة للمصرف وللمواطن وللبلد بشكل عام، داعيا الى اعادة ثقة المواطن بالمصارف العراقية عن طريق إطلاق برامج تشجيعية لتحفزه على ايداع أمواله.