بغداد/ سرور العلي
يحلم الكثير من الفتيات بعد التخرج بالحصول على وظيفة، تناسب مؤهلاتهن العلمية، وقد ينتهي بحثهن دون الحصول على نتيجة، ولكن منهن من لم ينتظرن في طابور البطالة بل فتحن المشاريع، والمبادرات الخاصة بهن.تتحدث تازان صالح عن مشروعها، وهو محل لبيع الورود، قائلة:
"بدأت بهذه الهواية قبل سنتين عندما افتتحت محلاً لبيع الورود، لكن المحل لم ينجح لعدة اسباب، فلم اتوقف وقررت نقل المشروع لمكان سكني، وخصصت باحة شقتنا في الطابق الارضي للاعتناء بالشتلات، وزراعة الورود قبل بيعها (اونلاين) عن طريق الانترنت"
بينما زهراء قاسم الفتاة العشرينية، والتي تعشق الرسم منذ نعومة اظفارها، اذ تقوم بممارسة هوايتها على الاطباق بتجسيد الشخصيات الكارتونية، والعصافير، والطيور، والموروث الشعبي، قالت بحماس:"شاركت بالعديد من البازارات الخاصة بالفنون والحرف اليدوية، ولاقت اعمالي اعجاباً من قبل المهتمين بالفن، وحصلت على الشهادات التقديرية، اطمح لفتح المعرض الشخصي الأول قريباً"
في حين تبدو هيام أياد سعيدة، وهي تمارس هوايتها المحببة، وعن بداياتها قالت:"فكرة صنع المصغرات جاءتني عن طريق المواقع الالكترونية، اعجبت بمجسمات صغيرة مصنوعة من عجينة السيراميك، بحثت عنها بموقع اليوتيوب، وتعلمت صناعتها في المنزل"
وتضيف، وهي تعرض احد مجسماتها التي قامت بانجازها مؤخراً:
"في البداية كنت اصنع اشكالاً كارتونية لأطفالي، بعد ذلك اصبحت انحت شخصيات يكون شكلها مقارباً للحقيقة، وكانت سهلة، كوني خريجة فنون جميلة، قسم الرسم، قمت بانشاء حساب "انستغرام" لترويج أعمالي، وتسويقها داخل وخارج العراق" تقول ديار محمد( خريجة قانون):"من المرحلة الثالثة في الجامعة بدأت بالاعتماد على نفسي، اشتغلت اعمالاً يدوية بسيطة لتغطية احتياجاتي اليومية بعد التخرج، طورت عملي، واصبح عندي وقت اكثر، فتحت مشغلاً صغيراً داخل منزلنا بمساعدة وتشجيع من اسرتي، اطمح لفتح ماركة خاصة بي، بالاضافة الى معمل لتشغيل اكبر عدد من البنات"
اما سارة سعد فتحدثت عن مبادرتها بفرح:"بفترة دخول داعش لمدينتي سنة 2014، كنت طالبة في المرحلة الرابعة، واسكن في قسم داخلي،غادرنا المدينة وعدنا بعد سنتين من النزوح، وجدتها مدمرة وناسها متعبين نفسياً، هنا كانت اول خطوة لي بمجال النشاط المدني، والاعمال التطوعية"
وتتابع:"قررت أن استثمر اختصاصي في علم النفس بمساعدة الناس، وخصوصاً النساء، قدمت الدعم النفسي للمعنفات، والمهجرين خلال فترة الاحتلال، وكنت انا اول فتاة في جلولاء تصبح ناشطة مدنية، رغم الانتقادات التي واجهتها"
اما نور جليل، الحاصلة على بكالوريوس علوم تربوية ونفسية، استثمرت اختصاصها بفتح مشروع لأطفال التوحد، وبطيئي التعلم، وقالت:"بدأت منذ العام 2016، اخترت هذا المشروع كونه ضمن اختصاصي، ولأني احب الاطفال، وخاصة المصابين بالتوحد وبطيئي التعلم، اشعر بمعاناة الاهل الذين لديهم طفل مصاب، لأنني عشت التجربة مع ابنة اختي، هؤلاء يحتاجون الى رعاية خاصة، ومحبة وتكيف مع المجتمع عن طريق تقديم برامج علاجية سلوكية"
وتضيف:"واجهت صعوبات كثيرة، ولكن باصراري، وتشجيع اسرتي تغلبت على المعوقات، ووصلت لطريق النجاح، فرحتي تكون عندما يتكيف الطفل مع أسرته".