أفكار في تنمية قدرات الأطفال

اسرة ومجتمع 2020/02/25
...

سعد محمد الكعبي
 
 
 
تنمية, تحفيز, ترددات إيجابيَّة, مصطلحات بدأت تأخذ طريقها الى أسماعنا كثيراً في الآونة الأخيرة ويرددها الآباء والأمهات خلال أحاديثهم المستمرة عن كيفيَّة تربية أطفالهم, وبما أنَّ التطور طال مجالات الحياة كافة فأصبح من الضروري أنْ يشمل طرق التربية والتعليم, فلنتطرق قليلاً الى دور ما ذكرنا ودور الأهل في الاستخدام الأمثل والصحيح لها، لا سيّما ما يتعلق بتنمية مواهب وقدرات أولادهم.
 
برامج تشجعية
نلاحظ بين فترة وأخرى ظهور برامج مسابقات تلفزيونيَّة يتنافس فيها الأطفال الموهوبون في الرياضة أو العلوم أو الكتابة والشعر للحصول على جائزة تشجيعيَّة تعطيه دافعاً للاستمرار والإبداع, كلنا رأينا هذه البرامج ونتابعها باهتمام، لكنَّ السؤال هو: (من يقف وراء هذه المواهب والقدرات؟), بالتأكيد الأسرة هي الحافز الأول لإظهار وتطوير مواهب أبنائها هي من غذّتهم فكرياً وثقافياً ونمت قدراتهم العقليَّة والجسديَّة, فكم من موهبة لم تأخذ فرصتها في الحياة لأنها لم تجد التشجيع والتحفيز ممن حولها, للأسف الشعوب النامية هي الأكثر إحباطا للأطفال، فنادراً ما نجد أنَّ هناك أسرة تنمي قدرات أطفالها وتشجعهم نحو المستقبل.
 
تأهيل الابناء
الأسرة هي مدرسة كونيَّة مصيريَّة حساسة جداً تؤهل أبناءها لحياة تعودُ بالنفع المادي والمعنوي عليه وعلى المجتمع الذي يعيشُ فيه، فهناك مجتمعات تدفع بأبنائها للأمام وتهيئ لهم سبل النجاح والتفوق وأخرى تؤسس لهم قاعدة للإحباط والفشل حتى وإنْ امتلكوا أدوات, فلو نظرنا نظرات خاطفة للدول الأوروبيَّة لتلمسنا الواقع الإيجابي وعرفنا كيف أنَّ الأسر والحكومات ينـّمون ويشجعون أطفالهم منذ أيامهم الأولى كي يغدوا كباراً في عقولهم ويبدعوا وينتجوا لبلادهم وللبشرية لذلك نرى أنَّ التوجهات الحديثة تنصح بتحديد النسل، فكثرة الأطفال تسبب مشكلات اقتصاديَّة واجتماعيَّة تجعل الأمهات والآباء مشتتي الفكر وقليلي الاهتمام بكل طفل على حدة.
مفاهيم الحياة
الأم هي أول مدرسة ينتمي لها الطفل الرضيع لا شعورياً ومن خلال تلك الأحضان الدافئة الحنونة يأخذ معارف وأفكاراً، خصوصاً إذا كانت الأم متعلمة واعية لما يدور حولها من تطورات فكريَّة وعلميَّة, فهي التي تأخذ على عاتقها زرع مفاهيم الحياة الرائعة وتلك المفاهيم ستدور في خلد أبنائها وتكبر مع كبر سنهم، فالأم أول معلمة شرعيَّة ربانيَّة غير حكوميَّة تعلمهم العلوم حسب ثقافتها وتحصيلها الأكاديمي والمكتسب.
 
رعاية المواهب
إبداء الاهتمام المبكر بما يمكله طفلك من قدرات ومواهب تساعده على التفرد والتميّز عن بقية أقرانه، لذا سواء كان الأمر يتعلق بتعلم لغة جديدة أو حتى ركوب الدراجة لأول مرة، فإنَّ الرغبة في التعلم هي مهارة إيجابيَّة ينبغي 
تشجيعها.
قد يواجه طفلك بعض التنمر من زملائه وخصوصاً في حال امتلاكه موهبة الغناء أو العزف أو أي موهبة قد تكون غير مألوفة في مجتمعنا، لكنْ بالتشجيع المستمر والرفع من معنوياته تجعله قادراً على عدم التأثر السلبي، بل قد تعطيه دفعة إضافيَّة للتقدم.
 
قدرات باراسايكولوجيَّة
 إن علم الباراسايكولوجي هو دراسة قدرات الإنسان الخارقة عكس قراءة علم السايكولوجي الذي يدرس معرفة نفسية ومرض الإنسان
, بعض الأطفال لهم موهبة معرفة المستقبل أو الحدس أو التخاطر، تظهر هذه القدرات وتختفي لكنْ للأسف لا ينتبه الآباء لمثل هكذا أمور، ويعدونها صدفة قد لا تتكر وإنْ تكررت فإنَّهم لا يعيرونها الاهتمام, في بعض المجتمعات يقومون باحتضانهم وإدخالهم دورات وورشاً تفتح مداركهم وتوسع آفاقهم وتنمي هذه الظاهرة, حتى أنَّ البعض منهم يستخدمون هذه الموهبة لعلاج بعض 
الأمراض.
 لا سيما ممن يمتلكون موهبة الشفاء بالشحنات الكهربائيَّة والمنتشرة في اليابان والصين والاتحاد السوفييتي سابقاً، وكلنا يتذكر كيف ضجّت وسائل الإعلام بالغجريَّة السوفييتيَّة (دجانا دايفيد) التي شفت بأناملها الكثير من الأمراض المزمنة 
والمستعصية.
عقل ونفسية الأطفال كـ (كاسيت تسجيل) بإمكانك أنْ تسجل في أي شيء وتخرجه للبشريَّة
، أنت مخير ومخيرون أيها الآباء
، فتربية الأطفال مسؤوليَّة كبيرة أمام الله لأنَّ الله تعالى أودع الأطفال في أحضان الكبار، فعقل الطفل يمتلك من المرونة ما تستطيع أنْ تغرس فيه كل شيء قد يعود بالخير أو الشر على محيطه كل حسب 
غرسه.