الشعب الصيني سيحقق الانتصار ضد «كورونا»

قضايا عربية ودولية 2020/02/22
...

تشانغ تاو  *
 
 
في نهايةِ عام 2019، ظهر وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد في مقاطعة هوبي الصينية وقد انتشر هذا الوباء الآن في أكثر من 20 دولة ومنطقة غير الصين من قارات آسيا وأميركا وأوروبا وإفريقيا، الأمر الذي لفت أنظار المجتمع بعد ظهور الوباء في الصين، وظفنا ميزة النظام الصيني القوي المتمثل في الاعتماد على قيادة الحزب الشيوعي الصيني توظيفا كاملا، فقمنا بتعبئة الحكومات والدوائر الصحية والأحياء السكنية على جميع المستويات لاتخاذ الإجراءات السريعة حتى إقامة الشبكة الوطنية المتكاملة للوقاية والسيطرة على الوباء وذلك تحت قيادة الأمين العام السيد شي جينبينغ وعبر جهود لجان الحزب على مختلف المستويات بالإضافة إلى منظمات الحزب على المستوى القاعدي، في الوقت الراهن، قد اتخذ الجانب الصيني عدة تدابير قوية وفعالة بما فيها تفعيل آلية الاستجابة لحالة الطوارئ في 31 مقاطعة صينية بصورة شاملة وإغلاق ممرات التواصل مع الخارج لمدينة ووهان وغيرها من المدن المحيطة بشكل مؤقت وعزل جميع المصابين بصورة مركزة، كما أن الحكومة المركزية نقلت دفعات من العاملين الصحيين من جميع أنحاء البلاد إلى مقاطعة هوبي لمساعدتها واستكملت مدينة ووهان إنشاء المستشفيين المتخصصين بـ2500 سرير لعلاج المصابين بالفيروس وذلك بسرعة تضرب رقما قياسيا أي 15 يوما فقط، كما يبذل الخبراء الطبيون الصينيون جهودا إيجابية من أجل تسريع وتيرة تطوير الدواء المضاد المحدد للوباء واللقاحات.
إن الجهود المبذولة من قبل الجانب الصيني لمكافحة الوباء لا تحافظ على سلامة الشعب الصيني ورفاهيته فحسب، بل تقدم مساهمات إيجابية في تعزيز قضية الصحة العامة الدولية، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، عدد حالات الإصابة المؤكدة الإجمالية في أكثر من 20 دولة ينتشر فيها الفيروس غير الصين يشكل تقريبا نسبة 1 % من الحالات المبلغة عالميا، إن التدابير الحازمة والصارمة المتخذة من قبل الجانب الصيني تخفف بشكل فعال انتشار الفيروس في العالم، فأشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية السيد تيدروس أدهانوم بأن التدابير والإجراءات الصينية للوقاية والسيطرة على الوباء ترسي معيارا نموذجيا في مجال التعامل مع الوباء للعالم.
كما أن السفارة الصينية لدى العراق اتخذت مجموعة من الإجراءات للوقاية والسيطرة على الوباء، فقد أقامت السفارة آلية الاتصال مع وزارة الخارجية العراقية ووزارة الصحة والبيئة وأوصت جميع الشركات الصينية العاملة في العراق بتعليق عمليات تناوب موظفيها الصينيين منذ يوم 22 من شهر كانون الثاني لعام 2020 وعزل الموظفين الصينيين الذين رجعوا إلى العراق قبل يوم 22 من شهر كانون الثاني لمدة 
أسبوعين. 
كما طلبنا من جميع الشركات الصينية تنفيذ آلية الإبلاغ اليومي عن حالة موظفيها الصحية ونبهنا الموظفين الصينيين على تخفيض تحركاتهم خارج مخيماتهم سواء أكانت مرات سفرهم أم مدة بقائهم في الخارج. 
حتى الآن، جميع المواطنين الصينيين المتواجدين في العراق صحيون، ستواصل السفارة نشر المعلومات الموثوقة المتعلقة بالوباء عبر صفحاتها الرسمية في فيسبوك وتويتر كمراجع للأصدقاء العراقيين، كما نرحب بالجميع في متابعة حساباتنا: (حساب فيسبوك:
 @chineseembassyiniraq1 
حساب تويتر :(@ChinaIraq
إن الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد يمكن الوقاية منه والسيطرة عليه وعلاجه، فلا داعي للقلق المفرط لدى الأصدقاء العراقيين، تظهر معلومات منظمة الصحة العالمية أن حضانة الفيروس تتراوح غالبا بين 12,5-1 يوما وأن الفيروس حساس لدرجة الحرارة المرتفعة وأشعة فوق البنفسجية ويمكن قتله في درجة حرارة أعلى من 56 درجة مئــــويـة فـــــي غضـــون 30 دقيــقة أو بالكحول الطـــبية تركــــزيـه
 75 % أو مطهر الكلور. 
حتى الآن، معظم المصابين بالفيروس أعراضهم خفيفة وأكثر من 80 % من حالة الوفيات الصينية الناتجة عن الفيروس هم مسنون بعمر يتجاوز 60 سنة وأكثر من 75 % منهم مصابون بالأمراض ذات الأولوية في العلاج مثل الأمراض القلبية الوعائية والدماغية الوعائية ومرض ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري بدرجات مختلفة. 
تشير التوصيات الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية بشكل واضح الى أن تسلم الطرود البريدية القادمة من الصين لا يأتي بمخاطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد، لأن هذا الفيروس لا يعيش على الكائنات غير الحية مثل الظروف أو الطرود البريدية لمدة طويلة، فنأمل من الجانب العراقي تجنب الذعر المفرط في هذا الخصوص، يحرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي بما فيه العراق لمكافحة الوباء معا. 
بدأت الشركات الصينية تشارك في عملية إعادة الإعمار في العراق بشكل نشيط بعد عام 2004، وكانت تتمسك بأعمالها في ظل ظروف أخطر، الأمر الذي أرسى أسس الصداقة الراسخة والمتينة بين الشعبين الصيني والعراقي في مسيرتهم المشتركة لتعزيز التنمية وتحقيق النهضة، كما تتعزز الصداقة الصينية العراقية بصورة متزايدة في المعركة الحالية ضد الوباء، فالكثير من موظفي الشركات الصينية ضحوا مؤخرا بفرص عودتهم إلى مسقط رؤوسهم للاجتماع مع أسرهم خلال عطلة عيد الربيع الصيني بصفته أهم عيد تقليدي صيني، بل اختاروا التمسك بأعمالهم طواعية، بما يقدم مساهمات إيجابية في ضمان دفع عجلة إعادة الإعمار في العراق بشكل سلس وقد تلقت جهودهم دعما وتقديرا من الجانب العراقي. 
بعد ظهور الوباء، عبر فخامة الرئيس السيد برهم صالح ودولة رئيس الوزراء السيد عادل عبد المهدي ومعالي وزير الخارجية السيد محمد علي الحكيم وغيرهم من كبار المسؤولين العراقيين عن مواساتهم للجانب الصيني والمنظمات الشعبية العراقية بما فيها جمعية الصداقة العراقية الصينية والشخصيات العراقية الصديقة أعربوا عن دعمهم وتمنياتهم لنا عن طرق مختلفة. 
كما أنتج الكثير من أصدقاء الأنترنت العراقيين الصور والفيديوهات للتعبير عن تضامنهم معنا، فأود أن أوجه هنا خالص شكري لهم.
يعد الكد والشجاعة فضائل الأمة الصينية، فالشعب الصيني لم يخف أبدا من الصعوبات والتحديات بجميع أشكالها في طريقها التنموي. في ظل عالم اليوم بصفته مجتمع المستقبل المشترك شديد الاندماج والترابط للبشرية، يحرص الشعب الصيني على بذل جهود مشتركة مع شعوب العالم يدا بيد لمواجهة التحديات الناتجة عن وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني وبفضل دعم ورعاية الأصدقاء العراقيين بالإضافة إلى تضافر جهود المجتمع الدولي، أثق بأن الشعب الصيني سيتغلب على جميع التحديات ويحقق الفوز في معركة الوقاية والسيطرة على الوباء في يوم مبكر، بما يقدم مساهمات إيجابية لقضية الصحة العامة
 العالمية.  
 
 * السفير الصيني لدى العراق