مرجع في التاريخ والفولكلور

ثقافة شعبية 2020/02/22
...

 باسم عبدالحميد حمودي

لاينتبه الكثير منا الى الآباء المؤسسين الذين لم يغترفوا من علم معين بل كانوا ابدا روادا في ايصال ما تعلموه الى الاجيال التالية لا بصفة المعلم والاستاذ الطبيعية باعتبارها مجرد عمل بل بالقدرة على عشق رسالة العلم وايصاله الى من احتاجه من دارسين 
وطلبة.
الدكتور سامي سعيد الأحمد(رح) واحد من كبار المؤرخين العراقيين في التاريخ العراقي القديم وله اكثر من خمسين بحثا ودراسة  في البابليين والسومريين والاكديين وسواهم
، لكن الذي تميز به الراحل الكبير أنه كان يحب عمله حبا الى حد الوله والاستغراق في التأمل والتفكير والانتاج المعرفي الذي يؤدي الى الحقائق العلمية حقائق 
اخرى.
كان الاستاذ طه باقر قد ترجم لنا ملحمة "كلكامش" وعرفنا بها كأول ملحمة في الخلق لدى العراقيين القدماء ، وكنت قد حظيت لسنتين بالدرس على يديه في دار المعلمين العالية في تاريخ بلاد الرافدين ومصر القديمة واليونان والرومان
، وكان رحمه الله يتحدث بلغة العارف  الذي نقب الاثر التاريخي  واستنزف ما 
فيه.
وعندما أتم الدكتور سامي سعيد الأحمد دراسة التاريخ في الولايات المتحدة على يد توينبي وامثاله من كبار المؤرخين ودرس الاثار وعرف التنقيب الاثاري ومارسه كما كان متفوقا في دراسة اللغات العراقية القديمة
،لذا سهل عليه فك مغاليق الاختام والصكوك البابلية وسواها ودراسة المعاهدات واختام الملوك 
القديمة.
من ذلك سهلت عملية النفاذ الى حقائق الوقائع العراقية القديمة ودرس الاحلام لدى انسان العراق البابلي –السومري دراسته  للحياة الاجتماعية القديمة ودورة الحياة، وبذلك تداخلت ترجمته المباشرة "لكلكامش" بلغة مباشرة وموضوعية مع دراسته  لافكار الشر والشياطين في الديانات العراقية القديمة ومعتقدات الحمل والولادة لدى الشعوب 
الرافدينية.
وكانت دراسته لاسطورة سمير اميس أنموذجا للدراسة المثلى التي كشفت لنا عن التماهي بين الاسطورة وبين الحقيقة 
التاريخية. 
وبالمجمل فان دراسة حياة ومؤلفات المؤرخ الكبير سامي الاحمد واكتشافاته في حقول الفولكلور القديم والتاريخ  العراقي تظل حاجة ملحة لاكتشاف العبقرية العراقية في الفكر والدرس المعرفي والتي يمثلها الاحمد خير 
تمثيل .